لا تقتصر مشاركة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أبناءه الرياضيين في لحظات التتويج وتسليم الكؤوس والميداليات فحسب، بل أصبحت تلك المشاركة والمتابعة والحرص على استقبال الفرق الفائزة دليلاً كبيراً بما يحظى به قطاع الرياضة والشباب في بلادنا. مراحل تتويج الفرق الفائزة لم تصبح حدثاً تقليدياً كما هو الحال في بلدان أخرى حيث يحضر راعي المباراة ليسلم الكأس للفريق الفائز، بل تحولت تلك الفعالية حدثاً خاصاً منفرداً جعل الجميع يتابع تلك اللحظات الجميلة حتى من المشاهدين غير الرياضيين ليستمعوا إلى كلمات الملك عبدالله مع اللاعبين وكيف يحرص على تهنئة الفائز وتشجيع الفريق الخاسر مع تقديره للاعبين المميزين وسؤاله عن أحوال المصابين. في كل النهائيات التي رعاها الملك عبدالله، كان يحرص كثيراً أن يقول جملة «مبروك، ألف مبروك» لكل لاعبي الفريق الفائز بالمركز الأول رغم أن عددهم قد يصل للثلاثين لاعباً من احتياطيين وجهازين فني وإداري، والأمر ذاته ينطبق على الفريق الخاسر للقاء عندما يردد (خيرها بغيرها) مع ابتسامة تشجيعية وتأكيد مفهوم التنافس الشريف. الحظ غاب عن الزياني في نهائي كأس ولي العهد 1419 ه الذي أقيم في الدمام على استاد الأمير محمد بن فهد كان اللقاء الختامي يجمع الهلال بالشباب، وكان الهلال في ذلك الوقت يشرف عليه المدرب الوطني خليل الزياني، وقد استطاع الفريق الشبابي الفوز بهدف مقابل لاشيء تقدير تواجد المدرب الوطني كان واضحاً من قبل خادم الحرمين الشريفين، فعند صعود اللاعبين لاستلام ميداليات المركز الثاني وبعد أن تشرف خليل الزياني بالسلام على خادم الحرمين، قال له الملك عبدالله (أنت أديت اللي عليك بنجاح، والحظ ماوقف معك) كان يقول ذلك وهو يبتسم لثقته بأن مفهوم الخسارة والربح لا يرتبطان دائماً بخطة المدرب، الزياني رد بابتسامة أخرى وقال (تشريفك اللقاء هو بطولتنا). حارس الشباب ومسؤولية الهدف في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للموسم الرياضي الماضي، كان اللقاء الختامي يجمع الهلال بالشباب وقد قدم الفريقان مباراة متميزة استطاع فيها الهلاليون الفوز بنتيجة 1-0، كان هدف الهلال من خطأ سجله البرازيلي «كماتشو» من مسافة بعيدة مما ولد انطباعاً لدى مشاهدي المباراة بأن حارس المرمى «سعيد الحربي» يتحمل جزءاً من مسوؤلية الهدف. بعد نهاية اللقاء كان التأثر بالغاً على الحارس لإحساسه بتحمله المسؤولية، في لحظات التتويج واستلام فريق الشباب ميداليات المركز الثاني الفضية، لاحظ الملك عبدالله التأثر البالغ الذي ظهر على الحارس، فكانت كلماته التشجيعية المعتادة (خيرها بغيرها.. وأنت ما قصرت والحمد لله على كل حال). سامي الجابر (تستاهله) في ذات النهائي الذي جمع الهلال بالشباب، كانت تقارير صحفية تؤكد بأن اللقاء قد يكون الأخير لقائد الهلال سامي الجابر وأنه قد يعلن اعتزاله اللعب في حال تحقيق فريقه الكأس. بعد فوز الهلال وصعود الفريق لاستلام الكأس من يد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، تقدم سامي الجابر لاعبي فريقه لحمل الكأس الغالية، وحينما تشرف بالسلام على الملك عبدالله ورفع الكأس، قال له الملك عبدالله مداعباً (سامي.. شاب