بأكثر من 300 ألف تغريدة بثها مغردون على موقع «تويتر» تحت هاشتاق «#الرياض_لايف»، احتفل السعوديون بمشاركة يومياتهم في برنامج «سناب شات»، على غرار ما يقدمه البرنامج من مشاركة اليوميات في مدن كلوس أنجليس وتورنتو ونيويورك ودبي. وجاءت المشاركات من خلال بث مقاطع داخلية وخارجية، كان اللافت فيها سباحة شخص مع أسود في مسبح منزله، وإطلالة علوية من أحد الأبراج في مركز الملك عبدالله المالي، إضافة إلى مشاركتين من حظائر إبل في ضواحي المدينة. ودعا كثيرون عبر «الهاشتاق» إلى إبراز الصورة الحقيقية للتطور العمراني والثقافي الذي تعيشه العاصمة السعودية. وحرص المشاركون في «سناب شات» على الحديث باللغة الإنكليزية ليصل صوتهم إلى المشاهدين في مختلف أنحاء العالم. وتعتمد طريقة المشاركة على وضع صورة أو مقطع فيديو في خانة «حكايتي» مخصصة للمشاركين من الرياض فقط، وذلك اعتماداً على تقنية تحديد المكان الموجودة في الأجهزة المحمولة. وبحسب موقع «ويكبيديا»، فإن برنامج «سناب شات» هو تطبيق رسائل مصورة وضعها إيفان شبيغل وروبرت مورفي، ثم طلبة جامعة ستانفورد. ومن طريق التطبيق، يمكن للمستخدمين التقاط الصور، وتسجيل الفيديو، وإضافة نص ورسومات، وإرسالها إلى قائمة التحكم من المتلقين. ومن المعروف أن هذه الصور ومقاطع الفيديو المرسلة على أنها «لقطات»، يعيّن المستخدمون مهلة زمنية لعرض لقطاتهم من ثانية واحدة إلى 10 ثوانٍ، وبعد ذلك ستكون مخفاة من الجهاز المتسلم وتحذف من الخوادم الخاصة ب «سناب شات» أيضاً. تعلّق نورة الحسن على المقاطع التي بثت في «رياض لايف»: «أنا سعيدة باختيار الرياض في برنامج يشاهده ملايين الأشخاص حول العالم، لمعرفة نمط حياتنا ومشاهدة تفاصيل من مدينتنا». ... وتغليب الهزل والطُرفة { الدمام - منيرة الهديب «عيوب الشوارع، ازدحام الطرق، مشاريع متوقفة، محطات وقود، عصير تفاح» هذا ما فضل شباب مدينة الرياض، تسجيله بمقاطع مرئية، ومشاركته عالمياً، بعد أن أضاف تطبيق «سناب شات» صباح أمس العاصمة السعودية الرياض في خاصية «آور ستوري» أو «حكايتي» والتي تتيح إمكان بث الصور والمقاطع المرئية التي لا تزيد عن عشر ثوان بشكل جماعي لجميع مستخدمي هذا التطبيق حول العالم. وفضل مستخدمو التطبيق الاجتماعي «سناب شات» التفاعل مع خاصة «الرياض لايف» يوم أمس، بشكل هزلي وتغليب الطُرفة على الجدية، مما أثار استياء السعوديين والذين عبروا عن استيائهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، وذلك بذم تصرفات الشباب غير اللائقة في مشاركة العالم للمناظر السلبية، وترك ما كان يجب بثه من مناظر حضارية راقية، واستغل شبان مدينة الرياض هذه الخاصية والتي تتيح تصوير مقطع لا يزيد عن عشر ثوان لبث عيوب شوارع المدينة، والمناظر غير الحضارية، والمشاريع المتوقفة أو المباني قيد البناء، إضافة إلى تصوير المناظر «البدوية» كتصوير الجمال والرمال والخيام وغيره لتعبر عن حياة سكان المملكة «البدوية»، فيما بث البعض صوراً لعصير «تفاح» للإيهام بأنه «بترول» يشربه السعوديون صباح كل يوم. ووصف المختص في علم الاجتماع الدكتور أسامة حريري تلك المقاطع بغير العادلة، مؤكداً أن ملتقطيها لا يمثلون المملكة وقال في حديث ل «الحياة»: «لا مانع لدينا من التقاط صورة لأية مشكلة أو عيب أو غيره بتحديد دقيق وواضح لمكان وزمان التقاطها، لأن ذلك يمثل الشفافية في التعامل، لكن المشكلة في الهدف وإلى من تظهر هذه الصور»، وتابع «علمياً وبحثياً وإعلامياً ومنطقياً ما التقطه وشارك به شباب مدينة الرياض يوم أمس غير عادل، لأن هذه المناظر لا تمثل المملكة بشكل عام، ولا يحق لأي أحد أن يصور منظراً سيئاً ويقول هذه هي الرياض»، وأضاف «خاصية ستوري في برنامج السناب شات تحوي رسائل إعلامية، يجب علينا ألا نستخدمها فيما يضرنا ويضر وطننا كما يجب علينا عدم تعميم المشكلات والعيوب»، و قال حريري: «إن كان المقصد من الصور الإصلاح فهذا أيضاً تصرف خطأ لأن الإصلاح لا يكون كذلك بل ببثه للجهة المختصة لمعالجته وليس تداوله عالمياً». من جانبه، أوضح أستاذ الإعلام في إحدى الجامعات السعودية الدكتور محمد بكر ل «الحياة»، بأن مواقع التواصل والتطبيقات الاجتماعية أصحبت مكاناً للتراشق والمناوشات، وليس كما سميت للتواصل الاجتماعي، كما أن بث مثل تلك المناظر لا تأتي إلا من نفوس مريضة ليس لديها انتماء للوطن الذي تعيش فيه، وأضاف «حتى وإن كانت هناك أية تحفظات على مناظر أو منطقة إعلامياً كان يجب تجميل هذا المنظر أو إظهار أحسن ما فيه واستغلال التقنية الحديثة في بث ذلك».