يعتبر «البروتين» من العناصر الغذائية الأساسية لسلامة وصحة جسم الإنسان ومن أمثلة البروتين الذي يحتاجه الجسم هو «اللحوم» وللحوم فوائد جيدة حيث انها مصدر جيد للأحماض الأمينية الأساسية لبناء الأنسجة المختلفة «العضلات» وكذلك معظم الأنسجة المختلفة في الجسم إلا أن الحاجة اليومية للحوم وأنواعها مثل الدجاج والبقر والجمال تكون بحدود وقياس ثابت وليست العملية مفتوحة بالقدر الذي نرغب ونطلب ونشتهي ولحساب الاحتياج اليومي من «البروتين» للإنسان فإن ذلك يرجع إلى وزن الشخص حيث يحتاج إلى جرام لكل كيلو من الوزن فإذا كان وزنك أخي القارئ أو أختي القارئة 75 كيلوجراماً فأنت تحتاج إلى 75 جراماً من البروتين وإذا كانت نسبة البروتين في اللحوم تقريباً 20٪ فإذا أكل الشخص 250 جراماً من اللحوم (حبة همبرغر حجم كبير) فإنه يحصل على تقريباً 50 جراما من البروتين وإذا أخذ في الإفطار بيضة أو جبنة فإن ذلك احتياجه اليومي من البروتين خلال الأربع والعشرين ساعة.. وللأسف الشديد فإن معظم الناس يتناولون كميات كبيرة أكثر من احتياجهم اليومي من البروتين وهذا له العديد من المشاكل الصحية مثل اجهاد الكلية والكبد وكذلك حدوث العديد من الأمراض مثل النقرس وغيرها لذلك يجب الحذر من ذلك. ولقد لوحظ أن استهلاك كميات كبيرة من اللحوم يرتبط بزيادة استهلاكنا من الدهون الحيوانية والتي ترتبط بزيادة مستوى الكولسترول في الدم حيث إن هذه الدهون الحيوانية تزيد من معدل تصنيع الكولسترول وزيادة الدهون الثلاثية في الدم مما يؤدي إلى حدوث تصلب الشرايين وبالتالي يؤدي ذلك إلى حدوث أمراض القلب والأوعية الدموية المختلفة.. لذلك فإن استهلاك اللحوم بكميات كبيرة ودون تقنين له العديد من المخاطر على الصحة وحدوث أمراض كثيرة مثل الجلطات وأمراض القلب. وعموماً فإن لتناول اللحوم بكميات كبيرة تأثيرا كذلك على زيادة الوزن والسمنة والتي تلعب دوراً كبيراً في حدوث العديد من المضاعفات مثل الإصابة بالداء السكري وكذلك ألم المفاصل وارتفاع الضغط وغيرها من المشاكل الصحية التي تزيد بزيادة السمنة ولذلك فإنه يجب علينا الحرص على عدم المبالغة في تناول اللحوم بأنواعها وخصوصاً أننا في موسم الأضاحي وكثرة توفر اللحوم خلال هذه الأيام فالحرص كل الحرص على الاعتدال في ذلك والحرص على تناول القطعيات قليلة الدهون وكذلك يجب عدم إهمال الخضار مثل السلطات في مناسباتنا وعدم التركيز والاكثار من اللحوم والاكتفاء بالقليل من الأضحية والحرص على توزيع الجزء الأكبر منها على الفقراء والمساكين والأقارب وخاصة المحتاجين منهم وكل عام والجميع بخير.