هبطت أمس أسعار جميع النفوط القياسية التي تعد معياراً لتسعيرة النفط في جميع أسواق العالم عن مستوى 60 دولار للبرميل لأول مرة منذ ثلاثة أشهر نتيجة للفترة الانتقالية التي يعيشها المستهلك الغربي بين التركيز على استخدام الجازولين للتنقل ووقود التدفئة الذي سيتم استعماله بكثرة أثناء موسم الشتاء القادم لإغراض التدفئة حيث يرى المستهلك أنه لا يمكن الاقتصاد في ذلك فالبرد القارس لا يقهره سوى التدفئة الكافية. ويرجح كثير من المراقبين أن هبوط النفوط القياسية ناتج عن تراجع الطلب على النفط من قبل الدول المستهلكة التي اتخذت خطوات عملية حدت من الاستهلاك كما أن الأعاصير التي ضربت مناطق من الولاياتالمتحدة وبعض الدول الآسيوية ساهمت في التقليل من استهلاك الطاقة نتيجة إلى توقف بعض المرافق وشل الحركة المرورية لسكان تلك المناطق. بالإضافة إلى تدفق النفط بكميات وافرة إلى أسواق الطاقة بضغط من الدول الصناعية التي تحاول تغطية أي نقص قبل حلول الشتاء بما يحمله من مصاعب سواء على مستوى الإنتاج أو حتى نقل النفط بواسطة الناقلات العملاقة التي تتأثر حركتها في فصل الشتاء بسبب العوامل الجوية. وقد تجاهلت الأسواق تحذيرات الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز من أن أسعار النفط سترتفع إلى نحو 150 دولارا للبرميل إذا تعرضت فنزويلا لما أسماه عدوانا أميركيا وذلك ليقين الأسواق بأن هذه التحذيرات للاستهلاك الإعلامي والضغط السياسي على الولاياتالمتحدةالأمريكية للكف عن دعم خصومه السياسيين المعارضين لنظامه، وإنما الواقع يقول بأن النفط لن يتأثر بإبعاد شافيز عن سدة الحكم وإنما تحكمه حركة تدفق النفط ومستوى انسيابه إلى الأسواق العالمية التي هي الآن في وضع جيد ما لم تحصل مفاجآت. وعزز من استمرار هبوط الأسعار لليوم الرابع على التوالي انحسار خطر الإعصار «ويلما» الذي تفادى في مساره المنشآت النفطية الأمريكية في خليج المكسيك رغم قوته المدمرة ولذلك هبط خام ناميكس القياسي بمقدار 1,5 دولار إلى 59,30 دولاراً للبرميل كما تراجع الخام الخفيف القياسي في بورصة لندن للتعاملات الالكترونية إلى 57,33 دولاراً للبرميل ونقص سعر خام مزيج برنت بمقدار 50 سنتا إلى 56,23 دولاراً للبرميل تلى ذلك في الهبوط خام وست تكساس الذي هبط إلى مستوى 59,45 دولار. واندفع سعر الجازولين في مسار الهبوط إلى 1,58 دولار للبرميل كما انخفض سعر وقود التدفئة الى1,83 دولار للجالون ، وتداعى سعر الغاز لهذا التراجع حيث انخفض بمقدار21 سنتا إلى 12,77 دولاراً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. وتحسنت أسعار المعادن النفيسة بقيادة الذهب حيث سجل ارتفاعا بمقدار 5 دولارات في نهاية التعاملات الأسبوعية ليصل إلى 469 دولاراً للأوقية كما ارتفع البلاتين إلى 932 دولاراً بينما بقيت الفضة عند سعر 7,62 دولارات للأوقية.