عبَّر عدد من نجوم الأمس الرياضي عن بالغ حزنهم وأساهم على رحيل رائد الحركة الرياضية الأول بالمنطقة الوسطى الشيخ عبد الرحمن بن سعيد الذي وافته المنية يوم الثلاثاء الماضي بعد معاناته المرضية، مؤكدين أن رحيل الرمز الكبير خسارة للرياضة السعودية.. (الجزيرة) رصدت هذه المشاعر الوجدانية عبر الأسطر التالية. إسهامات بطولية في البداية تحدث حارس النادي الأهلي الدولي سابقاً وعضو الاتحاد السعودي لكرة القدم الأستاذ أحمد عيد بنبرات صوت مفعمة بالحزن قائلاً: إن الموت حق لكن فجأة عندما يتوفى الله - عز وجل - شخصيات وأناساً لهم بصمات واضحة وجلية في مجالات عدة فهذا أمر محزن, وعندما نتحدث عن المجال الرياضي فإننا نتحدث عن تغير مفهوم وفكر وبيئة, وهذه البيئة كانت مقتصرة على ألعاب شعبية بدائية لم تضف شيئاً يذكر، إلا أن التاريخ وحين نذكر كرة القدم في مجتمعنا كانت مجهولة حيث كانت تمارس من قبل الجاليات التي كانت تمارسها في أوقات محدودة والمملكة العربية السعودية آنذاك لم تنفتح على العالم ذلك الانفتاح الذي نراه اليوم، وظلت الرياضة مغيبة إلى أن جاء رجال مخلصون واخذوا بالراية إلى تطوير الفكر أولاً وتهيئة الأجيال لممارسة هذه الرياضة إلى أن سخر الله سبحانه وتعالى رموزا ذات سلطة وجاه أسهمت إسهامات فاعلة ممثلة في الأمير عبد الله الفيصل - رحمه الله - وزير الداخلية آنذاك وعدد من الرموز كانوا أصدقاء للأمير الراحل.. والشيخ عبد الرحمن بن سعيد - رحمه الله - كان واحداً من هؤلاء الصحبة المميزة التي استند إليها الفكر الرياضي في بداياته وفي الوقت ذاته اخذ مبادرة القيادة بداية عبر تأسيس نادي الشباب عام 1367ه مرورا بتأسيس الهلال عام 1377ه ثم النادي الأهلي الذي ترأسه عام 1379ه وأرسى جزءا من قواعده الرياضية في فترة من أكثر الفترات صعوبة في تاريخ النادي الأهلي. ومن خلال تأسيسه للناديين الشباب والهلال نهضت الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى ولم يكن اهتمام الرمز الراحل بالهلال والشباب فقط إنما كان مهتماً بالأجيال الرياضية في كل مناطق المملكة والدليل استقطابه لعدد من لاعبي المنطقة الغربية ولاعبي المنطقة الشرقية لتمثل الهلال في تلك الحقبة والاهم من ذلك تكمن في إعطاء الفرصة لشباب الرياض للانفتاح ومعرفة الرياضة ممارسة وتنظيماً من خلال ما دفعه من مال وثروة وجهد وصحة، فأسهم ابن سعيد إسهاماً فاعلاً في تهيئة الأسر للتقبل وتهيئة اللاعبين لخوض هذه التجربة الجديدة والحديث يطول عن هذا الرمز العملاق وشخصياً لي معه العديد من المواقف الإيجابية ليس لاعباً بالنادي الأهلي فقط بل في تكوينه لمستقبل الرياضة وكان حريصا على قراءة الأحداث والتدقيق بالأسماء الحضور والمتلقين, كنت دائماً وأبداً احرص على التواصل إلى أن دخل المستشفى وتوفي رحمه الله, ولا شكخالجني شعور بالحزن والفرح.. فرحي أنني كنت بالرياض وحضرت أداء الصلاة عليه ودفنه في مثواه الأخير. وحزني على وفاة الرمز التاريخي الأصيل.. فرحم الله الفقيد واسكنه فسيح جناته والهم أهله الصبر والسلوان. دور ريادي وعبر حارس الشباب الدولي سابقاً عبد الله آل الشيخ عن بالغ حزنه وألمه وتأثره لوفاة رمز الرياضة الأول الشيخ عبد الرحمن بن سعيد وقال إن شيخ الرياضة والرياضيين لعب دوراً ريادياً في خدمة الحركة الرياضية بالمملكة ودعمها بالمال والجهد وانتقل قطار دعمه إلى المنطقة الغربية وتحديداً بعد تعرض أهلي جدة لأزمة حالكة كادت أن تعصف بمستقبله أواخر السبعينيات الهجرية، غير أن ابن سعيد نجح في التصدي لهذه الأزمة الأهلاوية وحفظ هوية النادي من الضياع عقب ترأسه ودعمه الكبير وأضاف أن أبو مساعد لم يخدم المجال الرياضي فقط, بل كرس عطاءه وتضحياته وماله لخدمة الجوانب الاجتماعية