اللقاءات الأسرية أساس الفرحة بالعيد يأتي الترابط المجتمعي والحرص على العائلة في مقدمة التقاليد الأصيلة للسعوديين صباح العيد سواء أكان عيد الأضحى المبارك أو عيد الفطر، مع بعض التفاصيل المختلفة ما بين "الأضحى" و"الفطر"، حيث يؤكد مثقفون وإعلاميون أن الأسرة السعودية متمسكة جداً بالترابط الذي يتمدد داخل نطاق الأسرة الممتدة، كما أن ذبح الأضحية في عيد الأضحى المبارك من الطقوس التي يجتمع عليها أفراد العائلة، فيما يأتي التجمع بعد صلاة العيد في مقدمة ذلك الترابط، وهو أمر غير قابل للتشكيك فيه بالرغم من تطور وسائل الاتصال والتهنئة مع التقدم التكنولوجي الهائل. مثقون يذبحون الأضاحي بأنفسهم في البداية يؤكد الكاتب والإعلامي إدريس الدريس أن الاجتماع مع العائلة والأسرة الكبيرة هو في مقدمة أولوياته كغيره من السعوديين في أيام الأعياد، كاشفاً عن أنه ممن يفضل القيام بذبح أضحيته بنفسه كسائر أفراد أسرته، وإن كان ذلك لا يتم بشكل دائم وهو خاضع للاستعداد وهو ما حدث في العام الماضي. ويضيف الدريس: "أشعر بالحميمية والدخول في أجواء العيد من خلال نحر الأضحية بيدي، وأحظي بتشجيع كبير من الاسرة طبعاً وقتها. هذا التقليد نستوحيه من الوالد الذي كان يحرص على ذلك. بالنسبة لليوم طبعاً أنا والأسرة سنحضر جزاراً ونقوم بالتسمية". أما إبراهيم التركي (مدير تحرير القسم الثقافي بجريدة الجزيرة) فيؤكد أنه لا يجيد "مسك السكين". مضيفاً "في أسرتنا لم نعتد ذبح الأضحية بأيدينا، ونحضر جزاراً ونذهب لمكان مرخص للذبح ونحضر ذلك". من جهته يؤكد الكاتب حمد البليهي أن ارتباطه بأسرته بلا حدود في العيد خصوصاً الأسرة الصغيرة، مشيراً إلى أن آخر مرة مارس فيها ذبح الأضحية بيده كان قبل 40 سنة، ومؤكداً أنه يحرص على ألا يشاهد أطفاله منظر الدم وفقاً لرؤيته الشخصية بحدوث تأثير سلبي جراء ذلك. أما الكاتب بصحيفة "الرياض" سعد الدوسري فمهارته في ذبح الأضحية لا تقل عن حدة قلمه، ويؤكد أنه على الدوام يحرص على ذبح أضحيته بيده "طوال حياتي لم أتخلى عن ذلك، أنا أذبح وأسلخ وأقطع بنفسي ولي شعبيتي في الأسرة بخصوص ذلك". الدكتور حمزة المزيني يقول إنه الوحيد في أسرته الذي لا يجيد ذبح الأضحية، ويشاركه نجيب الزامل في ذلك، مشيراً إلى أنه من المستحيل أن يستطيع القيام بنحر أضحيته بيده، مؤكداً أن جميع أفراد أسرته يجيدون ذلك بخلافه. العيد يعني العائلة ويبدو أن الكل يجمع على أن العيد لا يكون إلا في أحضان العائلة، بدءاً من الأسرة الصغيرة إلى الممتدة، واللقاءات مع الأهل وأبناء العمومة والأقارب زينة العيد السعودي بالتأكيد. الكاتب سعد الدوسري يقول "من أبرز التقاليد التي يحرص عليها الحضور لمنزل الوالدة والتجمع هناك ومن أروع الأمور إعداد "الحميس" (أكلة شعبية سعودية تصنع من اللحم والشحم)، مشيراً إلى أنه نشأ في الأرياف ويفضل التوجه إليها في أيام الأعياد، وغالباً هي الجهة المفضلة التي نخرج للنزهة والاحتفاء بأيام الأعياد، ويؤكد الكاتب إبراهيم التركي أن "الإفطار مع العائلة أهم شيء، وبالذات مع الوالد" ويعتبر هذا التقليد شيئاً لا يمكن التفريط به. ويؤكد الدريس كذلك: "العائلة مقدمة وإفطارنا مع الأسر بالدرجة الأولى، وأنا