انهت مؤسسات الطوافة استعداداتها الأولية لتجهيز مخيمات الحجاج بعرفات ومنى وبدأت في تنفيذ المرحلة الثانية لخططها والمعتمدة على وضع التمديدات الكهربائية والخيام وادواتها بعرفات وحصر احتياجات المخيمات بمنى من ثلاجات وفرش. ومن خلال جولة ل«الرياض» لمشعر عرفات سجلت عدسة الرياض بالكلمة والصورة تحول مشعر عرفات برماله الصفراء واشجاره الصغيرة إلى مدينة بدأت استعدادتها الأساسية لاستقبال ضيوف الرحمن بدءاً من الطرق التي شهدت عمليات صيانة لها مرورا بعمليات تنظيف مواقع الخيام من الأحجار والشجيرات العالقة وتخطيط الأراضي لوضع المخيمات بشكل منظم تتوفر بكل مخيم مداخل رئيسية ومخارج للطوارئ. ولضمان سلامة ضيوف الرحمن اثناء تواجدهم بمشعر عرفات حرصت مؤسسات الطوافة على الالتزام ببرامج السلامة اثاء علميات التمديدات الكهربائية من مخيمات اضافة إلى توفير طفايات الحريق وسطول الرمال. ووفقا للتعليمات التي حددتها وزارة الحج فان كل مؤسسة ملتزمة بفرش مخيم عرفات وتوفير ترمس للمياه بكل خيمة اضافة إلى توفير حافظة ثلج في كل موقع. وان كانت مؤسسات الطوافة قد بدأت تجهيزاتها الأولية ودخلت إلى مرحلة التنفيذ فانها قد عملت ايضا على اعداد كوادرها البشرية للعمل بشكل جيد يضمن سلامة ضيوف الرحمن بعد ان اخضعت كافة مشرفي السلامة والمخيمات لدورات تدريبية في اجراءات السلامة والتي نفذت بالتعاون مع وزارة الحج والدفاع المدني. والانتقال من عرفات إلى مزدلفة يشكل للحاج مساء التاسع من ذي الحجة الانتقال من مرحلة الوقوف بعرفات إلى النفرة صوب منى ليتوقف بمشعر مزدلفة وملتقط الحصوات وهو ما يعني ان مشعر مزدلفة لابد وان يحظى باهتمام مؤسسات الطوافة وهذا ما لاحظناه على الطريق الترددي اذ عمدت مؤسسة مطوفي حجاج تركيا ومسملي اوربا وامريكا واستراليا إلى انشاء مجموعة من المظلات الواقية من الأمطار واخذت هذه المظلات اشكالاً انسيابية مما يعني قدرتها على مواجة الأمطار وحماية من تحتها باذن الله. والطريق الترددي برز كفكرة لفك الاختناقات المرورية للحد من الازدحام ففي عام 1416 ه لمؤسسة حجاج تركيا ثم تطورت هذه الفكرة لتشمل حجاج دول جنوب شرق اسيا عام 1422ه وقد ساهم هذا المشروع الذي طرحة معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج بجامعة ام القرى كفكرة خضعت للدراسة من قبل وزارة النقل ووزارة الحج وصدرت موافقة صاحب السمو الملكي امير منطقة مكةالمكرمة رئيس الهيئة العليا للنقل على تنفيذة بعد ان تكفلت وزارة النقل بتنفيذ مشاريعة. وتعتمد فكرة المشروع على نقل الحجاج من عرفات إلى مزدلفة عبر رحلات ترددية من خلال طريق خاص تعبره مجموعة معينة من الحافلات باتجاهين متقابلين لا يسمح لأي سيارات او حافلات اخرى بالدخول الية وهو ما يعين على انتقال الحافلة من عرفات إلى مزدلفة في فترة زمنية لا تتجاوز ال15 دقيقة في اقصى حدودها ويخضع هذا الطريق لصيانة دورية كاملة قبل تشغيله كما تتوفر به كافة الخدمات من مراكز اسعافية ومرورية ومراكز للدفاع المدني اضافة إلى مستوصفات متنقلة للكشف على الحالات العاجلة ولا يسمح للحافلات بالوقوف امام مواقع مجموعات الخدمات الميدانية الا للتحميل والتنزيل ويخدم هذا الطريق في مرحلتي عرفة ومزدلفة اضافة إلى مزدلفة ومنى ويتنقل في الطريق قرابة نصف مليون حاج خلال فترة زمينة لا تتجاوز الست ساعات وباقل عدد ممكن من الحافلات. وان كان مشعر منى قد توفرت به الخيام الجاهزة فانة يحتاج إلى فرش لأرضية وترامس للمياه وبرادات وغيرها من الأدوات الأساسية التي يحتاج لها كل مخيم. ومشروع الخيام المطورة بمشعر منى يعد واحدا من اقوى المشاريع التي شهدتها المشاعر المقدسة في عهد حكومتنا الرشيدة اذ توفرت به كافة الاحتياجات من اضاءة وتكييف اضافة إلى اجهزة ووسائل السلامة الرئيسية. ومشروع الخيام المطورة لا يعني ان مشعر منى قد اكتملت كافة خدماته فالشوراع والطرق والكباري والانفاق خلال هذه الايام حولت هذا المشعر إلى مدينة حديثة يعاد بناؤها من خلال مستشفيات ومستوصفات ومراكز طبية حديثة جعلت دائمة لكنها تخضع في كل عام لأعمال صيانة شاملة بمبانيها واجهزتها الطبية. وفي المجال الأمني لوحظ تمركز افراد الأمن العام لتوفير حركة مرورية منتظمة قبل قدوم الحجيج وبسط شعار الأمن والأمان لكل من قصد بيت الله الحرام ملبيا نداء الحق. والسلامة غاية شعار رفعه الدفاع المدني عبر افراده الذين يجوبون المخيمات لتوفير وسائل السلامة لضيوف الرحمن لضمان اداء نسكهم بيسر وسهولة وامن وطمأنينة. الجهات الخدمية الأخرى لم تغب عن مشعر منى فكان تواجدها حاضراً لتؤكد بكل قوة ان منى اصبحت مدينة متكاملة فالكهرباء والاتصالات والمياة والبريد اضافة إلى توفير المواد الغذائية بكافة انواعها داخل محلات توفرت بها اشتراطات صحة البيئة والتي تضمن باذن الله وصول المواد الغذائية سواء كانت معلبة او عبر وجبات غذائية جاهزة إلى ضيوف الرحمن صالحة للاستهلاك الآدمي ومحفوظة بطريقة صحية سليمة.