تأخذ المناسبات أيام العيد فرحة عارمة، وطابعاً مميزاً، وجمالاً زاهياً، كونها تحمل معنى الألفة والمحبة، وإقبال البعض مع بعضهم البعض رغم بعد المسافة أحياناً، والانشغال بالأعمال أحياناً أخرى. وفي منطقة القصيم يحل العيد بصمة مميزة إذا كانت الأعراف والتقاليد مستمرة دون أدنى طارئ تغيير سوى بعض الأشياء الخفيفة جداً الذي أحدثها الزمن مع تفتح عقول الصغار وجعلهم ينافسون الكبار في أفراح هذا العيد المبارك. اختلاف العيدين سارت التقاليد العرفية مختلفة من عيد الفطر إلى عيد الأضحى المبارك وذلك لزاماً لشكلية كل عيد، ففي عيد الفطر المبارك كان هناك تعارف على أحقية طعام العيد كنوعية مميزة تجبر الجميع على احترام هذه المائدة وتناولها قبيل كل شيء والتي دائماً ما تكون هي المعايدة أصلاً وتقدم مع انقضاء صلاة العيد مباشرة ولعل وجبة «الجريش» هي الأصل في ذلك والآن استبدلت بشتى أنواع وأشكال طعام العيد وتكاد تكون تلك الجريش قد اندثرت أو قاربت، كذلك واجب الزيارة لكل رجل يحمل طابع السن أو القيمة العائلية يأتي الجميع إليه ليقدموا له التهنئة، واليوم يكاد يكون الجوال هو الكل بالكل وعلى قولهم «المعايدة بالهاتف أفضل من لا شيء» إلى جانب تقديم الهدايا والحلوى للأطفال. واليوم عيد الأضحى المبارك حمل معه كل المعاني التي ظلت ولا تزال تأخذ مجراها المعتاد حيث تختفي كلمة طعام العيد وحلت في هذا العيد «الحميسة» هذا الطعام المميز الذي ألفه الجميع واشتاقت له النفوس حيث يحلو تناول هذا الطعام بعد القضاء من الأضحية بعد أخذ بعض من لحمها وطبخه. هنا في هذا العيد قد لا يكون للمعايدة طعم ولا لون إلاّ رسالة عبر الجوال أو حتى مكالمة تتلقاها وأنت تقوم على سلخ الذبيحة أو تقطيعها. من الميزة في منطقة القصيم قيام «القصيميات» بذبح الأضاحي نيابة عن أزواجهن أو أهلهن أو حتى لأنفسهن لأن الذبيحة يجب ان يذبحها صاحبها وإن لم يستطع حضرها على الأقل وهذا حال أخواتنا القصيميات اللاتي يقمن بواجبهن خير قيام. بعد هذا كله يتم الإهداء والصدقة من الأضاحي. واقع الحال لعل من محاسن الصدف الجميلة ان عيد الأضحى هذا العام يحل وقد ارتوت الأرض ولبست ثوبها الأخضر المعتاد واستبشر الناس بهذا الغيث حتى ان البعض من الأسر أراد ان تكون أضحيته في وسط الكثبان الرملية تفترشها الخضرة والماء بعيداً عن المكان المعتاد بين الأطفال والأهل وهم يتمتعون بهذه الخاصية وهذه الشعيرة المباركة، بل ان الناس وهم كثر اعتادوا على الذهاب بأضحياتهم بعيداً عن أهلهم في أماكن الاستراحات أو حتى في الأماكن المخصصة ولا يعلم هؤلاء الأطفال ولا يفرقون بين العيدين سوى بالمسمى فقط.