فاز الأديب السوري الكبير حنا مينة (81 عاماً) بجائزة اتحاد الكتاب المصريين، كما فاز بدرع جامعة الدول العربية التي قدمها إليه طلعت حامد مستشار الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وذلك في ختام فعاليات المؤتمر الدولي الذي نظمه اتحاد الكتاب المصريين على مدار ثلاثة أيام بالقاهرة بمناسبة مرور ثلاثين عاماً على تأسيس الاتحاد؛ والذي حمل عنوان «الكاتب والمستقبل». تبلغ قيمة الجائزة التي حصل عليها حنا مينة عشرة آلاف دولار، وتحمل اسم «الكاتب العربي». وأكد حنا مينة أثناء تكريمه في الحفل الذي حضره وزراء ومحافظون وكتّاب ومثقفون مصريون ورؤساء اتحادات كتّاب عدد من الدول العربية أنه يشعر بسعادة غامرة وفخر لتكريمه في مصر، من اتحاد كتّابها، ونيله درعاً من جامعة الدول العربية، الأمر الذي يمثل دعماً حقيقياً ليس له فقط، ولكن لكل كاتب عربي. وقال حنا مينة: إن مصر هي بيت الثقافة العربية، وستظل دوماً كذلك، وليس هناك من كاتب عربي - وأنا واحد منهم - إلا وقد تعلم من مثقفي وعلماء مصر الكثير. وأشار حنا مينة إلى أن مؤتمر اتحاد الكتاب المصريين قد سجل نجاحاً كبيراً، وقال: لقد سبقني المؤتمرون بإعلان دعمهم ومساندتهم لسوريا في موقفها الصعب إزاء ما تتعرض له من ضغوط خارجية، وهذا موقف مشرف لكافة الكتّاب الذين شاركوا في المؤتمر من الأقطار العربية، ولاتحاد الكتاب المصريين.ويشار إلى أن لجنة التحكيم قد تشكلت من كل من: الدكتور صلاح فضل، والدكتور عبد العظيم حمودة، والدكتورة هدى وصفي، وقال الدكتور صلاح فضل: إن الروائي السوري الكبير حنا مينة هو الأجدر بنيل جائزة اتحاد كتاب مصر هذا العام، فهو نموذج للكاتب العصامي الذي استطاع دوماً المحافظة على هويته، وتمكن من تجاوز ضرورات واقعه وآليات حاضره مستشرفاً المستقبل بكتابة تنشغل بالحياة وتشتبك معها. ويعد الروائي حنا مينة أباً للقصة السورية الحديثة وفقاً للنقاد، فهو الذي جعل القصة السورية رغم الموهبة الحقيقية لمن سبقوه تمتد عالياً وتنتشر بيارقها في أرجاء العالم العربي، فقصص حنا مينة كقصص ماركيز الكولومبي وميلان كونديرا المجري ونجيب محفوظ قد حطمت قيود الحدود الجغرافية، وانطلقت بأجنحتها الواسعة لترفرف في سماوات العالم كله. وقد ولد الروائي الكبير حنا مينة في عام 1924 في مدينة اللاذقية السورية، وعاش حياة قاسية تركت أثرا كبيراً في رواياته، ولقب ب«أديب البحر» حيث كتب عن البحر ثماني روايات. وقد بدأ حنا مينة حياته الأدبية بكتابة مسرحية دونكيشوتية، ثم كتب أولى رواياته «المصابيح الزرق»، وتجاوزت أعماله الأدبية ثلاثين رواية، منها: «النجوم تحاكم القمر»، «القمر في المحاق»، «نهاية رجل شجاع»، «بقايا صور»، وغيرها. وقد دخل مينة المعترك السياسي الحزبي مبكراً (وهو في الثانية عشرة من عمره)، وناضل ضد الانتداب الفرنسي، ثم هجر الانتماء الحزبي في منتصف الستينيات من القرن العشرين، وكرّس حياته للأدب، وللرواية على وجه الخصوص. ويشار إلى أن مؤتمر اتحاد الكتاب المصريين؛ الذي يرأسه الكاتب محمد سلماوي؛ شهد مناقشة عدد من القضايا الفكرية والأدبية الجادة، منها: حقوق الملكية الفكرية، وحرية الإبداع، والنشر الإلكتروني، ودور الترجمة في حوار الحضارات، وغيرها، كما تضمن عقد مجموعة من الندوات والأمسيات الشعرية والموائد المستديرة، وشهد كذلك تكريم أسماء رؤساء اتحاد الكتاب المصريين السابقين، وهم كل من: توفيق الحكيم، ثروت أباظة، سعد الدين وهبة، فاروق خورشيد، فاروق شوشة، عبد العال الحمامصي، ويوسف السباعي (مؤسس الاتحاد). ومن الضيوف العرب البارزين الذين شاركوا في المؤتمر: الروائي السوداني الطيب صالح، والشاعر الفلسطيني سميح القاسم، والروائي المغربي بنسالم حميش، والتونسي صلاح الدين بوجاه، واللبناني عبده وازن، ود.علي عقلة عرسان وزبير سلطان (سوريا)، وفاطمة يوسف العلي (الكويت)، وفيليب أبي فاضل (لبنان)، ود.محمد عبيد غباش (الإمارات)، ود.إبراهيم أبو هشهش (الأردن)، ود.أحمد الورداني (تونس)، ود.محمد القباج (المغرب)، ود.عبد الكريم قاسم (اليمن)، ود.محمد سليم قلالة (الجزائر)، ود.حديد السراج (السودان)، ولطيفة القلايلي (السودان)، ومحمود أمين العالم وفريدة النقاش ود.مرعي مدكور ود.محمد عبد المطلب ود.حامد أبو أحمد ود.يوسف زيدان (مصر)، وغيرهم.