في الوقت الذي لا زالت المرأة تتحمل مسؤوليات الطبخ والنفخ في منزلها وخاصة في شهر رمضان حيث تتزايد الطلبات ويكون الوقت قصيراً لتجهيز مائدة الإفطار إلا أن هذه المسؤولية لم تقتصر على المرأة فقط فالعزاب كسروا هذا المفهوم الذي أصبح عند الكثيرين محصوراً على المرأة فقط. «الرياض» كان لها هذه الزيارة في إحدى الشقق للعزاب بمدينة أبها والتقت مع عدد من الشباب قبل إعداد وجبة الفطور وعايشتهم تلك اللحظة التي يجهزون فيها الطعام فإليكم تفاصيل الزيارة: قبل وجبة الإفطار تحدث الشاب مسفر هادي القحطاني بأن الطبخ لا يقتصر على المرأة فقط فالرجل لابد أن يجيده ونحن هنا نطبخ كل ما نحتاجه في وجبتي الفطور والسحور ولا يمنعنا شيء وأنا أجيد الطبخ من كبسة وإيدامات وغيرها وافتخر بذلك لأن الأيام ستجبرنا على ذلك. أما الشاب محمد الجابر فقال وهو يبتسم أنا لا أجيد سوى الأكل فأنا لا ارتاح لرائحة البصل والكشنة وأنا أريد أن يكون الأكل جاهزاً ونحن في رمضان لا نريد سوى التسوق. حتى حين تجهيز الفطور وفي وقت السحور أريد النوم حتى إعداد طعام السحور وهكذا. أما الشاب عبدالمجيد العلي فقد تحدث والتعب ظاهر على وجهه أنا أجيد الطهي ولكن لا أريد أن أطبخ فهذا يتعبني وأنا أعود من العمل في وقت متأخر وأكون متعباً ولا أريد سوى النوم. وأضاف الطعام بعد التعب يكون له نكهة خاصة وطعم أحلى. نايف الجابر يقول الطعام من أيدي والدتي يختلف تماماً في الطعم والمذاق والنكهة عن ما نقدمه الآن والطعام هنا لا يكون جاهزاً في بعض الأوقات إلا بعد صلاة المغرب وأنا أجيد الطبخ وخاصة «الملوخية» حيث أتميز عن باقي زملائي بطبخها. إبراهيم السعيد يقول إن اجتماع الشباب في طهي الطعام يكون له طابع خاص حيث يكون فيه المزح والفرح وتوطين العلاقات أكثر ويكون فيه استلهام الذكريات ولا أنسى دور المرأة هنا فالشاب لا يتذكر دور أمه أو أخته أو زوجته إلا في هذا الوقت. ومن جانب آخر التقت «الرياض» بعدد من الشباب في شقة أخرى. كبسة دجاج يقول الشاب محمد سفر الوادعي نحن مجموعة من الشباب نسكن في شقة صغيرة وعندما نجتمع نقوم بتقسيم الأدوار فيما بينا ولكن مهمة الطبخ نتركها لزميلنا فهد لأنه أفضل طباخ على مستوى العمارة التي نسكن فيها وخاصة (كبسة الدجاج) التي يتفنن بإعدادها ونحن نقوم بتقطيع السلطة والتنظيف الذي يهد الحيل وهذه بالطبع ضريبة العزوبية. نفس جميل أما منصور الكوالي موظف في العسكرية فيقول حياة العزوبية علمتنا الطبخ الإجباري وتوفير مصروف أكل المطاعم فلقد أصبحت ممن يُشهد لهم بالنفس الجميل في إعداد الأكلات التي أتعلمها من أمي كلما نزلت إجازة. مستعجل مشعل الفارغ يؤكد على أهمية تعلم الشباب العزوبي من الطبخ لينقذ نفسه من أكل المطاعم ولكنني للأسف الشديد لم استطع تعلم إلا (الشكشوكة) لأنها أسرع طبخة ومستعجلة. لذلك أكون سعيداً عندما يقوم أحد الجيران العزابية مثلي يدعوني على الغداء أو العشاء لينقذني من الطبخ وغسل أواني الطبخ.