اوقفت السلطات اليمنية عمليات البحث عن المزيد من الجثث في مقبرة العريش الجماعية في محافظة عدن جنوب البلاد والتي عثر عليها قبل عدة ايام. ونقل موقع «المؤتمر نت» التابع للمؤتمر الشعبي العام الحاكم عن مصدر مسؤول لم يسمه القول : «ان أوامر صدرت بإيقاف البحث عن المزيد من الرفاة.» ولم يذكر المصدر سبب وقف عمليات البحث. وفيما ذكر الموقع الالكتروني ان عدد الجثث التي تم العثور عليها حتى الان وصلت الى 33 جثة مصادر اخرى في عدن نفت ذلك وقالت ل «الرياض» ان عدد الجثث التي تم العثور عليها وصل الى 24 جثة لكنها رجحت ان يرتفع العدد الى نحو 40-50 جثة. وكان اكتشاف المقبرة الجماعية تم أثناء حفر قطعة أرض مسورة مملوكة لأحد المواطنين بهدف تجهيزها للبناء. واوضحت المصادر ان الجثث التي تم العثور عليها كانت ملفوفة ببطانيات عسكرية وبينت الفحوصات الطبية الأولية التي أجريت عليها أنها تعود لعسكريين تتراوح أعمارهم ما بين 25 و35 سنة. واضافت المصادر ان هناك جماجم وعظاما متناثرة يصعب معها تحديد العدد الحقيقي للجثث. وأوضحت «أن الجثث التي تم العثور عليها في منطقة الصولبان عبارة عن هياكل عظمية ملفوفة في بطانيات عسكرية وتكسوها بزات عسكرية.» وتم تحريز جميع الجثث في مستشفى الجمهوري التعليمي. وأكدت المصادر الأمنية أن التقرير الأولي لمعاينة الطبيب الشرعي للجثث المستخرجة بيّن «أن نتيجة الوفاة كانت بسبب طلق ناري على الرأس والصدر مما يدل أنهم أعدموا». وأضاف «أن عملية الدفن الجماعية للجثث تمت بطريقة عشوائية مما حال دون التعرف على هوياتها من خلال المعاينة الأولية، إلا أن العمر التقريبي للضحايا يترواح ما بين 25 إلى 35 عاماً». وفيما لا تزال عملية المسح مستمرة بحثا عن جثث أخرى في نفس المكان , رجح سياسيون في عدن أن تكون الجثث المكتشفة لضحايا عسكريين ممن قتلوا في أحداث 13 يناير عام 1986 خلال الصراع الدموي بين الأجنحة القيادية للحزب الاشتراكي اليمني الذي كان يحكم جنوب اليمن حينذاك وهو الصراع المسلح الذي ذهب ضحيته آلاف القتلى والجرحي حيث تبين أن الجثث التي تم العثور عليها كان أصحابها قد أعدموا بالرصاص في رؤوسهم وفي منطقة الصدر وان البدلات العسكرية كانت تلبس فقط قبل احداث يناير 1986 ولم يتم لبسها بعد ذلك.