دايم إن شاء الله)، بعد المستوى الكبير الذي قدمه اللاعب في المباراة رغم كبر سنه إلا أن الملك عبدالله كان حريصاً على إيصال كلمته التشجيعية لسامي الجابر مفادها بأن لا دور لسن اللاعب في أدائه، فمن يقدم مستوى كبيراً فهو (شاب دائماً)، وهو ماطبقه الجابر فعلاً حينما أعلن استمراره مع فريقه الهلال موسماً آخر. كما قال له حين تقديم الكأس للجابر بعد نهائي كأس ولي العهد 2004 (تستاهله). الشلهوب وقصة (الصويصة) في نهائي كأس ولي العهد الموسم الرياضي الماضي، كان اللقاء يجمع الفريق الهلالي بشقيقه نادي القادسية، وفي تلك المباراة تألق لاعب وسط الهلال محمد الشلهوب وقدم مستوى كبيراً تمكن خلاله من تسجيل هدف جميل بمجهود فردي بتجاوزه أكثر من لاعب. الشلهوب حينما تقدم للمنصة لاستلام الميدالية الذهبية من يد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، وقبل سلامه تفاجأ بالملك عبدالله يبتسم وهو يشير إليه (هذا الصويصة) لأن الشلهوب من أصغر اللاعبين وأكثرهم إجادة ومهارة في المباراة. الاطمئنان على المصابين في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين الماضي، لم يشارك الحارس الدولي محمد الدعيع في المباراة لإصابته في يده اليمنى التي لفها بشريط طبي، عقب إنتهاء المباراة وصعود الفريقين لاستلام الميداليات من يد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تأخر الدعيع قليلاً في ترتيب اللاعبين كونه لم يكن مشاركاً في المباراة. حينما تقدم ببطء - نظراً لإصابته - وقبل أن يتشرف بالسلام على خادم الحرمين الشريفين تفاجأ بالملك عبدالله يطمئن على حاله وهو يسأله (سلامات.. وش في يدك ؟)، اجاب الدعيع بأنه مصاب بكسر بسيط فرد الملك (ماتشوف شر.. مافيك إلا العافية إن شاء الله). وهذا الجانب من الملك عبدالله في الاطمئنان على صحة اللاعبين المصابين تكرر في أكثر من موقف وكان حريصاً على سؤال اللاعب ومعرفة نوعية إصابته والتصريح بعبارات تشجعية مما يعطي دافعاً معنوياً كبيراً للاعب المصاب كرت نور الأبيض في مشاركة المنتخب السعودي بدورة الخليج السابعة عشرة في قطر، تلقى اللاعب محمد نور بطاقتين حمراوين في ثلاث لقاءات، وقد أصدر الاتحاد السعودي بعد ذلك عقوبة لنور وهي إيقافه حتى نهاية الموسم. في تلك الفترة استطاع فريق الاتحاد الفوز بكأس دوري أبطال آسيا في نسخته الثانية، وقد استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إدارة ولاعبي الاتحاد وهناهم بالكأس وحسن تمثيلهم للكرة السعودية وتحقيق هذه البطولة الكبيرة حيث قال (ما من شك أنكم في آسيا بيضتم وجوهكم وأرجو لكم التوفيق إن شاء الله ودائما إلى الفوز). وقد حث اللاعبين على اللعب الجماعي والبعد عن الأنانية لتحقيق الفوز وختم حديثه بقوله (أوصيكم بخدمة دينكم ووطنكم وسمعتكم وسمعة بلادكم والله يوفقكم إن شاء الله). وقد تواجد مع الفريق الاتحادي اللاعب محمد نور، وحينما علم الملك عبدالله بأن محمد نور قد أوقف لأنه طرد بالبطاقة الحمراء أصدر قرار عفو مباشر بكلمته الشهيرة (أنت أوقفت لأن الحكم أعطاك كرت أحمر، ستعود إذن للمشاركة بكرت أبيض)، وقد أصدر كذلك قراراً للعفو عن جميع الرياضيين الموقوفين بعد تحقيق الاتحاد الكأس الآسيوية.