سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس الوزراء الإسباني يزور سبتة ومليلة منتصف الشهر وسكان المدينتين المسلمون يستعدون لطرح مطالب تعجيزية مخاوف من تأثير الزيارة سلباً على علاقات الرباط ومدريد
يقوم رئيس الوزراء الإسباني خوصي لويس ثباتيرو بزيارة منتصف هذا الشهر إلى المدينتين المغربيتين المحتلتين سبتة ومليلة بحسب ما أعلنت عنه مصادر رسمية إسبانية، وهي الزيارة التي لو قدر لها أن تتم فقد توقع على انتهاء شهر العسل الذي عاشته العلاقات الإسبانية المغربية منذ مجيء حكومة ثباتيرو العمالية خلفا لحكومة خوصي ماريا أزنار والتي بلغ خلال فترة توليها تدبير الشأن العام في إسبانيا الخلاف مع الرباط أوجه. وبدأت القوى السياسية المغربية في سبتة ومليلة تعد لمواجهة هذه الزيارة التي جاءت لتعلن تكريس الاحتلال الإسباني للمدينتين المحتلتين. وعلمت «الرياض» من مصادر سياسية من داخل مدينة سبتة أن المغاربة المسلمين هنالك أعدوا حقيبة من المطالب والاقتراحات لرئيس الوزراء الإسباني وصفوها ب «التعجيزية» تتمحور حول قضية الحكم الذاتي للمدينتين المحتلتين وتوسيع صلاحياته ليصبح على قدم المساواة مع الأقاليم الإسبانية، كما ستطالب هذه القوى السياسية برد الاعتبار للمسلمين في المدينتين الذين طالهم الكثير من التهميش مقارنة مع الإسبانيين المسيحيين وكذا الاعتراف باللغة العربية وجعلها لغة رسمية مع اللغة الإسبانية. يذكر أن المسلمين بسبتة ومليلة يعيشون تهميشا ممنهجا فرضته عليهم سلطات الاحتلال الإسبانية. وبادرت مؤخرا السلطات الإسبانية إلى بناء سور فاصل بين المدينتين المحتلتين وباقي أجزاء التراب المغربي تحت ذريعة محاربة الهجرة السرية، بينما الواقع بحسب مصادر سياسية مغربية من سبتة أن الهدف الحقيقي وراء طرح مشكل الهجرة السرية بهذه الحدة هو الحصول على تمويل مهم من الاتحاد الأوروبي يمكن سلطات الاحتلال الإسبانية من تمويل برامج تهدف إلى محو المعالم العربية والإسلامية من المدينتين. وأفادت ذات المصادر أن نسبة البطالة مرتفعة بشكل كبير في صفوف الشباب المغاربة وحتى الذين يتوفرون منهم على شغل يتقاضون أجورا جد بخسة. وفيما يخص زيارة ثباتيرو الوزير الأول الإسباني المرتقبة إلى سبتة ومليلة قال محمد علي الأمين العام لاتحاد مسلمي سبتة في حديث مع صحيفة مغربية إنها زيارة حملة انتخابية بدرجة أولى على اعتبار أن الانتخابات التشريعية الإسبانية على الأبواب وعلى اعتبار كذلك أن سلفه خوصي ماريا أزنار كانت الزيارة التي قام بها إلى المدينتين قبيل الانتخابات ساعدته في حصد أصوات مهمة. يذكر أن أزنار كان زار المدينتين مصحوبا بوسائل إعلامية مهمة من بلاده. وكانت الزيارة تلك جرت في ظروف جد حرجة حيث كانت العلاقات المغربية الإسبانية في ذروة التوتر بسبب النزاع حول جزيرة «ليلى»، وساعد هذا التصعيد حزب أزنار (الحزب الوطني الشعبي) في الحصول على نسبة عالية من أصوات الناخبين إذ فاز ب 19 مقعدا من ضمن 25 في الجماعة المحلية المستقلة لمدينة سبتةالمحتلة بينما الحزب الاشتراكي العمالي لم يحض سوى على مقعدين. وأفادت مصادر عليمة ل «الرياض» أن الزيارة التي سيقوم بها رئيس الوزراء الإسباني وزعيم الحزب الاشتراكي العمالي جاءت بعد موافقة السلطات المغربية وذلك لمساعدته على سحب البساط من تحت أرجل الحزب الوطني الشعبي الذي يكن عداء كبيرا للمغرب. يشار أن العرف في العلاقات بين البلدين الجارين يقضي ألا يزور ملك إسبانيا أو رئيس الوزراء بشكل رسمي المدينتين المحتلتين، وستكون الزيارة على هذا الأساس التي سيقوم بها ثباتيرو ليست بصفته رئيسا لوزراء إسبانيا ولكن بصفته زعيما للحزب الاشتراكي العمالي.