تربط النادي الاهلي مع شقيقه نادي الهلال علاقة وطيدة ضاربة في جذور التاريخ الرياضي منذ اكثر من نصف قرن . بدأت فصول هذه العلاقة العريقة اواخر سبعينيات القرن الهجري الماضي وترسخت بين الزعيم والراقي وتطورت عندما تصدى مؤسس الهلال الشيخ الراحل عبدالرحمن بن سعيد "رحمه الله" للازمة الاهلاوية التاريخية المتمثلة في دخول النادي نفق الضياع والتشتت الاداري بعدما تخلى عنه رجالاته عام 1378ه نتيجه عدم قدرتهم على الوفاء بالتزاماته ومصروفات الفريق واللاعبين فعاش الاهلي ابان اسمه القديم (الثغر) ظروفاً بالغه القسوة واوضاعا حالكة تحتاج الى رجل حكيم يعيد توازن وترتيب البيت الاخضر. وامام هذه الازمة الاهلاوية التي عصفت بالنادي ترأس الشيخ عبدالرحمن بن سعيد الاهلي في تلك الايام الخوالي وتكفل بمصروفات لاعبيه بل ودعم صفوفهم بعدد من لاعبي الهلال امثال: الكابتن الفذ مبارك عبدالكريم "شفاه الله" والمدافع العملاق صالح امان "رحمه الله" لاكمال العدد وشروط تسجيل الفريق الاهلاوي رسمياً مطلع الثمانينيات الهجرية فكانت تلك المبادرة البطولية والتضحيات الوفائية من مؤسس الهلال رحمه الله نقطة تحول تاريخي في ربط وضبط العلاقة الازلية بين الاهلي والهلال. ولان الاهلاويين كعادتهم اوفياء في المواقف الشهمة وعلى رأسهم باني الامجاد الخضراء الامير عبدالله الفيصل "رحمه الله" الذي كانت تربطه بالرمز الهلالي الراحل علاقه تاريخية وطيدة انعكست اثارها الايجابية على مسيرة نادييهما. كان رائد الرياضة السعودية الاول يقدر مؤسس الهلال ولم يبخل عليه بلاعبين كبار قدمهم هدية له في حقبة التسعينيات الهجرية وكانوا نجوماً كبارا مثلوا الفريق والمنتخب ابرزهم: المهاجم الدولي الراحل النور موسى "رحمه الله" والجناح الشهير ناجي عبدالمطلوب بجانب المدافع الصلب عبدالله فودة (العمدة) الذي حول الامير عبدالله الفيصل مساره للهلال. ومع تطور هذه العلاقة واستمرارها كرم الاهلاويون رئيسهم الاسبق (بن سعيد) في لمسة وفاء خلال ثلاث مناسبات تؤصل عمق العلاقه بين الناديين العملاقين حيث كُرم في احتفال اليوبيل الذهبي للنادي الاهلي بإستاد الامير عبدالله الفيصل بجده 1407 ه برعايه رائد الرياضه الاول وكرم فيه رؤساء الاهلي السابقين وكان بينهم الشيخ عبدالرحمن بن سعيد "رحمه الله". التكريم الثاني كان عندما استقبل الملك عبدالله "رحمه الله" الاهلاويين بمناسبة حصول ناديهم على جائزة خادم الحرمين للتفوق الرياضي ولقب سفير الوطن لفوزهم بأربع بطولات خارجية وكرم كل رؤساء الاهلي السابقين وكان الرمز الهلالي الراحل ضمن الاسماء التي حظيت بالتكريم الملكي عام 2009. اما التكريم الثالث فتمثل بإنشاء الاهلاويين متحفا للنادي ضم صور رؤساء الاهلي اللذين خدموه طوال مسيرته. وهكذا تثبت المواقف والاحداث والمعطيات ان العلاقة الاهلاوية الهلالية تبقى اصيلة راسخة تزداد لمعان وتطوراً يوما بعد يوم برغم محاولات بعضهم خربشة هذه الصورة الجميلة مؤكدة ان علاقة الناديين ومواقف رجالاتهما التي خلدها التاريخ اكبر من خسارة مباراة او فقدان بطولة! اليوم تتجدد هذه العلاقة الاخوية والمنافسة الشريفة بين الزعيم وقلعة الكؤوس في مواجهة تاريخية على اول كأس باسم سمو ولي العهد الامير مقرن "حفظه الله" نتطلع معها ان تأخذ طابع المنافسة المثالية وتتجلى فيها روح المنافسة الشريفة في ابهى صورها في ظل حضور سمو الامير مقرن بن عبدالعزيز ورعايته اول كأس لولي العهد تحمل اسمه.