كثيرة هي الأقوال والأمثال والأغاني التي ذكرت الطبيب وخلدت مهنته.. وكلماتها في الغالب بسيطة تدل على بساطة وسذاجة من قالها.. كقول أحدهم: رحت يَم الطِبيب اللي يداوي جروحي أو من عانى من علة لم يستطع علاجها أمهر الأطباء أيام زمان "علتي حار فيها الدختور الرخاوي" ودكتور الحقني الماغص جوه فبطني.. والصيدلي الذي تعدى على عمل الأطباء.. فغُني فيه: صيدلي يا صيدلي ياصيدلي.. بَدي دوا الها وبدا دوا إلي.. وغيرها كثير.. وفهد بلان له أغنية يعرفها الجميع "جَسَ الطبيبُ" اشتهرت في السبعينيات مع يا بنات المكلا.. عندما كان يلوح بمنديل أبيض أثناء غنائه.. وكيف أوهم السامع بأن هناك عضوا في جسم الانسان اسمه النبَض وهو يقول جَسَ الطبيبُ لي نَبَضي بفتح النون والباء وليس سكونهما.. كقصيدة بلاد العرب أوطاني من الشامي لبغداني.. استبدلت بغدادُ ببغداني.. لكي يستقيم بيت الشعر ولا ينكسر.. ما علينا.. وبساطة كلمات الأمثال والأغاني صاحبها غرابة في وصف الشكوى والأعراض المرضية.. كقول إحدى كبيرات السن للطبيب: أونس في سبدي حروره وفي شاسلتي مثل قولة لا إله إلا الله.. والعامة وكبار السن يُطلقون على الأسبرين "سالسليك أسيد" سبرين.. وعلى الدكتور دختور.. وكان الناس بسطاء وينظرون إلى الطبيب الذي يزدان مدخل عيادته في عمارة الباخرة أو شارع الوزير بلوحة مكتوب فيها "مع الترخيص" بكالوريس طب وجراحة.. بأن البكالوريس تعني انه قد حاز على العلم من جميع أطرافه.. وليس بعده علم.. وكأن شهادة البكالوريس تلك بي إتش دي من هارفرد.. وهي شهادة من الزقازيق أو حيدر أباد.. وبتقدير مقبول.. ولا أنسى عندما كنت طبيب امتياز كبيرة في السن اختارتني بين مجموعة من الأطباء.. لتشكو لي حالتها المرضية كي أعالجها.. عندما قيل لها انني طبيب امتياز.. وكنت ساعتها جالسا مع الطبيب المقيم والأخصائي والاستشاري في غرفة الأطباء.. ظنا منها انني طبيب ممتاز.. ولم تدري اني أشرح لأساتذتي حالة مرضية لمراجع كشفت عليه للتو في الاسعاف.. وأنتظر رأيهم.. وتوجيههم بما يرونه حيال تشخيصي للمريض.. لأتعلم منهم.. وفرائصي ترتعد.. والمسكينة تعتقد انني طبيب ممتاز.. والشيء بالشيء يذكر.. فحديث سوانح اليوم عن أناس كبار في السن.. وحظهم في التعليم قليل.. فنطقوا أو سموا بعض الأسماء بمفردات طريفة كما أسلفت.. فأختم بقول كبيرة في السن سجلت اسمها في مدرسة ليلية.. وعندما سُئلت أين تدرسين.. قالت: أدرس في مدارس نحو الأمية.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله. * مستشار سابق في الخدمات الطبية.. وزارة الداخلية