تناغمت عدد من العوامل المهمة أمس في دفع أسعار النفط إلى التحليق من جديد إلى مستوى 92دولار للبرميل لخام ناميكس القياسي وعوضت الخسائر التي فقدتها الأسبوع الماضي والتي بلغت حوالي 7دولارات للبرميل متأثرة بأنباء احتمال تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي جراء تنامي أسعار السلع. فقد أدى الطقس البارد الذي يلف أجزاء كبيرة من النصف الشمالي من الكرة الأرضية متزامنا مع تراجع إمدادات المشتقات النفطية نتيجة إلى ضعف إنتاج المصافي مدعوما بآمال بخفض جديد لأسعار الفائدة في الولاياتالمتحدة لدعم الاقتصاد متوافقا مع توقعات ثبات مستويات إنتاج أوبك إلى صعود أسعار البترول في الأسواق العالمية بمقدار 5دولارات للبرميل. ويقول مسئولون نفطيون بمنظمة الأوبك أن المنظمة لا تعتزم زيادة إنتاجها من النفط خلال اجتماعها يوم الجمعة القادم وذلك لاقتناعها بان السوق النفطية لا تحتاج إلى مزيد من إمدادات الخام وأن زيادة الأسعار مردها إلى المضاربين الذين يحاولون تحقيق الفائدة جراء تذبذب الأسعار كما أن المنظمة مقتنعة بأن عملة الدولار رغم انخفاض سعرها العملة الأنسب لتسعيرة نفطها ولن تناقش عملة بديلة على الأقل في اجتماعها القادم. ولا يزال القلق يحيق بالاقتصاديين وخاصة في الدول المنتجة للنفط من أن الولاياتالمتحدة قد تنزلق إلى ركود اقتصادي وهو ما يمكن أن يبطيء النمو في بلدان أخرى ويحد من الطلب على النفط وبالتالي تراجع أسعار النفط والتأثير على نمو صناعة النفط والتوسع في الاستثمارات الطاقوية. وهناك رؤية مشتركة لدى دول الأوبك التي تلتئم في اجتماعها العادي في مقرها بالعاصمة النمساوية فيينا بأن السوق النفطية لا تحتاج في الوقت الراهن إلى مزيد من البترول الخام وأي إضافة جديدة سوف تؤثر على مسار الأسعار وقد تؤدي إلى انهيارها وبالرغم من الضغوط التي تواجهها من الدول المستهلكة وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية الا أنه من غير المرجح أن تقدم المنظمة على زيادة في الإمدادات. أسعار النفوط القياسية في مواقع البيع بقيت في معدلات تفوق مسارات للأسبوع الماضي حيث حام النفط حول 92دولارا للبرميل وارتفع الخام الأمريكي تسعة سنتات إلى 92.5دولار للبرميل كما ارتفع مزيج برنت أربعة سنتات الى 91.42دولار للبرميل فيما ارتفع وقود التدفئة إلى 2.87دولار للجالون. ويتوقع المحللون أن يستمر النفط الخام في مساره الصاعد خلال الأسبوع الحالي وسيتعزز هذا المسار إذا ما خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة مرة أخرى هذا الأسبوع مما يفرض ضغطا على الدولار ليهبط أمام معظم العملات الرئيسية حيث يتوقع أن يصدر هذا القرار قريبا. أسعار المعادن النفيسة تعززت بصورة كبيرة خلال بداية تعاملات هذا الأسبوع بعد أن لجأ إليها المضاربون كملاذ آمن عن تقلبات أسعار النفط حيث صعد الذهب إلى 930دولار للأوقية مسجلا رقما قياسيا جديدا بينما ارتفعت الفضة إلى 15.2دولار للأوقية.