توجه عدد من الأطباء مؤخراً الى تأليف بعض الكتب المتخصصة في مجالهم الطبي، وحملت تلك الكتب لغة سهلة ومبسطة للقارئ العادي، بحيث يستطيع قراءتها وفهمها وفقاً للمجال الذي يرغب بالقراءة فيه، وجاءت تلك الكتب كوسيلة مهمة لصالح المرضى، لاسيما في ظل غلاء أسعار الاستشارات الطبية والتي تتطلب جهداً ووقتاً طويلاً. وأكدت الاستاذ المساعد في كلية الطب وأخصائية الجراحة التجميلية الدكتورة نادية بندقجي أنّ الوقت الحالي شهد العديد من مرضى جراحات التجميل، من المتواجدين طوال السنة لمراجعة العيادات، مضيفة بأن ذلك يختلف من بين الرجال والنساء كلاً على حده، سواء من الموظفين، وحتى ربات المنزل، مشيرة الى أنّ غالبية المتقدمين على إجراء العمليات يكون لديهم قابلية التغير للأحسن، خصوصا التغير الإيجابي، كالارتباط بزواج ونحوه، إضافة الى تعديلات بعض الاجزاء في الوجه والتي جاءت نتيجة حوادث، وحتى جينات وراثية. وأضافت بندقجي أنّ الاقبال على العيادات التجميلية ينشط طوال العام، ولاعلاقة له بالمواسم كالصيف بزيادة ونقصان أعداد المرضى، موضحة بأن ذلك يعتمد على مدى انتهاء التحضير للعملية الذي يأخذ وقتاً مع كل مريض، ويختلف من عملية لأخرى. وحول تأليفها لكتاب"جراحة التجميل بين الحقيقة والخيال" أوضحت بندقجي أنها لاحظت خلال سيرتها المهنية وعبر كتابتها لعدد من المقالات الاجتماعية، والطبية، ونقاشها المستمر مع الراغبين في جراحة التجميل، ومشاهدتها للأخطاء التي يقع فيها المرضى، أخذت على عاتقها، المبادرة في تثقيفهم في علم جراحة التجميل، والذي يحمل عدة متطلبات خاصة ومهمة، لعّل من أولها التركيز على المريض الواعي، والذي لديه استعداد في دخول هذه الرحلة مع الطبيب كرفيق متفهم ومثقف وشغوف لمعرفة أسرار وتفاصيل نجاح الوصول لخط النهاية بسلام ونجاح ورضا عن النتيجة، وأنه شريك مهم في نجاح هذه الرحلة كمساعد الطيار الذي يساعد الطيار في رحلته الطويلة. وبيّنت أنها استمتعت بشدة في الماضي بكتابة كل مقال اجتماعي طبي في هذا المجال وفي تفكيك طلاسم هذه المعادلة التي عصت على كثير من الأذهان، لافتة الى أنه من المؤلم وجود عدد من المرضى من ذوي الشخصيات التي لا ترغب في القراءة عن عمليتها حتى عند تقديم مادة علمية سهلة وجذابة، وأنهم يعلقون على ذلك بأنهم لا يحبون القراءة بالرغم أن العملية تتطلب عقلهم وذهنهم أولا، مشيرة الى أنه تلك علامة لتجنب عمل عملية لهذا النوع من المرضى لأن اختيار المريض المناسب لجراحة التجميل فن تعلمه لطالبتها ويأخذ عدة سنوات من الخبرة الطويلة، خصوصا دراسة علم نفس مريض جراحة التجميل الذي هو جزء من نجاح العملية. وأشارت الى أنه من العوامل المهمة التي تجعل الطبيب يبدع في كتاباته عن مجاله هي حبه لهذا العلم وشخصيته التي جُبل عليها والتي تظهر من خلال كتاباته التي تجعل الكلمات تصل لروح القارئ وعقله ويقتنع بها، ومقدرته وحبه للكتابة وشغفه لتثقيف المريض، مبينة أن الأخيرة تأتي مع الطبيب القارئ الذي يكتب في أي موضوع ومن ثم يُسخر قلمه لمجاله فيصبح قلمه مثل مشرط الجراح الذي يعطي نتيجة تختلف من طبيب للآخر، موضحة أنه من الجميل أن يكتب الاطباء عن مجالهم ولكن هذه الكتابة لها متطلبات كعمليات جراحة التجميل لكي يصبح قلمهم سائغاً مرغوباً دون ملل.