تفوق تطبيق (السناب شات) على البرامج الاجتماعية المتاحة في الوقت الراهن، وحصد الشعبية الأكثر، إذ بلغ عدد مستخدميه النشط شهرياً أكثر من (100) مليون مستخدم حول العالم، ووصل عدد السنابات الى أكثر من (700) مليون صورة وفيديو يتم رفعها بشكل يومي. وحظي (السناب شات) على إعجاب السعوديين خاصةً فئة الشباب والفتيات، حتى أصبح التطبيق الأول بالنسبة لهم، يضعون من خلاله تسجيلات يومية لهم ما بين فكاهي وحياة يومية ونقاشات حوارية جادة، إلى جانب الأزياء والطبخ والتصاميم والديكور وخلافه، لدرجة أصبحت معها سلوكيات وتوجهات المجتمع شبه مكشوفة عبر مضمون مقاطع لا تتجاوز مدتها (10) ثوان. وقد لا يعي الفرد أهمية تلك الثواني التي قد تكشف عن تفاصيل يسعى خلفها الكثير من المتقصين عن حقيقة المجتمع، وقد تجلى ذلك بوضوح في قصة (الرياض لايف)، التي حظيت بانتشار واسع وبأصداء دولية نتيجة ما عرض فيها من مشاهد، إلاّ أنه قد يجهل البعض أنه يساهم بما يضعه من حكايا في تسهيل مساعي بعض الدول المعادية في فهم نقاط ضعف وقوة الشعب، ومن أي باب يستطيع أن يدخل عليه، وأن هناك محللين وخبراء يعملون على تفكيك وتحليل تلك المقاطع لتحقيق أطماعهم. "الرياض" تناقش أثر (السناب شات) على المجتمع مع مختصين في علم الاجتماع والتربية والتقنية. ميول واهتمامات في البداية قال د. فايز الشهري -عضو الشورى والاختصاصي بالجرائم المعلوماتية-: إن وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة ولاسيما السناب شات حالياً وفّرت منصة لمراكز البحوث للرصد والتحليل المستند إلى نماذج وعينات تمثل مختلف الظواهر والشرائح الاجتماعية، ويجب ألاّ نجزم بتفوق السناب شات في كشف اهتمامات المجتمع، وإنما الحقيقة أن هذه الخدمة كشفت الكثير من ميول واهتمامات الشعب، مضيفاً أننا نعيش في عصر المعلومات وأدوات التواصل الالكتروني التي ساهمت بشكل كبير في إزالة الحواجز الفكرية والاجتماعية، كما أن هذه الخدمات الالكترونية من الممكن أن تقدمنا للآخر بما نريد أن نقدمه نحن، مبيناً أنه يجب التيقن بأن الحماية الحقيقية ليست في الخوف مما يعرض الشباب على هذه الخدمة ومواقع التواصل الاجتماعي، فالحماية التي يجب أن تنبع من الثقة بالذات وبناء الوعي والشخصية التي تقدم نفسها ومجتمعها بشكل حضاري، مشيراً إلى أن قدرة الشعب السعودي في التعاطي السلس مع البرامج الحديثة والميل في استخدامه لهذه الوسائل يبدو إيجابياً بشكل واضح، خاصةً وأن هذه المنصات الالكترونية قدمت لنا المعرفة والمعلومة والخبر، إلى جانب تسهيلها الكثير من التواصل والمشاركة، وقد كانت هذه الوسائل بحق نعمة حضارية للمجتمع خاصةً الشباب. وأضاف أن المظاهر السلبية التي ترافق هذه الوسائل لازالت في حجمها المحدود، وينبغي ونحن نبحث ونعالج هذه السلبيات أن لا ننسى أن ملايين المستخدمين يتعاملون مع هذه التقنيات بشكل حضاري يجعلنا نحاول تقويم هذه الأقلية وعدم تعميم سلبيتهم على ملايين الشباب الذين أبدعوا في استخدامها، خاصةً المواهب الشابة وأصحاب المبادرات التجارية والمتطوعين من الذين أبدعوا وأنجزوا من خلال صفحاتهم الاجتماعية وحساباتهم الالكترونية. عبث مسيء! وأكد د. خالد الرديعان -أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك سعود- على أنه لا يمكن المقارنة بين السناب شات ومراكز البحوث أو ما يطلق عليه "الثنك تانك"، فالأخيرة مراكز بحثية متخصصة تتسم بالجدية والموضوعية في عملها ويعملون عليها خبراء بمنهجية علمية صارمة، أمّا السناب شات فالمقاطع التي تعرض عليه والصور قد لا تصف حقيقة، بل ولا تخلو من التلاعب بها، مما تنتفي معه الموضوعية والعلمية، مضيفاً أن بعض المقاطع أو الصور التي يتم إرسالها على السناب شات قد تكون بالفعل مضرة إذ قد يتم إرسال صور لمواقع يجدر عدم تصويرها كالمطارات أو المواقع ذات الصبغة السرية التي يجدر أن لا تكون معروفة للآخرين، خاصةً إذا كان للدولة نشاط حربي خارج حدودها، مبيناً أن السلبية قد تكون أكثر من الإيجابية في السناب شات، ذاكراً أن هاشتاق (الرياض لايف) قد تمت فلترته من قبل الشركة، ومن حسن الحظ أنه لم يعرض كل شيء؛ لأنه تم التجني على المدينة والبلد وكان هناك الكثير من التهكم والعبث الفوتوغرافي ونقل معلومات غير الصحيحة، مشيراً إلى أن بعض الصور تعمق الصورة النمطية السلبية عن السعوديين، كالشخص الذي التقط صورة لمحل ترفيه أطفال وقال عنه إنه "ملهى ليلي"!