قال مروان البرغوثي الذي يترأس لائحة حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في حديث لقناة «العربية» بثته امس ان الاسرائيليين اتخذوا قرارا استراتيجيا بعدم التعامل مع اي شريك فلسطيني داعيا الفصائل الفلسطينية إلى اقامة سلطة فلسطينية ديموقراطية جديدة. وقال البرغوثي امين سر حركة فتح في الضفة الغربية «الاسرائيليون لديهم قرار استراتيجي بعدم التعامل مع اي شريك فلسطيني وهم يدعون التخوف من فوز (حماس) وكأنهم يريدون فتح وابو مازن. هذا غير صحيح». وتساءل «من الذي اغتال ياسر عرفات سياسيا اولا خلال ثلاث سنوات ثم جسديا» ليجيب «الحكومة الاسرائيلية وبقرار». واشار إلى ان الاسرائيليين ظلوا يقولون على مدى ست سنوات ان عرفات اصبح عقبة في وجه تحقيق السلام لكن اليوم وبعد رحيل عرفات ومجيء ابومازن الذي «ينادي صباح مساء بالعمل السلمي والتهدئة ماذا كان رد الاسرائيليين؟». واضاف في لهجة لا تخلو من حدة ان الاسرائيليين «يقولون انهم سيوقفون العملية السياسية اذا جاءت حركة حماس. على من يضحك الاسرائيليون؟ الناس ليسوا سذجا؟ الاسرائيليون لا يريدون لا فتح ولا (حماس) ولا ابومازن ولا مروان البرغوثي ولا الزهار ولا هنية ولا فلان ولا علان (..) هم اتخذوا قرارا استراتيجيا بفرض حل من طرف واحد». وتابع «حدث ذلك في غزة وخرجوا والآن يريدون ان يستكملوا في الضفة الغربية ولكني اقول انه لن يكون هناك في هذه المنطقة لا امن ولا سلام ولا استقرار حتى نحقق اهدافنا الوطنية في الحرية والعودة والاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف واشدد عاصمتها القدس الشريف». واكد البرغوثي ان «حركة فتح تبقى الحركة القادرة على قيادة الشعب الفلسطيني وجربت حركة فتح في مفاصل طويلة وكثيرة سياسية وعسكرية واقتصادية واجتماعية» غير انه اشار إلى بعض الاخطاء التي اعترت مسيرتها. واوضح «شاب حركة فتح بعض الشوائب وهناك من انتهج المسلك الفردي سواء على مستوى القيادة او على مستوى هنا وهناك. والمسؤول دائما في اي حركة هو قيادتها» مشيرا إلى ان «غياب المؤتمرات في الحياة التنظيمية اوجد مثل هذا الحالة وهذه الازمة. 17 عاما لم يعقد المؤتمر الوطني السادس لحركة فتح ويجب ان يعقد وانا واثق انه سيعقد هذه العام وسيلتم الشمل الفتحاوي». واكد الحرص على الشراكة مع باقي الفصائل الفلسطينية رافعا شعار «شركاء في الميدان شركاء في البرلمان». واضاف حرصت حركة فتح منذ انطلاقتها على الشراكة مع القوى الوطنية والاسلامية وجميع قوى وفعاليات وشخصيات شعبنا (..) ونحن نعرف خلال ال 10 سنوات الماضية بعض الاخوان في الفصائل الفلسطينية لم يوافقوا على السلطة الوطنية وعلى الشراكة». وتابع «نحن نرحب الآن بهذا القرار الجريء والشجاع لاخواننا في (حماس) و(الجبهة) الشعبية و(الجبهة) الديمقراطية وباقي القوى في الانخراط في السلطة الوطنية للمشاركة في هذه الانتخابات وفي منظمة التحرير الفلسطينية». واشار إلى ان «شراكة الدم اثبتت ان هناك شراكة فلسطينية وهناك نضج سياسي فلسطيني وانا الآن اقول شركاء في الميدان شركاء في البرلمان وسنصنع باذن الله سلطة وطنية فلسطينية ديمقراطية جديدة على طريق بناء الدولة». ودعا البرغوثي في حديث مماثل لقناة «الجزيرة» الفضائية بثته امس الفلسطينيين إلى المشاركة بكثافة في الاقتراع المقبل. وقال البرغوثي الذي يمضي عقوبة بالسجن مدى الحياة صدرت عن محكمة اسرائيلية ادانته بالتورط في هجمات، في اول حديث من سجنه في (إسرائيل) «اوجه نداء من زنزانتي إلى ابناء الشعب الفلسطيني العظيم ان يشاركوا بصغيرهم وكبيرهم بشبابهم وشيبهم في هذه الانتخابات» واضاف ان «هذا (الانتخاب) وفاء للرئيس الراحل ياسر عرفات ولاحمد ياسين ولابو علي مصطفى» وغيرهم من «الشهداء الذين سقطوا» معددا اسماء اخرى من قياديين فلسطينيين سابقين. وكان احمد ياسين الزعيم الروحي لحركة (حماس) وابو علي مصطفى زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وقد استشهدا في غارتين اسرائيليتين في 2004 و2001 على التوالي. واكد البرغوثي ان «هذه الانتخابات يجب ان ننظر لها باعتبارها احدى الوسائل الرئيسية لتحقيق الحرية والعودة والاستقلال». واضاف «نحن نطمح إلى حكومة اصلاح وطني تتمتع بقاعدة برلمانية وشعبية عريضة». وقال البرغوثي إن المجلس التشريعي يمثل نحو نصف أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني مضيفا أنه يجب استكماله بإجراء انتخابات في المخيمات الفلسطينية في لبنان وسوريا والاردن وللجاليات الفلسطينية في الخارج معربا عن أمله في أن ينعقد المجلس الوطني الفلسطيني الذي يمثل جميع الفلسطينيين وتنطوي تحت لوائه كافة الفصائل الفلسطينية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية «الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج». يذكر أن محكمة إسرائيلية أصدرت في حزيران - يونيو عام 2004 حكما على البرغوثي بالسجن المؤبد خمس مرات بالاضافة إلى 40 عاما أخرى بدعوى وقوفه وراء الكثير من العمليات الانتحارية التي نفذت في إسرائيل وأسفرت عن مقتل وإصابة مئات الاسرائيليين.