مع ارتفاع حرارة صيف الرياض وقدوم شهر الصيام يصبح الحل الأنسب لكثير من العائلات هو الرحيل إلى المناطق الباردة داخل أو خارج المملكة، بينما يتبقى في المنزل من ارتبط بعمل أو دراسة جامعية ليكون بحسب المسمى العامي «عزوبي» أي أنه ليس له أي ارتباط عاطفي أو اجتماعي في المنزل أو مكان السكن، ولا تفرق العزوبية بين كبير العمر المتزوج أو الشاب المقبل على الزواج، إذ يكون العزوبي تائها بين الوقت وحرارة الصيف. فهد فايز يشير الى أن «العزوبية أمر لا بد منه لكل شاب، وهي أصبحت من المعتاد عليه، ومن الصعب مفارقته ولكن أجد صعوبة في تقبل الارتباط الاجتماعي، وخصوصا أنني أعمل في الرياض بعيدا عن الأسرة طوال العام، والعمل يربطني حتى في موسم الإجازة، وصارت العزوبية لا تفارق حياتي الاجتماعية، ومن الصعب أن اعتاد على الحياة الاجتماعية وأنظم الوقت بين العمل والأصحاب والأسرة، ولكني افتقد جوها وجو الألفة». العزوبية كابوس ويضيف ظافر المدرع «العزوبية كابوس للشباب، فالوقت يمضي بين الأصحاب والعمل، وليست هنالك أي عاطفة أو أي سؤال من قِبل الأم والأب، فأسرتي سافرت لقضاء الإجازة في المنطقة الجنوبية هربا من صيف الرياض، بينما أنتظر حتى بداية رمضان للمغادرة إلى هناك، ولذلك أعد الساعات قبل الأيام لكي أكون مع أسرتي وأطلق العزوبية والأيام السوداء التي لا أجد فيها طعاما معدا في المنزل أو لباسا مغسولا ومرتبا في الخزانة، بل أجد «لخبطة» في المنزل والوقت». ويشاركه حسن الحسن الرأي «العزوبية من الأضرار التي تلحق بالشاب، ففيها هدر للوقت والطاقة ولا بد للشاب من جدول أسري لنفسه، فهنالك الغسيل الذي لا أعرف عنه شيئا، والطبخ الذي لا أعرف فيه إلا طبخ «الاندومي» وهنالك ترتيب وتنظيف المنزل وخصوصا أننا في أجواء مغبرة يحتاج فيها المنزل إلى تنظيف على الأقل أسبوعيا إن لم يكن كل يومين». ضياع للوقت ويؤكد عبدالواحد القحطاني أن «العزوبية ضياع للوقت، وقد أصبحت الأوقات شبه ضائعة بالنسبة إلى العزوبي، فلا يعلم ولا يستطيع أيضا أن يقرر الوقت لجدوله اليومي، ومع وجود الأسرة يكون هنالك جدول محدد بالوقت، فمثلا ساعة الاستيقاظ للعمل وللصلوات، وساعة لأوقات الوجبات الغذائية، وأخرى لزيارة الأقارب، ومثلها للذهاب إلى متنزه أو الاستراحات العائلية، فمع العزوبية السيارة هي من تحدد الوقت بين المطاعم والمقاهي، ومع اقتراب نفاد الوقود يكون البيت هو الحل الأنسب لقضاء بقية اليوم». راحة بال ويؤكد تركي فواز أن «العزوبية هي الوقت الأنسب للشاب لقضاء الارتباطات المنزلية والعائلية، فالوقت يمضي مع الأسرة بالذهاب إلى مركز تجاري أو مع الأقارب في الاستراحات، ومن المستحيل أن تجمع بين الأصحاب والأسرة بين المرح والترفيه والإرهاق والتعب وضياع الأوقات في المجاملات والرسميات الاجتماعية، فالأنسب لي حاليا هي العزوبية وهي الحل الأفضل للبعد عن التكليفات والارهاق». ويؤيده حازم عبدالرحمن «العزوبية هي جنة الشاب، تعمل ما تشاء وتذهب أينما تشاء، لكن مع الحدود الشرعية والعرفية، ولكن أقصد ليس هنالك من يتصل لترجع إلى المنزل، وليس هنالك من يجعلك تأتي من آخر المنطقة لتوصل أخيك أو أختك إلى مركز تجاري أو إلى محل للخياطة، وأشير على أسرتي أن تبقى في المنطقة الغربية لأقضي مدة لأنني مرتب جدولي العملي والترفيهي، أما الوجبات الغذائية فهي بين العمل والأصحاب والنظافة للبيت والملابس، وهناك من يهتم بهذا الأمر وبأجرة غير مكلفة». تناقض عاطفي ورومانسي يشير سعيد الغامدي إلى أن البعد عن زوجته التي تقطن حاليا مع أسرتها لقضاء إجازتها معهم «هناك مبرر آخر لذلك وهو أن إجازتي ستكون قريبا وكلها أيام لبدئها مع شهر رمضان، ولكن شعرت بالوحدة والبعد العاطفي، فشتان ما بين عزوبية الزواج وما قبله، فقبل الزواج لم يكن هناك ارتباط عاطفي واجتماعي عدا الأسرة، والآن أجد الفرق، فقد أتحمل المعيشة والنظافة، ولكن لا أصبر عن العاطفة، وحقيقة أستغرب حينما أفتح موضوع العاطفة في الزواج مع أصدقائي، فهذا من المواضيع التي استحي عن ذكرها أمامهم، فالحب والعاطفة بين الزوجين، وأنا أعد الأيام لملاقاة زوجتي وطلاق العزوبية». ويضيف علي الشمري « العزوبية بعد الزواج أمر مكروه، لأننا نتذكر الأيام الخوالي المليئة بضياع الوقت، والعزوبية أثناء الزواج وخصوصا حينما تكون في عامك الأول منه أمر قد يجعل الشخص يضحي بالعمل من أجل الابتعاد عن العزوبية، فأنا بقي لي أسبوعان في العمل، وأفكر في عدم الذهاب إلى الدوام لأقضي شهر رمضان مع زوجتي في المنطقة الشمالية مع الأسرة والأقارب والأجواء الرمضانية»