يحبس العالم أنفاسه اليوم (الثلاثاء) لمعرفة المرشح الذي سيجلس على عرش البيت الأبيض. وبالنظر إلى الاختلاف الكبير في رؤى المرشحين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب بشأن قضايا الشرق الأوسط، فإن المنطقة العربية ستتجه نحو الدبلوماسية الوقائية في حال فوز كلينتون، باعتبار أن الديموقراطيين لايفضلون الحروب ويسعون دائما للعمل الدبلوماسي النمطي التقليدي، فيما يلجأ الجمهوريون إلى استخدام القوة والاتجاه نحو عسكرة المنطقة في حالة فوز ترامب. فالسياسة الخارجية التي أعلنتها كلينتون في حملتها الانتخابية بشكل عام، تشير إلى أنها تحاول الحفاظ على الخط الذي انتهجه أوباما، من خلال تقليل التدخل المباشر في قضايا وصراعات الشرق الأوسط، كما أنها تميل إلى استخدام الحلول الدبلوماسية الوقائية أكثر من العسكرية والاعتماد على حلفائها، بهدف تحقيق توازن بين حماية مصالحها الأمنية في المنطقة، دون تدخل عسكري مباشر.. أما المرشح الجمهوري ترامب فتتركز سياسته الخارجية التي أعلنها تجاه الشرق الأوسط على أولوية استخدام القوة العسكرية ضد أعداء الولاياتالمتحدة في المنطقة، ما يعني إمكان إرسال مزيد من القوات العسكرية إليها ودخول أمريكا في حروب عدة في الشرق الأوسط. وقال ترامب إن من أول الأمور التي سيقوم بها في حال انتخابه رئيساً، ضمان تقوية وتعزيز القوات المسلحة، لتكون قادرة على مواجهة التحديات الأمنية التي تواجهها البلاد. وفي ما يتعلق بالصراع السوري، أحد أبرز القضايا التي يتطلع العرب لتدخل أمريكي مباشر فيها، تتبنى كلينتون رؤية مفادها ضرورة توحيد قوى المعارضة المعتدلة ضد نظام بشار. في المقابل، يرفض ترامب فكرة تسليح المعارضة السورية، على اعتبار أن الولاياتالمتحدة ليست على دراية كافية بماهية الجماعات التي يمكن أن تساعدها. وبخصوص العلاقة مع إسرائيل يرى مراقبون أن السياسة الأمريكية لن تتغير باختلاف من سيصل إلى سدة الحكم، وأن الإدارات الأمريكية المتعاقبة أثبتت دوما أنها صديقة لإسرائيل بالدرجة الأولى وأن الحفاظ على أمنها هو من أولوياتها. وفي حين تؤيد كلينتون حل الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يشدد ترامب على ضرورة اعتراف السلطة الفلسطينية بإسرائيل كدولة يهودية، ووقف الهجمات ضدها. من جهة أخرى، تشير استطلاعات الرأي للناخبين اليهود بحسب مركز «غالوب» أن الناخبين اليهود الأمريكيين سيدلون بأصواتهم لمصلحة ترامب الجمهوري.