نجح الذهب أمس في اختراق حاجز 500 دولار للأوقية بعد عدة محاولات بدأها منذ مطلع العام الحالي في رحلة يعتقد بأنها ستتخطى أسعار ما قبل 20 عاما بيد أنه من غير المرجح أن يصل إلى مستويات قياسية كان عليها عام 1980م، إذ بلغت 873 دولاراً للأوقية لكون ذلك يتطلب محركات اقتصادية أقوى من الأوضاع الراهنة . واندفع الذهب إلى هذه المستويات التي بعثت على التفاؤل لدى المستثمرين في حقل المعادن النفيسة بفعل ثلاثة عوامل أولها كان تراجع سعر الدولار أمام العملات الأخرى وتوجه المضاربين إلى شراء الذهب كملاذ آمن، والعامل الثاني هو ارتفاع الطلب على الذهب من الصين والهند، أما العامل الثالث وهو الأقل تأثيرا فهو زيادة مبيعات الجواهر في الأسواق العالمية. من جهة ثانية منيت أسعار النفط أمس بتراجع بمقدار 1,6 دولار للبرميل على مستوى سعر جميع النفوط القياسية في أسواق النفط في آسيا وأوروبا وأمريكا، وذلك نتيجة إلى اعتدال الطقس في الولاياتالمتحدةالأمريكية والقارة الأوروبية وتقهقر الطلب على وقود التدفئة بنسبة 20٪ عن معدله في مثل هذا الوقت من العام الماضي، كما أن وفرة الإمدادات من النفط الخام وخاصة في الولاياتالمتحدةالأمريكية أكبر مستهلك للطاقة في العالم، حيث أوضحت بيانات رسمية في الولاياتالمتحدة الأربعاء الماضي أن ارتفاع المخزونات الأميركية من النفط الخام ارتفع إلى 321,8 مليون برميل بزيادة 34,2 مليون برميل مقارنة بنفس الفترة من العام الفارط ساهمت في هبوط أسعار النفوط القياسية. وعززت تصريحات مسئولي الأوبك وتأكيداتهم على الالتزام بإمدادات وفيرة إلى السوق النفطية وعدم قلقهم من احتمال تعرض السوق إلى شح خلال فصل الشتاء الحالي، بل وعزمهم على اتخاذ الخطوات الكفيلة التي تسهم في رفع مخزونات النفط العالمية لتغطية الطلب المستقبلي لفترة 56 يوما تفاديا لارتفاع كبير في الأسعار من المسار النزولي للأسعار. غير أن هناك بعض المحللين الاقتصاديين يرون أن الأسعار لن تهبط إلى مستوى الأربعينات على الأقل خلال موسم الشتاء الحالي معللين ذلك باستمرار تدني نسبة الإنتاج في المصافي الأمريكية والتي تعرضت للأضرار بسبب الأعاصير الاستوائية إذ أنها لا تزال تعمل بنسبة 85٪ من طاقتها الإنتاجية وهذا سيؤثر على بناء المخزونات من المواد البترولية المكررة التي تعتبر المسئول الأول عن تنامي أسعار النفط خلال الفترة الماضية. إلى ذلك هبط سعر برنت أمس إلى 53,36 دولارا للبرميل كما انخفض سعر ناميكس إلى 57,15 دولارا وتراجع سعر الخام الخفيف في سوق لندن للتعاملات الالكترونية إلى 54,74 دولارا، بينما نزل سعر خام وست تكساس إلى 57,36 دولارا. وهبط سعر وقود التدفئة إلى 1,64 دولار للجالون ، كما هبط الغاز إلى 11,90 دولارا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. وتحفزت أسعار المعادن النفيسة نتيجة لارتفاع سعر الذهب، حيث قفز سعر البلاتين إلى 1001 دولار للأوقية، كما ارتفعت الفضة إلى 8,39 دولارات للأوقية وصعد البلاديوم إلى 262 دولارا.