بالذات في العيد أحرص على الملابس الجديدة، وبالنسبة لهذا العام حريص على الأضحية بشكل مبكر حتى نتمكن من الحلاقة بعدها.. هذا طبعاً ليس ثابتاً عندي لكن من أجل مزيد من الأجر مع المعرفة أنها سنة مؤكدة". أما الكاتب حمد البليهي فيؤكد أن التواصل هو أبرز ما يحرص عليه من خلال تبادل المشاعر والزيارات، فيما قال الدكتور والكاتب حمزة المزيني إنه لا يشعر بالعيد في العاصمة الرياض لا لشيء إلا لكونه من مواليد المدينةالمنورة، وهناك يتجسد له العيد الحقيقي، ويرى أن ذلك أمر عادي، وهو نفس الشعور لدى سكان الرياض حيث لا يرون العيد إلا فيها. ويضيف المزيني أنه في المدينة ومع الأسرة والعائلة يجد العيد الحقيقي، "هي أجمل اللحظات التي تجمعنا بحضور الأسرة والأطفال"، أما الكاتب نجيب الزامل فأولوياته في العيد تنحصر في اجتماع العائلة باكر صباح العيد، ثم التلاقي في الاستراحة الرئيسة للأسرة التي تعتبر المكان الرئيس الذي يجمع الكل. ويأسف الزامل إلى أن الكثير من التقاليد والتواصل بدأت تختفي تدريجياً، وأنه وأسرته حريصون على تفادي ذلك، مبيناً أن اللقاء لا ينحصر في صباح العيد فهناك لقاءات بعد مغرب يوم العيد لتأكيد التقارب وتبادل التهاني وتكون أكثر في محيط الأخوة والأقارب من الدرجة الأولى. بعض الشباب يفضلون نقل تهانيهم عبر الإنترنت والجوال وفيما يتم في أيام الأعياد تبادل ملايين رسائل التهنئة sms أصبح من المعتاد سيطرة ما سمي أخيراً بالعيد الالكتروني، في إشارة إلى تمرير بطاقات معايدة والرسائل القصيرة والنغمات والمسجات بأنواعها فهي على رأي بعضهم أفضل من القطيعة المبررة بالانشغالات والسفر وغيرها من الأعذار. غير أن المفهوم الالكتروني للعيد يأتي غالباً في المدن الرئيسة، ويقل بالاتجاه عن القرى والأرياف في كل اتجاهات البلاد، وبدلاً من التزاور والعناق والمصافحة لتبادل التهنئة بقدوم عيد الفطر، بات السعوديون، خصوصاً الشباب، يفضلون نقل تهانيهم عبر شبكة الإنترنت ورسائل الجوال، فيما تقوم الكثير من المواقع بتوفير خدمة إرسال تلك الرسائل، التي قدر بعضها بأكثر من مليوني موقع باللغة العربية، ولغات أخرى. فيما يجد الكثير في مواقع التواصل الاليكتروني، كالفيسبوك وتويتر، مجالاً مفضلاً لتبادل التهاني من خلال مساحات وفرت فيها العديد من بطاقات المعايدة المختلفة، وصور لهدايا رمزية ولحلويات العيد، يمكن لمستخدميها إرسالها لقائمة الأهل والأصدقاء المشتركين. العيد داخل الوطن وخارجه الاهتمام الرسمي بمظاهر العيد يتفاعل بشكل كبير وفي السنوات الأخيرة بدا الاهتمام الرسمي بمظاهر العيد يتفاعل بشكل كبير فأصبحت إمارات المناطق تنفذ فعاليات أساسية فكاهية وترفيهية متنوعة، بالرغم من أنها لا تعد الخيارات الوحيدة، فالكثير من الأسر ترغب في قضاء وقتها في الرحلات البرية، أو استئجار الاستراحات للحصول على خصوصية أسرية مميزة، في أماكن برية مختارة خارج مدينة الرياض. من ناحية أخرى تفضل فئات عديدة قضاء أيام العيد في خارج الوطن، حيث تغادر الفئات المقتدرة للاحتفال بالعيد في الدول المجاورة أو في دول سياحية أخرى، وفي الغالب تشهد المنافذ الحدودية خصوصاً مع دول الخليج الآلاف من السعوديين المغادرين لقضاء عدة أيام فيها.