يدخل المنتخب السعودي الليلة منعطفاً مهماً في مشواره نحو بلوغ نهائيات كأس العالم 2018م، عندما يصطدم وجهاً بوجه مع المنتخب الأسترالي على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة وتحديد الملامح الأولية في تحديد أحد المتأهلين إلى المونديال على أقل تقدير، لأن الفائز سيصل إلى النقطة التاسعة وسيقطع بذلك خطوة جيدة نحو التأهل، صحيح أن الحكم باكر على مجموعة تضم السعودية واستراليا واليابان والإمارات والعراق من الجولة الثالثة، لكن الأرقام تجعلنا نقرأ مستقبل المجموعة "الحديدية" كما وصفها النقاد ومتابعو الكرة الآسيوية، خصوصاً بالنسبة للفائز. ويتسلح "الأخضر" اليوم بجماهيره، إذ يُنتظر أن يحظى بدعم كبير من قبل الحشود الرياضية المتواجدة في المنطقة الغربية، خصوصاً وأن توقيت اللقاء يعتبر مناسباً للغاية، في عطلة نهاية الأسبوع. أحسن المسؤولون صنعاً عندما اختاروا جدة لاستضافة مباراة "الكنغر" لعوامل عدة، أبرزها أن الأجواء في "عروس البحر الأحمر" لا تناسب الأستراليين نظراً لدرجة الحرارة العالية والرطوبة هذه من جهة، أما العامل الآخر فهو تعطش جماهير جدة لهذا النوع من المباريات، ونتذكر كيف امتلأ الملعب في المباراة الودية مع الأوروغواي، إذ حظي حينها "الصقور الخضر" بدعم جماهيري كبير، يجعلنا نتفاءل بتكرار المشهد ذاته اليوم، لاسيما وأن المباراة رسمية ونتيجتها ستلعب دوراً كبيراً في مشوارنا نحو تحقيق حلم التأهل من جديد، وتكمن قوتها أنها أمام أحد أقوى منتخبات "القارة الصفراء" إن لم يكن الأقوى على الإطلاق، وتواجده يغري الجماهير بالزحف نحو الملعب، ليس كذلك فحسب، بل إن الدخول إلى المدرجات "الدرجة الموحدة" أصبح مجاناً بعد بادرة شركتين وطنيتين بشراء جميع التذاكر وتوزيعها، كما أن بيئة الملعب تعد جاذبة للجماهير، كونه يعتبر تحفة معمارية وفيه خدمات متكاملة تجعل المشجع يشاهد اللقاء بأريحية، وسيجد هناك كل مايحتاج إليه، إذ لعب اتحاد القدم ورابطة دوري المحترفين السعودي وإدارة الملعب دوراً كبيراً في سبيل تهيئة كل سبل الراحة للمشجع، وهو مانأمل أن نشاهده في جميع الملاعب السعودية. جماهير المنطقة الغربية ستقوم بواجبها كالمعتاد، وقلنا مراراً وتكراراً بأنها جماهير ذواقة، تؤازر من تشجع بأسلوب احترافي، ولا تهدأ طوال المباراة بالتشجيع وبث الحماس في نفوس اللاعبين، وطالبنا أكثر من مرة بأن تُلعب مباريات المنتخب في جدة وراهنا كثيراً على جماهير الغربية، واليوم جاءت الفرصة لتثبت هذه الجماهير بأن من يراهن عليها لا يمكن أن يخسر، وبدون شك نجاح التجربة في مواجهتي استراليا والإمارات سيدفع اتحاد القدم إلى تكرارها مستقبلاً باستضافة جدة للمباريات الرسمية والودية والبطولات التي ينظمها. نتائج الأخضر في التصفيات ممتازة لأنه حصد العلامة الكاملة بفوزه في أول جولتين، وسيلعب اليوم بنشوة انتصاريه على تايلاند والعراق، ولا عذر للجماهير اليوم بالغياب، ففي وقت سابق كان البعض يتعذر بسوء النتائج وتراجعها، لكن الوضع بات مختلفاً واصبح يتربع على صدارة مجموعته مع استراليا، ويحتاج إلى دعم ومساندة جماهيره حتى يكمل مسلسل انتصاراته، والدعوة ليست قصراً على رياضيي جدة، بل تمتد إلى مكة والطائف، وحتى من هم خارج الغربية من القادرين على الحضور والتواجد خلال عطلة نهاية الأسبوع. سبق وأن شاهدنا في أكثر من مباراة لفريقي جدة الأهلي والاتحاد حضوراً جماهيرياً لافتاً وامتلاء للمدرجات، ويحدث ذلك أحياناً في مباريات طرفها الفريقان وليس "دربي"، وهو ما يعني أن الجماهير عندها القدرة على أن تجعل المدرجات ممتلئة بالكامل، متى ما ارادت ذلك واستحضرت مسؤوليتها نحو منتخب الوطن، صحيح أن التذاكر نفذت بالكامل، لكن هذا الأمر لا يجعلنا نضمن امتلاء الملعب بالجماهير، لأنه طالما أن التذاكر كانت مجانية وتحصل كل مشجع على ثلاث تذاكر قابلة للزيادة لأنه بإمكان كل من يمتلك اكثر من بريد الكتروني وهاتف جوال الحصول على تذاكر أكثر، ربما يتكاسل البعض عن الحضور حتى وإن كانت التذكرة بحوزته، أو تحصل له ظروف معينة وما إلى ذلك، وهذا يعني أن الجماهير مطالبة بعدم الاتكالية، والتواجد في المدرجات لمؤازرة اللاعبين الذين اسعدونا في الجولتين الماضيتين. علينا ان نترك الميول والأندية جانباً، ونستمتع بدعم ومؤازرة الأخضر السعودي، لأنه أولاً ومن بعده تأتي الأندية التي نشجعها، هذا واجب علينا لا نستحق عليه شكر، إن لم نقم به فلا نلوم اللاعبين إن فعلوا مثلنا وتركوا واجباتهم او قصروا فيها، كلنا نريد خدمة هذا الوطن الغالي، اللاعب يسعى إلى رفع العلم السعودي عالياً في المحافل العالمية وتشريفه، والجماهير عليهم أن يخدموا الوطن بالدعاء للاعبين بالفوز من جانب، والحضور في المدرجات لمؤازرتهم من جانب آخر.