لم يقتصر العلماء على دراسة موجات المخ الكهربي في مرضى الصرع بل قاموا بعدة دراسات عن علاقة ضربات القلب وضبطها بوفيات مرضى الصرع إذ يعتقد العلماء أن بعض حالات وفيات مرضى الصرع بسبب اضطراب معدل ضربات القلب خلال نوبة الصرع وهو ما قد لا يمكن رصده خلال الفحوصات الروتينية للمريض. وقال فريق جامعة لندن لمجلة علمية إن زرع اداة صغيرة يمكنها أن ترصد نبضات القلب باستمرار لاكتشاف أي المرض يحتاج إلى جهاز ضبط النبض. واخضع الفريق في معهد الأعصاب 20 مريضاً بالصرع لأداة التسجيل اللولبي التي ترصد نبضات القلب لمدة تصل إلى 22 شهراً. وتم تسجيل ضربات القلب خلال 377 نوبة صرع من اجمالي 3377 تعرض لها المرضى، ورصدت الادوات المزروعة التي وضعت فوق القلب مباشرة على سبع حالات من اضطراب معدل ضربات القلب خلال نوبة الصرع. فعانى اربعة مرضى ممن ركبت لهم فيما بعد اجهزة ضبط نبضات القلب من توقف فيها دقات القلب مؤقتاً أو كانت بطيئة للغاية. ويعتقد الباحثون أنه في ثلاث من هذه الحالات فإن عدم انتظام ضربات القلب كان سيؤدي إلى الوفاة إذا لم يكن المرضى يستخدمون جهاز ضبط ضربات القلب. وقال العلماء ان معظم الاضطرابات القلبية التي اكتشفها الجهاز لم يتم التعرف اليها خلال عمليات المراقبة الروتينية بما يعني أن هذه التسجيلات اللولبية تقدم تطوراً كبيراً في رصد اضطرابات القلب القاتلة لدى هؤلاء المرضى واضافوا بأنه لا يقتصر دور هذا الجهاز على توفير فترة مراقبة اطول لكنه يساعد المرضى ايضاً على الاستمرار في نشاطاتهم اليومية بدلاً من قضاء اسبوع في المستشفى. ويخطط هؤلاء العلماء لإجراء دراسة على اشخاص يعانون من انواع مختلفة من الصرع للخروج بتعريف محدد للجماعات التي قد ترتفع من اجهزة ضبط نبضات القلب. كما قالوا انهم يعتقدون انها تمنع بعض وليس كل وفيات الصرع المفاجئة. فبعض هذه الوفيات قد يحدث بسبب انقطاع التنفس وهو ما لا يستطيع هذا الجهاز منعه. وأيد كثير من العلماء هذه الدراسة وأنها خطوة هامة في الاتجاه الصحيح. فهل يمكن للعلماء في المستقبل منع حدوث الوفيات المفاجئة؟