ماذا تستفيد المرأة من اليوم العالمي للمرأة ومن يوم عيد الحب لا شيء الا كتابات صحفية مكررة واحتفالات استعراضية مملة لناشطات حقوق المرأة وربما ورود حمراء لا قيمة لها. لماذا لا نستبدل ذلك بيومين عالميين للمطبخ يتقمص فيهما الرجل دوراً بسيطاً من أدوار المرأة ويتولى فيهما جميع شؤون المطبخ. وبهذه الطريقة سيحترم الرجل نصفه الاخر وسيعرف ماتعانيه زوجته وفي مهمة واحدة فقط من مهماتها الكثيرة ذلك لاستحالة قيام الرجل بجميع نشاطات المرأة وفيها الرضاعة وتغيير حفاضات الرضع وكنس البيت والغسيل والكوي ومذاكرة دروس الاولاد ثم التزين بالمكياج والعطور لاسعاد ابو العيال. وسابدأ بنفسي تطبيق الاقتراح لانني احس بما تقاسيه المرأة خصوصا في رمضان فالزوج يريد ان تكون سفرة الفطور مشحونة بالمأكولات والمشروبات وهو يتناول الانواع المتعددة في نصف ساعة ولايعرف أن زوجته المسكينة قد قضت أكثر من ثماني ساعات في تحضيرها ثم ينتقل بعد الاشباع للصالون لمشاهدة المسلسلات مع القاء التعليمات لتحضير السحور. اريد من الرجال المتزوجين ان يقضوا في المطبخ يوماً واحداً كل ستة اشهر فيقومون بجميع وظائفه وستبدأ مهمتهم في الصباح الباكر بتحضير الفطور ومايتطلبه ذلك من غسيل الصحون وقلي البيض و تقطيع الطماطم وتقشير البصل وعمل الشكشوكة ثم تقلية الفول و تذويب اللبن المجفف وتسخين الارغفة وعمل الشاهي بالحليب ثم وضع الاصناف على السفرة ثم تصحية المدام والاولاد للفطور ثم نقل الصحون بعد الانتهاء الى المطبخ مع وضع زوائد الاكل بالثلاجة وغسيل الصحون والاباريق ثم غسل ارضية المطبخ وتجفيفها. ثم لايكاد ينتهي العمل السابق حتى يبدأ التحضير لطعام الغداء وفيه تذويب الدجاج من الثلج مع تقطيع البصل والطماطم ووضع القدر على النار وغسيل الرز واجراءات اخرى طويلة لن تنتهي الا والزوج يلهث من شدة الانهاك والتعب ثم انه لايكاد يستريح حتى يدخل الليل وتبدأ الاستعدادات لطعام العشاء. وما ذكرنا سابقاً ماهو إلا جزء بسيط من أعمال المرأة اليومية التي لايعرفها الرجال فهم يريدون الوجبات الفاخرة في أوقاتها ويريدون الزوجة متزينة ومعطرة ومشيكة وإلا هددوها بالبحلقة في صبايا التلفزيون. إذا قضى الرجال يوماً كاملاً في المطبخ فسيعرفون المجهود الذي تبذله زوجاتهم وسيكونون أحسن تعاملاً وأرق طباعاً وأقل غضباً وهذا هو المطلوب من اليوم العالمي للمرأة ومن يوم عيد الحب اللذين نريدهما أن يتحولا إلى أيام عالمية للمطبخ في بلدنا على الأقل حيث يأمرنا ديننا بالاحسان الى المرأة ومعاملتها باللين والرفق. وسيقول بعض الرجال إن الجاويات هن المسؤولات عن الواجبات بينما زوجاتنا ينمن إلى أذان الظهر وهذا واقع شاذ والشاذ لا حكم عليه. هذا وقد قال رجل بعد قضاء يوم في المطبخ: إنني أحمد الله على أربع نعم انني مسلم وانني معافى وانني سعودي وانني رجل.