لأول مرة منذ إفلاته من قبضة الحوثيين وخروجه من صنعاء متخفيا، التقى اللواء الركن محمود الصبيحي وزير الدفاع في الحكومة المستقيلة بالرئيس عبدربه منصور هادي في محافظة عدن جنوبي اليمن. وذكرت مصادر مطلعة ان الصبيحي التقى امس الاربعاء الرئيس هادي في القصر الجمهوري في المعاشيق بمدينة عدن، وان الصبيحي حضر وهو يرتدي الزي المدني ورفض الحديث للصحافيين عقب اللقاء. ونجح اللواء الصبيحي في التخلص من إقامة إجبارية فرضتها عليه جماعة الحوثيين المسلحة في العاصمة صنعاء، وأجبرته على ممارسة مهامه كوزير للدفاع ورئيس للجنة الأمنية العليا تحت قوة السلاح، وخرج الصبيحي وهو شخصية عسكرية مهمة وتحظى باحترام الكثيرين في الشمال والجنوب من صنعاء متخفيا وعبر طرقاً عدة حتى وصل الى مسقط رأسه في محافظة لحج. ويري مراقبون ان لقاء هادي والصبيحي يعد مهما نظرا لما للصبيحي من ثقلاً عسكري اذ يعد ورقة قوية في يد هادي ضد خصومة من جماعة الحوثي وحليفهم علي عبدالله صالح. ويأتي لقاء هادي بالصبيحي في ظل توتر شديد تشهدة عدن عقب تمرد احد القادة الامنيين على الرئيس هادي ورفضه تنفيذ قرار بعزله. وشهدت عدن مساء الثلاثاء اشتباكات بين قوات الامن الخاصة واللجان الشعبية الموالية لهادي، اذ رفض قائد القوات الخاصة في عدن عبدالحافظ السقاف تسليم قيادة القوات الأمنية على الرغم من المفاوضات التي امتدت لأسبوع، في مساعٍ لإقناعه بالامتثال لقرار الرئيس هادي. وقالت مصادر سياسية إن المفاوضات مع «السقاف» لانهاء تمرده وصلت لطريق مسدود. وكان السقاف رفض تسليم القيادة للقائد العسكري الجديد ثابت جواس واقترحت أطراف حلاً وسط بتسلم العميد «عدلان الحتس» - قائد القوات الخاصة بشبوة حالياً - معسكر قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً) في المدينة، خلفاً «للسقاف» بدلاً عن العميد «ثابت جواس». ويبرر السقاف رفضه تسليم القيادة لثابت جواس، بأن «جواس» قادم من السلك العسكري وليس له علاقة بالسلك الأمني أو إدارة قوات أمنية. وذكرت مصادر مطلعة ل"الرياض" ان السقاف قال للجنة الوساطة المشكلة من نائب وزير الداخلية ناصر لخشع ومحافظ عدن عبدالعزيز بن حبتور ووكيل الأمن السياسي ناصر هادي، إنه لن يُسلم إلا بناءً على قرار من العاصمة صنعاء. وأضافت، إن السقاف هدد بتفجير الوضع عسكرياً في المدينة إذا ما أُرغم على التسليم تحت الإكراه، وقال إنه لا يعترف بشرعية الرئيس هادي، وانه يعترف بشرعية الحوثي وحليفه صالح. واندلعت اشتباكات بين القوات الخاصة واللجان الشعبية مساء الاثنين والثلاثاء لكنها كانت محدودة، اذ كشفت مصادر سياسية ان الحوثي وصالح يسعيان من خلال السقاف الى تفجير الاوضاع عسكريا في عدن لإيجاد مبرر للتحرك الى هناك، فيما يفضل هادي التعامل مع الموضوع بحكمة. وكان صالح هدد من اسماهم المهرولون باتجاه عدن الى الانفصال بانهم لن يجدوا منفذا للهرب سوى البحر، فيما رد هادي على ذلك بان الجنوب في عام 2015 ليس الجنوب عام 1994 في اشارة الى الحرب التي قادها صالح على الجنوب عام 1994. اما زعيم الحوثيين فقد اطلق تهديداً اخراً بانهم لن يقفوا مكتوفي الايدي تجاه ما اسماه انتشار الدواعش والتكفيريين في الجنوب وتعز ومأرب وهي المناطق التي يلقى الحوثيين فيها رفضا شعبيا قويا. ولعل آخر مثالٍ لهذا الرفض هو ما حصل أمس في تعز من تظاهرات حاشدة للتنديد بتحالف صالح-الحوثي . وهتف المتظاهرون ضد الاثنين وتعهدوا بان صالح لن يحكمهم بعد اليوم. وفي رسالة واضحة لدعم المؤتمر الشعبي العام الذي يقوده صالح للحوثيين، قال الناطق باسم المؤتمر عبده الجندي أنهم لن يوافقوا على نقل الحوار الى الرياض بدون موافقة الحوثي. من جانب اخر اقتحم مسلحون حوثيون في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، إذاعة محلية وشركة إنتاج إعلامي في محافظة الحديدة غربي اليمن. وقالت ادارة مؤسسة أثير الإعلامية، في بيان صحافي، إن مجموعة مسلحة تنتمي لجماعة الحوثيين وبقيادة شخص يدعى "أبو مالك" اقتحمت مقر إذاعة "وديان" في شارع شمسان، التي كانت تستعد لإطلاق بثها التجريبي امس الأربعاء. واكد البيان ان الحوثيين تمركزوا في المقر. والمؤسسة تابعة للقطاع الخاص كمشروع استثماري في إقليم تهامة. وعبرت مؤسسة أثير عن استنكارها لاقتحام الحوثيين للمقر وللإذاعة، محملة جماعة الحوثي كامل المسؤولية القانونية والجنائية.