سكان أحياء الرياض القديمة (المعيقلية والدحو) وغيرهما لابد أنهم كانوا يعرفون ويتذكرون الآن طبيباً (دختور) اسمه الرخاوي.. تقع عيادته في عمارة في الديره.. وبالتحديد في نهاية شارع الشميسي القديم (شرقا) وبالقرب من دكاكين الحلاقين (المحسنين بالأمواس) والذين يقومون أيضاً بخلع الأسنان والضروس (دوا الضرس خلعه) وعيادة الدكتور الرخاوي لا تزال قائمة في مبنى قديم يزدان بلوحة تحمل اسمه.. يُصارع للبقاء ليكون شاهداً على وجود طبيب أسرة ومجتمع أو طبيب عام (جي بي) أيام زمان.. خلدت ذكره أغنية شعبية قديمة يقول فيها من يعاني من صدود وهجران حبيبته.. بأن ذلك أصابه ب(علة حار فيها الدختور الرخاوي) وثمة أمور غريبة تحكم علاقة البعض أيام زمان مع الدواء والأطباء.. فعندما يستلم المريض وصفة الطبيب بعد الكشف عليه.. وقبل أخذها من الصيدلية والصيدلي يسأله هل وصف له‘ الطبيب إبرة(حقنة) أم لا.. فإن قال الصيدلي لا.. قام برمي الوصفة في أقرب سلة مهملات أو في الشارع.. بل قد يقوم المريض برمي الدواء في وجه الصيدلي متذمراً.. وهو يذم الطبيب بقوله إنه لا يفقه في الطب.. فكيف لا يصف له إبرة.. ويصف له حبوباً فقط وبالأخص إن كان لون الحبوب الموصوفة أبيض.. وأذكر امرأة من(الاولين) كانت تقول( وش ذا العلاج حبوب جص ) وعند تذكر المستشفى الشميسي ومستوصف الفوطة.. نجد ان من كان يراجعهما آنذك لا بد أن يجد حبوبا وقوارير أدوية لم تستعمل متناثرة حولهما وفي الممرات.. والبعض يحط من قيمة الأطباء (ويتريق) عليهم.. كالذي يقول للطبيب (بشتي يوجعني) فما كان من الطبيب الأعجمي إلا أن وصف لمن يشتكي (من بشته) حبوباً يأخذها حبة صباحا.. حبة مساء (سوانح الأسبوع الماضي) وقد حدثني من أثق به أن إحدى نساء أيام زمان كانت أختها تستعمل بعض الأدوية.. عبارة عن حبوب وكبسولات (قد تكون مضاداً حيوياً) وشرابا للكحة.. وعندما شُفيت قامت تلك الأخت بتناول مازاد عن حاجة أختها من أدوية (كبسولات وشراب) لا داعي لاستعماله.. بل يجب إتلافه والتخلص منه.. وهي تقول (حسوفه ننطله) أو حرام نرميه.. وهو موقف ليس ببعيد عن قول (بعض العامة) عندما يدعون (ويلزمون) على أحد لشرب الشاي.. فيقولون (اسمه بيكَب) أي إن لم تشرب ذلك الشاي الجاهز والمُعد سلفا فسنقوم بالتخلص منه في مكان آخر (اسمه بيكَب) فبطن الضيف أولى.. أو لا.. فما رأيكم !؟.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله.