يحتفظ المشجع الهلالي - القديم - فهد محمد بن جرجير (65 عاماً) بارشيف نادر من الصور الرياضية الخاصة بناديه ونجومه في الثمانينيات الهجرية ويجمع لقطات لتدريبات وبعض مباريات هلال 81ه ولاعبيه الفائزين بأول بطولة كروية على مستوى المملكة في تاريخ الهلال.. وبعض تلك الصور كما يقول ضيفنا لم يسبق نشرها في أي صحيفة وعمرها اليوم 45 عاماً، وفضَّل (بن جرجير) انفراد «الرياض» بنشرها لاعتزازه بها وارتباطه بمتابعتها منذ صدور عددها الأول قبل نحو 42 عاماً. وضيفنا متقاعد اليوم بعد أن أمضى (32) سنة في العمل بالمديرية العامة للبريد. التقيناه ليحدثنا عن مناسبات بعض تلك الصور العتيقة لفريقه.. فجرنا الحديث إلى جوانب أخرى مثل الأجواء الأسرية للاعبي هلال الأمس ومبارياتهم في حقبة الثمانينيات الهجرية. أقدم صورة عمرها 45 عاماً وفي البداية سألته عن كيفية حصوله على هذه اللقطات النادرة فأجاب: بدأت في اقتناء الصور الهلالية منذ عام 1381ه الذي شهد تتويج الهلال بكأس جلالة الملك لأول مرة وكانت أول لقطتين اقتنيهما .. (لمبارك عبدالكريم) كابتن الهلال وهو يتسلم كأس الملك عام 1381ه من يد وزير المعارف عبدالعزيز آل الشيخ (رحمه الله) الذي رعى المباراة نيابة عن جلالة الملك. واللقطة الثانية من مباراة البطولة لمدافع الهلال (الكوش) وهو يبعد كرة وحداوية عن مرمى حارس الهلال (ناصر بن موزان) 1381ه، واشتريتها بريالين من استوديو السلام وكان مقره بعمارة الطبيشي خلف الخطوط السعودية بالبطحاء، والمصور أذكر أن اسمه ناصر عمر بوباح (يمني الجنسية) - شفاه الله. وبعدها توالى اقتنائي للصور حتى أصبح لديَّ أرشيف مميز من الصور القديمة للهلال ولاعبيه. 46 عاماً من تشجيع الهلال وعن قصة ارتباطه بتشجيع نادي الهلال رد (فهد بن جرجير) قائلاً: في عام (1380) كنا ثلة من المشجعين نجتمع في (قهوة البطيحاء) ونميل إلى الهلال والشباب فقط.. وأتذكر أول مباراة حضرتها للهلال في ملعب الصايغ عام 1380ه أمام الشباب على كأس المنطقة الوسطى وكسبها الشبابيون (3/صفر)، وكانت المباراة عصر آخر يوم في شهر شعبان لذلك العام وعندما انتهت المباراة وخرجنا من ملعب البطيحاء - جنوب البرقية، أتذكر أننا كنا نسمع طلقات المدفع معلناً دخول شهر رمضان. ولم تغير تلك الهزيمة من ميولنا بل زاد تمسكنا بتشجيع الهلال وكنت أحد حضور نهائي كأس الملك لعام 1381ه الذي جمع الهلال والوحدة في ملعب الصايغ واحتفلنا بأول بطولة في تاريخ الأزرق، وفي هذا العام شكلت أول رابطة لمشجعي نادي الهلال برئاسة الأستاذ (أحمد بن سعيد)، وتشرفت بالانضمام إلى عضويتها. ثم أقام النادي في مقره بحوطة خالد حفلة فنية بهذه المناسبة تكفل بها رئيس النادي آنذاك الشيخ عبدالرحمن بن سعيد - متعه الله بالصحة والعمر المديد - وأحياها الفنان أبو سعود الحمادي الذي غنى أغنيته الهلالية الشهيرة عام 1381ه و التي غناها مرة أخرى في حفل كأس 1384ه ( وهي من كلمات الشاعر عبد الرحمن بن مطرف. وتقول كلماتها في