«لا أملك الا نسخة واحدة من الخبز الحافي. يلزمني استنساخها، وهذا يتطلب مائة درهم لا أملكها. سأدبرها» هذه العبارة الموجعة كتبها الروائي المغربي الراحل محمد شكري، جاءت ضمن الرسائل المتبادلة بينه وبين الناقد والروائي محمد برادة في كتاب ورد ورماد. تكشف إلى أي حد كانت الحالة المادية التي يعيشها صانع الخبز الحافي تصل إلى حد الكفاف، تلك الرواية التي تعتبر من اكثر الروايات العربية رواجا وانتشارا لم تحقق لشكري حياة جيدة. والمائة درهم التي لم يمتلكها محمد شكري لم تجعله يخبو ابداعيا. ولم يحاول ان يخلق من حالة الفقر شماعة ليتوقف عن الركض الابداعي. وفي مشهدنا الابداعي توقف الكثير من المبدعين برغم انهم لم يصلوا إلى حالة الفقر التي عاشها الروائي محمد شكري. ربما الامر لايرتبط برداءة الحالة المادية للمبدع ولكن بعمق ايمان المبدع بالكتابة.