أيام قليلة بقيت على البدء الفعلي للانتخابات الرئاسية الأميركية سنعرف بعدها من هو الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة الأميركية سواء هيلاري كلينتون او دونالد ترامب. كلا المرشحين عمل كل ما يستطيع من أجل حصد أكبر عدد ممكن من الأصوات عبر برنامجه الانتخابي وآلته الإعلامية، موجهاً خطابه لفئات من الناخبين يعتقد أن أصواتهم ستوصله إلى المكتب البيضاوي لأربع سنوات قادمة. دائماً ما كانت برامج المرشحين الرئاسيين الأميركيين توجه نحو اهتمامات الناخب المحلية في المقام الأول كالصحة والاقتصاد والتعليم والنظام الضرائبي، وهذا أمر طبيعي كون تلك الملفات هي المهمة لهم دون غيرها، ولكن كون الولاياتالمتحدة دولة عظمي تؤثِّر في مسار السياسات الدولية فإن نتائج الانتخابات تهم ايضاً المواطنين في الدول الأخرى، فالمرشح الفائز يقرر السياسات الخارجية الأميركية حسب برنامجه وتوجهاته التي لها تأثير إيجابي أو سلبي على الوضع العالمي. ونحن في الدول العربية والإسلامية معنيون جداً بما ستؤول إليه نتائج الانتخابات لانخراط الولاياتالمتحدة في كل ملفات المنطقة العربية التي هي أكثر اشتعالاً من غيرها من مناطق العالم. النسبة الأكبر من العرب حسب الاستطلاعات ترى في هيلاري كلينتون الأنسب في التعامل مع الملفات العربية الشائكة كونها كانت وزيرة للخارجية لفترة ليست ببعيدة مضت ولمعرفتها بأوضاع المنطقة وأهميتها سياسياً واقتصادياً وجغرافياً، أما ترامب فلم يحظَ بأي قبول من العرب والمسلمين خاصة عندما اعلن عن مواقفه تجاه العرب والمسلمين التي هي اقرب للمواقف العنصرية. قد تكون كلينتون اكثر تفهماً لقضايانا من ترامب ولكن هذا لايعني بالضرورة أنها أكثر انحيازاً لنا، فالسياسة الخارجية الأميركية لاتقوم على المبادرات الشخصية من الرئيس بقدر ما تقوم على حسابات معقدة بعيدة المدى تنفذ على مراحل دون الخروج عن النص، فهامش الحركة بالنسبة للرئيس الأميركي ليس واسعاً بالقدر الذي يستطيع فيه الانفراد بالقرار. نتمنى ان يكون الرئيس الخامس والأربعون يعرف كيف يتعامل مع قضايانا العربية التي بالتأكيد ستكون ملفاً رئيسياً على طاولة المكتب البيضاوي.