أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أمس الاثنين أن إعلان هدنة "انسانية" جديدة في مدينة حلب السورية أمر "غير مطروح"، في وقت استؤنفت المعارك بين قوات النظام السوري والفصائل المعارضة في ثاني مدن البلاد. وقال ريابكوف في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الروسية أن "مسألة تجديد الهدنة الانسانية غير مطروحة"، بعدما انتهت مساء السبت "هدنة انسانية" أولى أعلنتها موسكو من طرف واحد بدون أن تنجح في إجلاء جرحى او مدنيين او مقاتلين من أحياء شرق حلب المحاصرة من قوات النظام. وتابع ريابكوف أنه من أجل إقرار هدنة جديدة : من الضروري أن يضمن "خصومنا" التزام المجموعات المعارضة بسلوك مقبول، بعدما حالت هذه المجموعات دون تنفيذ عمليات الإجلاء الطبية، وذلك في اشارة الى الولاياتالمتحدة والدول الداعمة للفصائل السورية المعارضة. وانتقد ريابكوف موقف التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، معتبرا أنه يفضل انتقاد دمشقوموسكو على "ممارسة نفوذه فعليا على المعارضة" من أجل استمرار الهدنة. وأضاف "ما كنا بحاجة اليه خلال الأيام الثلاثة الماضية لم يتحقق". وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بسكوف من جهته ان "اطلاق النار لم يتوقف خلال الايام الماضية على مواقع المراقبة" والممرات الانسانية المعلنة، لا سيما طريق الكاستيلو شمال حلب والذي اعلنت موسكو تخصيصه للمقاتلين الراغبين بالخروج من شرق حلب. ونصت هدنة سابقة اتفقت عليها موسكووواشنطن وصمدت اسبوعا في سبتمبر على تحديد مواقع "المعارضة المعتدلة" كما تصنفها الولاياتالمتحدة، وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا)، كون الاتفاق استثنى المتطرفين، لكن ذلك لم يحصل. وقالت واشنطن ان السبب عدم التزام موسكوودمشق بوقف تام لاطلاق النار، بينما اتهمت روسيا الاميركيين بدعم جبهة النصرة. من جهة أخرى رأى ريابكوف أن "الظروف غير متوافرة" لعقد اجتماع جديد بين وزيري الخارجية الأميركي والروسي، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية في 8 نوفمبر. واستؤنفت المعارك في حلب بعد انتهاء الهدنة السبت حيث استهدفت المدفعية والطيران الحربي التابع للنظام الاحياء الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان. من جهة آخرى، نفت جامعة الدول العربية ما تردد من أنباء عن اقتراب عودة سورية إلى مقعدها المجمدة في مجلس الجامعة بقرار من وزراء الخارجية العرب في نوفمبر 2011. وقال مصدر مسؤول بالجامعة العربية في تصريح له أمس:" ليس هناك أي جديد يتعلق بتطورات الأزمة السورية وموضوع عودة سورية إلى مقعدها المجمد في مجلس الجامعة العربية غير مطروح حاليا". كانت بعض المواقع الإخبارية قد نسبت إلى مصادر دبلوماسية اقتراب عودة سورية إلى الجامعة العربية -شهر نوفمبر القادم. يشار إلى أن وزراء الخارجية العرب قد قرروا في نوفمبر 2011 تعليق مشاركة وفود الحكومة السورية في الجامعة العربية لحين قيامها بتنفيذ الخطة العربية لحل الأزمة السورية، كما دعوا إلى سحب السفراء العرب من دمشق.