للأضحية فوائد صحية واجتماعية غير الهدف الديني الأساسي، فكم من محروم من اللحوم في كثير من الدول الفقيرة سيأكل اللحم الذي ربما حرم منه أشهراً عديدة، وكم مريض بفقر الدم ستكون اللحوم الحمراء علاجه أو لتخفيف حدة معاناته مع المرض. تحتوي اللحوم الحمراء وهي لحوم الأغنام والأبقار والجمال على نسب متوزانة من عناصر غذائية معينة لا تتوفر في غيرها، فمن ضمن هذه العناصر الحديد الذي يتوفر بكمية ونوعية مناسبة جداً لاحتياج الإنسان، وكذلك بعض الأحماض الأمينية وهي الوحدات الأساسية للبروتين وكذلك معادن وفيتامينات أخرى ضرورية لحياة الخلايا والأنسجة، ويمكن الحصول على جميع هذه الفوائد إذا تناولنا اللحوم باعتدال؛ لأن الإفراط فيها عمومًا قد يؤدي إلى زيادة معدل الكوليسترول في الدم والدهون المشبعة، وزيادة حمض اليوريك في الدم مع ترسب الأملاح في الجسم، لا سيما لمرضى النقرس وأمراض الكلى. مع توفر النعم ولله الحمد والمنة لم يعد كثير من الناس يسرفون في أكل لحوم الأضاحي ولكن مازال البعض يكثر في أيام العيد نظرا لكثرة الولائم والدعوات وعدم القدرة على تنظيم الوجبات فقد يكون هناك دعوة للغداء ودعوة للعشاء في نفس اليوم. أثبتت الدراسات أن المجتمعات في الخليج العربي يتناولون أكثر من حاجتهم من اللحوم في الأيام العادية فما بالك بأيام الأضاحي؟ إن الزيادة في تناول تلك اللحوم يعرض الشخص لمشاكل في الهضم تكون التخمة دليلاً عليها، لا سيما أن لحوم الضأن ذات نسبة دهنية عالية. لأن بعض الناس يقومون بذبح أضحياتهم بأنفسهم وربما دون فحص بيطري على الذبيحة إلا أن غالبية تلك الذبائح تكون من نوعية جيدة مما يقلل خطر الأمراض، الا أن هناك احتياطات ضرورية تتأكد اذا ذبحت الأضحية في غير المسالخ المعتمدة: 1- التأكد من سلامة الذبيحة، والذبح في المسالخ يوفر الاطمئنان الى أن الذبيحة ستفحص قبل أكلها. 2- استبعاد الأجزاء غير الطبيعية مثل الكبد والكلى والطحال والرئتين وأحيانا الكرش والأمعاء، وإصابتها بالمرض تتضح على شكل ولون الجزء المصاب، وقد يكون التغير في اللون او وجود تحلل او تكيس او وجود طفيليات في المرارة، وأنصحك بالتخلص من كامل العضو اذا وجدت إصابة في بعضه. 3- عدم تناول الكبد النيئة، فالبعض يشويها فينضج الجزء الخارجي اما الداخلي فلا تصل النار له. 4- التأكد من عدم تورم الغدد، وهي موجودة على جانبي الرقبة وفي أعلى الفخذ من الخارج، وتحتاج هذه المسألة الى مختص او مجرب يمكن الاستفسار منه. 5- لا تتناول اللحوم إلا بعد التأكد من نضجها تماماً فالبعض يحبذ "نصف الاستواء" او أقل من هذا بالذات الكبدة ظناً منه أن عدم كمال النضج يحافظ على العناصر الغذائية ولا يدري أن عدم كمال النضج قد يسبب انتقال بعض الأمراض للشخص فبعض الأجسام لا تتحمل العدوى بالذات الأطفال. ولحفظ اللحوم عليك باتباع الآتي: أ- وضع اللحوم في كيس مستقل بعد تنظيفها وغسلها جيداًً. ب- لا تتركها في سيارتك الحارة لفترة طويلة لأنك ستتيح للبكتيريا فرصة النمو. ج- إذا كنت ستقطع الذبيحة فقطعها مباشرة على لوح بلاستيكي واحذر من اللوح الخشبي لاحتمال توغل البكتيريا في الشقوق ولصعوبة تنظيف الخشب تماماً - وإذا أردت أن تقطعها بعد فترة فالأفضل ان تضعها في ثلاجة. وأفضل أن يقوم الجزار بتقطيعها باستخدام المنشار لكيلا يكون هناك قطع حادة من العظام. د- بعد تقطيعها وتغليفها في أكياس صغيرة ادخل اللحوم التي ستخزنها في (الفريزر). ه- لا تضع كل الذبيحة في ثلاجة واحدة، ان تجميدها سيأخذ وقتاً طويلاً، ولكن وزع اكياس اللحوم على أكثر من ثلاجة وبعد تبريدها أو تجميدها يمكن إعادتها للثلاجة أو المجمد (الفريزر) الخاص باللحوم. و- احذر من وضع الأغذية النيئة بجانب المطبوخة.