أبياتها الثلاثة الأولى: فاز الهلال وتطور على جميع النوادي حاز الثناء وتنور من فضل رب العبادي اصبح غريم مدور للوحده والاتحادي وأتذكر أيضاً فناناً آخر غنى للهلال في تلك الحفلة وهو (ناصر بن حيان). احتفالية سينمائية بالفوز كما احتفلنا بكأس الملك للمرة الثانية عام 1384ه عندما فاز الهلال على الاتحاد في النهائي بضربات الجزاء (3/1) بعد تعادلهما بهدف لكل منهما في الوقت الأصلي وأدرك التعادل للهلال قائده ونجمه الفذ (مبارك عبدالكريم) من ضربة حرة مباشرة في الوقت الحرج. وبعد المباراة اجتمعنا في مقر النادي بشارع الظهيرة واحضر رئيس نادينا الشيخ عبدالرحمن بن سعيد شريط المباراة وتم عرضه للجمهور سينمائياً وكان نجوم تلك المباراة الكابتن (مبارك عبدالكريم) بهدف التعادل القاتل.. وحارسنا الراحل (عبدالله سوا) رحمه الله الذي تصدى ببراعة لضربتي جزاء اتحادية. الحكام ضد الهلال قبل 4 عقود وأتذكر كذلك خروجنا المر من الكأس عام 1385ه على يد الاتفاق في الدمام بنتيجة (4/1) وسجل هدف الهلال الوحيد نجمه فهد بن نصيب وذهبت لمشاهدتها في الشرقية مع عضو إدارة النادي الأستاذ (نزار الرواف) بجانب صديقي محمد السماري. وقد تعرض فريقنا في هذه المباراة لظلم تحكيمي واضح وكان حكم الساحة غير سعودي. مأساة 88ه وتكررت المأساة بالنسبة لنا بعد ثلاث سنوات حين خرج الهلال خاسراً نهائي كأس الملك أمام الاتفاق أيضاً عام 1388ه وكنا ضامنين الكأس لقوة فريقنا وتكامل صفوفه ولكن إرادة الله عز وجل شاءت ان يهزم فريقنا بنتيجة (4/2). واعتبر هذه أسوأ مباراة في تاريخ نادي الهلال. النصر يرفع الضغط! وأشار المشجع الهلالي العتيق إلى ان أعصابه لا تسعفه في مشاهدة مباراة فريقه أمام منافسه التقليدي النصر وقال: عندما تبدأ المباراة استقل سيارتي واتجه للتمشية في الحاير أو ديراب ففي هذه إراحة لأعصابي ولضغطي الذي يرتفع مؤشره إذا رأيت النصر يلعب ضد الهلال. وبعد ساعتين أعود إلى الرياض حيث أرى أياً من جمهور الناديين يرفع أعلامه الخاصة من خلالها أتعرف على هوية الفريق الفائز ولا تهمني النتيجة. تمنيت الناصر هلالياً ويذكر المشجع (فهد بن جرجير) أنه لعب في الحواري فترة طويلة وقال كان اسم فريقنا بحي العود (الاعتماد) وكنت ألعب جناحاً وتحولت إلى الحراسة ثم لعبت مع لاعبيه الهلال السابق نصيب النصيب بفريق الأهلي في شارع الريل عام 1387ه . وعن النجم الذي كان يتمناه في صفوف فريقه (الهلال) أجاب (بن جرجير) نجم أهلي الرياض مبارك الناصر أما نجمي المفضل بفريقي فكان النجم العملاق مبارك عبدالكريم ثم زين العابدين و(أبو البندري) الدبلي ونبيل الرواف بجانب فهد العبدالواحد وفهد وسلطان بن نصيب وإبراهيم اليوسف في حقبة التسعينيات وبالمناسبة تربطني بالكابتن مبارك عبدالكريم صداقة قوية إلى اليوم بجانب زميلنا المشجع الهلالي العتيق (صلاح الزهراني) الذي يملك هو الآخر ارشيفاً خاصاً بالصور القديمة لهلال الثمانينيات تكوَّن بصور التقطها بكاميرته الخاصة.