يلاحظ من الوصايا التي نقرؤها او نسمعها ان كثيرين جدا يوقفون عقارات كبيرة ويوصون بأن يصرف من ايرادها الفخم عدة اضاح لهم ولآبائهم والباقي يتم توزيعه على الورثة.. قلت: ومصارف الخير كثيرة جدا والحاجة لها ماسة في هذا العصر خاصة كالمشافي ومراكز غسيل الكلى ورعاية الأيتام وتحفيظ القرآن الكريم بل وفتح معاهد تدريب للفقراء بحيث يتم تأهيلهم للعمل وخاصة ذوي الاحتياجات الخاصة، فإن هذا انفع وادوم من منح النقود مباشرة فيصرفها المحتاج ويظل فقيرا، بعكس التأهيل للعمل والذي يجعله انسانا منتجا قويا (والمؤمن القوي خير واحب إلى الله من المؤمن الضعيف). وفي هذا العصر خاصة توافرت اللحوم بشكل هائل، وربما صارت اضرارها اكثر من منافعها لافراط الناس في تناولها واثبات الأبحاث الطبية دور الافراط في تناول اللحوم في الاصابة بعدة اعراض كالكليسترول والنقرس وامراض المفاصل والسكتات القلبية والدماغية.. كما ان التركيز على الاضاحي في الوصايا والاوقاف يحرم كثيرا من مناشط الخير الضرورية من ايرادات هامة دائمة مقابل الافراط في وصايا الضحايا التي تصل في بعض البيوت الى عشر!! فالمطلوب هو التوازن والتمييز وتقديم الاهم على المهم.. وكل عام وانتم بألف سعادة وخير.