الحديث عن انتهاك حقوق الإنسان في المجتمعات العربية هو الشعار الذي ترفعه الولاياتالمتحدةالأمريكية للدفاع عن حقوق هذه الشعوب أوشرائح منها والقنوات التي تفتحها من خلال مؤسسات الأممالمتحدة كي تتدخل بشكل أو بآخر في سياسات ومصير هذه الشعوب.. وما حدث في العراق هو نموذج.. بالطبع لا يوجد على الأرض من يقف مع انتهاك حقوق البشر وأيضاً حقوق الحيوان.. وليس منا من يدافع عن الانتهاكات التي تمارس ضد الأفراد أو الشرائح الاجتماعية في مجتمعاتنا العربية أو الإسلامية أو أي بقعة جغرافية أخرى.. ولكن أن تعاني الدولة التي ترفع شعار محاسبة الأنظمة التي تنتهك حقوق الإنسان امرأة أو رجلاً أو طفلاً أو مذاهب دينية أو حزبية من انتهاك الحقوق.. فتلك هي القضية.. ما نشر مؤخراً ليس جديداً ! ولكنه إضافة عملية لجبل الانتهاكات لحقوق الإنسان على الأرض الأمريكية.. فما نشرته إحدى الجماعات الحقوقية الأمريكية في تقريرها المنشور في الصحف منذ أيام عن أن الحكومة الأمريكية تنتهك حقوق الإنسان داخل بلادها!! وخصوصاً مع الفقراء والمهاجرين وتتكثف هذه الانتهاكات في الوسط الغربي من أمريكا وتتراوح بين استعمال العبيد والاعتقالات التعسفية وضياع الحق في الاسكان والتشرد وسوء معاملة المهاجرين.. وكما ذكر رئيس هذه المنظمة الحقوقية (هارتلاند ألاينس) أن سوء المعاملة الذي تم وصفه في هذا التقرير يتحدى هيبة أمريكا بصفتها دولة تقدس حقوق الإنسان.. وطالب بأن لا ننظر إلى العالم الخارجي لاكتشاف إساءات حقوق الإنسان.. لأن هذه الانتهاكات تحدث في أحيائنا ومدننا!!. وكما نشر في التقرير أن أهم الانتهاكات التي تحدث وتم تسجيلها هي الاتجار في البشر وسوء المعاملة والقسوة وعمليات اعتقال قسرية ومنع الحق في اللجوء السياسي وانتشار الفقر المزمن وقلة السكن المعتدل التكاليف وقلة الرعاية الصحية والرعاية السيئة لكبار السن.. وأيضاً ذكر رئيس المنظمة أن هناك أيضاً انتهاكات للعدالة تحدث في أمريكا خصوصاً سوء معاملة الأقليات وازدراء ثقافات الآخرين من الأجناس العرقية المختلفة .. وكرر جون رئيس المنظمة مراراً في تقريره عبارة (إن التقرير يبين أن أغنى وأقوى دولة في العالم توجد بها انتهاكات ومشاكل حقوقية كثيرة)!! وذكر أن هناك 005 ألف شخص من المهاجرين في أمريكا ممن تعرضوا للتعذيب في بلادهم الأصلية وهم يتعرضون أيضاً لانتهاكات وسوء المعاملة في أمريكا أيضاً على يد السلطات وعلى يد عامة الشعب وأنهم ممن يضطرون غالباً إلى قبول(وظائف الكفاف) التي تكاد لا تكفي احتياجاتهم.. .. هذه الانتهاكات التي تتم لا أعتقد أنها وليدة أحداث سبتمبر فقط ولكن هذه الأحداث أعلت من ظهورها على السطح وماحدث من انتهاكات بالغة لحقوق الأسرى والمدنيين في أفغانستان والعراق حالياً من اسقاط قنابل عنقودية وقنابل تزن نصف طن على هؤلاء المدنيين لم يكن وليد لحظة غضب انتابت الإدارة الأمريكية من تدمير برجي نيويورك ولكنها متأصلة ومتجذرة في عمق الذات المحاربة.. والتي تجسدت في مجزرة قلعَة جانجي في أفغانستان ومجازر الفلوجة التي يستمر الحديث عنها من منظمات حقوقية غربية!! وليست عربية للأسف!! من استخدام للكيماويات والأسلحة الجرثومية تبرهن أن هذه الانتهاكات هي العقلية الجديدة التي تحكم غطرسة من يدير هذه الحروب.. ناهيك عن التعذيب العالي المستوى من الهمجية الذي مورس ولايزال يمارس مع المعتقلين في سجن غوانتانامو وسجن أبوغريب وسواهما من السجون والمعتقلات في أفغانستان والعراق. ?? الحديث عن هذا ليس جديداً.. ولكن ما يذهل هو أن هذه الروح الهمجية التي أصبحت تسود ليس في حروب أمريكا في العراق وقبلها في أفغانستان فحسب ولكن ما أصبح يشكل اختراقاً أمنياً وحضارياً لنسيجها الداخلي.. الذي لو فرّط فيه تدريجياً لعادت إلى قانون عدم سيادة القانون!! وما كان عاملاً جاذباً للهاربين من ظلم الكنيسة في أوروبا للبحث عن هواء الحرية سيختفي!! لحظتئذٍ ما الذي سيبقى لدولة تمثال الحرية؟ وما الذي سيحافظ على قوتها؟.. ?? لست اتحدث عن هذه الانتهاكات هناك لأبرر ما يدور من انتهاكات للإنسان العربي في معظم مجتمعاتنا العربية حيث لا عدالة إلاّ للقوي.. وكما يقال: (القانون شبكة لا يسقط فيها سوى صغار الطيور)!!