، وآخر التقط صورة لخزان الغاز في منزله وقال إن لديه "نفط" في المنزل، فهذا عبث ومن فعلو ذلك يسيئون إلى بلدهم من حيث يعلمون أو لا يعلمون. محتوى مواقع التواصل يحتاج لضبط.. العالم يتابع أدق تفاصيل حياتنا الاجتماعية وأضاف أننا بحاجة إلى نقل صورة صحيحة ومشرفة لبلدنا، لاسيما أننا نمر بظروف حرب وأعين العالم مسلطة علينا، تدفعنا لنقل صورة صادقة تعزز الروح المعنوية لجنودنا الذين يؤدون مهمة وطنية تعود فائدتها على الجميع، مُشدداً على أنه ضد هذا العبث الذي ينم عن تخلف في استخدام التقنية الحديثة وجهل مطبق بقيمتها. نافذة تواصل وأوضح د. فهد الحارثي -رئيس مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام- أن مواقع التواصل الاجتماعي ومنها السناب شات أصبحت نافذة تواصل لمعرفة المجتمع السعودي بعمق، وقياس تفكيره واهتماماته لاسيما الشباب مضيفاً أنه من الممكن أن يحدد الباحث ماذا يرغب من مواقع التواصل الاجتماعي، وكيف ينظر إلى قضية ما من خلال ما يعبرونه عنه في صفحاتهم الاجتماعية وحساباتهم المختلفة مبيناً أن الباحث يستطيع الوصول إلى معلومات ونتائج علمية جيدة إذا طبق منهج تحليل المضمون والمحتوى، وحدد قيم يستطيع من خلالها الوصول إلى الهدف الذي يطمح له ذاكراً أنه من الممكن تحديد المنهجيات المستخدمة في البحث بالضبط إلى جانب اختيار العينة الزمنية والموضوعية للوصول إلى نتائج تكشف عن توجه واتجاهات المجتمع بشكل عام، أو حتى فئات من المجتمع تجاه قضية معينة. وأشار إلى أن اعتراضه في مراكز الأبحاث الجادة أن بعض الباحثين يعتمد على منهجيات أخرى للإفادة من التقنيات الجديدة، وبالذات فيما يتعلق باستطلاعات الرأي مما يصعب تطبيق هذا الرأي على وسائل التواصل؛ لأنه قد تكون المعلومات في كثير من الأحيان مضللة، حيث أنه من الصعب أن يكون الباحث على ثقة من المعلومات التي قد يقدمها المبحوث من خلال هذه الوسائل؛ لأنه ليس على اتصال مباشر فيه وقد يعطي نفس المبحوث أكثر من رأي على الاستبانة، وقد يعطي معلومات "ديموغرافية" غير صحيحة، مؤكداً على أن مواقع التواصل الاجتماعي قد تكون مفيدة للباحثين والمراكز البحثية متوقعاً أن يتم تطوير مثل هذه المواقع لتكون منضبطة أكثر لتوفر وقت كثير وجهد كبير. التفاصيل الاجتماعية وحول مدى استفادة بعض الدول الغربية مما ينشره الشباب في مواقع التواصل الاجتماعي كما حصل في (الرياض لايف) على السناب شات بيّن د.الحارثي أن المجتمع السعودي موضع اهتمام كثير من المجتمعات الأخرى فهم لا يملكون إلاّ معلومات قليلة من خلال مايتم تداوله حول العالم، عدا المعلومات التي تمثل أحكام سبقية على هذا المجتمع أنه صحراوي وبترولي، مضيفاً أن أي شيء يقال عن المملكة يُعد موضوعا دسما دولياً للإقبال عليه لاسيما في بعض التفاصيل الاجتماعية، كأن يعد مجتمعا جافا يحكمه التشدد في التفكير والسلوك، وبالتالي أي شيء يتعرض بالمرأة -مثلاً- هو مثار اهتمام كبير في الخارج سواء كان سلباً أو إيجاباً، وكذلك الشباب، مُشدداً على ضرورة لفت الشباب ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إلى أهمية انتقاء مايتم عرضه فالجزء الغامض من المجتمع السعودي هو مثار اهتمام؛ لأنه يكشف طريقة تفكير وسلوكيات ليست بالضرورة منتظمة مع المجتمعات الأخرى موضحاً أن العالم يرغب بالتعرف على السعوديين إمّا لتأكيد حقائق موجودة لديهم سلفاً، أو لزعزعة معلومات لديهم، أو أن هذه المعلومات غير صحيحة وغير دقيقة. هاشتاق الرياض لايف فلتر الكثير من المقاطع السلبية مثل هذه المشاركات في الهاشتاق تعطي صورة سلبية عن مجتمعنا الجنس الناعم وجد في السناب شات نافذة للتصوير والتوثيق