والإنسانية, خاصة مع الرياضيين السابقين ممن أصيبوا بالحاجة والفاقة، مشدداً أن الرمز الراحل عرف عنه - رحمه الله - حبه للخير والعطاء والإنفاق في سبيل الله انطلاقاً من نشأته الطيبة التي تنشأ عليها منذ أن عرفته سائلاًَ الله - عز وجل - أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته. شخصية استثنائية في حين أكد نجم الشباب ونجم الرياض في الثمانينات الهجرية فهد بن بريك أن وفاة الشيخ عبد الرحمن بن سعيد خسارة للرياضة السعودية، مشيراً الى أن علاقته مع فقيد رياضة الوطن امتدت لأكثر من 50 عاماً, وقال منذ أن بدأت الرياضة مع فريقي نجمة الرياض عام 1379ه وابن سعيد يدعمنا مادياً ومعنوياً وأتذكر جيداً انه ومن حبه لرياضة المنطقة واهتمامه بنشر مشروعها ندب عضو الشرف بنادي الهلال آنذاك الأستاذ فهد بن جيزان لرئاسة فريق نجمة الرياض، ولا أنسى حينما عاد من القاهرة عام 1381ه أهداني فانيلة وبوت إعجاباً بمستواي وتشجيعاً لي لمواصلة العطاء، وأكد ابن بريك أن الرمز الكبير شكل شخصية استثنائية خلقاً وكرماً وتواضعاً وعطاءً حتى انه - رحمه الله - كرس أعماله الإنسانية لخدمة الرياضيين المحتاجين، مشيراً الى أن ابن سيظل رمزا من رموز رياضة الوطن ممن حفروا أسماءهم في ذاكرة التاريخ الرياضي. وتمنى النجم السابق من إدارة الهلال تكريم مؤسسه الكبير تقديراً لعطائه وتضحياته ودعمه اللا محدود لمسيرة ناديهم، مشدداً على أن التكريم سيظل لمسة وفاء من الهلاليين في تجاه رمزهم الراحل, مطالباً الجميع الدعاء له بالمغفرة والرحمة. والد الرياضيين ويلتقط مدافع أهلي الرياض في الثمانينات الهجرية الدولي سابقاً ناصر بن سيف خيط الحديث عن فقيد رياضة الوطن قائلاً: عندما نتحدث عن تاريخ رمز من رموز الرياضة وهو الشيخ عبد الرحمن بن سعيد الذي فارق الحياة بعد معاناته المرضية، فإننا نتحدث عن تاريخ حافل بالألقاب الشخصية والإنجازات الذهبية والأوسمة والمنجزات الأخرى، فابن سعيد - غفر الله له - يمثل أحد رواد الحركة الرياضية بالمملكة ممن نهضت على أكتافهم رياضة المنطقة الوسطى شأنه في ذلك شأن الشيخ محمد عبد الله الصائغ والشيخ عبد الله بن أحمد - رحمهم الله - وهؤلاء الفرسان الثلاثة هم من قامت الرياضة بالمنطقة الوسطى على أكتافهم بعدما سكبت من على جبينهم حياة الفرق الواحدة تلو الأخرى من أجل إنشاء وقيام الرياضة في مجتمع كان يحارب الرياضة ويعتبرها سلوكا دخيلا، غير أن ابن سعيد ورفاقه نجحوا في تغيير المفاهيم المجتمعية تجاه هذا النشاط الحيوي هذا الرجل الفذ بالفعل رجل جمع في نفسه مميزات لا تجدها إلا في مجموعة رجال مميزين من حكمة وكياسة وفراسة وذكاء نجح في جعل الرياضة بالمجتمع النجدي سلوكا مقبولا داخل دهاليزها. وأضاف قائلاً: إن علاقتي بدأت مع الفقيد منذ أكثر من 45 عاماً حيث كان يشعرنا بأنه والد لنا يشجعنا ويدعمنا بصرف النظر عن الشعار والانتماء والألوان لأنه كان - رحمه الله - حريصا على استمرار المنافسة واستمرار الرياضة هكذا كان رجلاً كبيراً في كل شيء في رؤيته وفي رأيه وعظيماً في مساهماته البنائية. وزاد أن أبو مساعد منذ عرفته لم يخلق أي خصومات أو إساءات إلى أحد, كان رجلاً صاحب قيم أخلاقية ومعايير اجتماعية أصيلة أحب الناس بقلبه الكبير فأحبوه ومهما أتحدث عن الفقيد ومأثره فلن أوفيه حقه ويكفي مواقفه الإنسانية مع الجميع تغمده الله بواسع رحمته. أفضال ابن سعيد كما تحدث مهاجم هلال التسعينيات الهجرية الشهير ناجي عبد المطلوب عن رحيل فقيد الرياضة السعودية قائلاً: الشيخ عبد الرحمن بن سعيد رمز أصيل خدم ودعم مسيرة الحركة الرياضية بالمملكة، والفقيد كان وراء تسجيلي ونقلي من المنطقة الغربية إلى تمثيل الهلال عام 1392ه بدعم من رائد الرياضة الأمير عبد الله الفيصل الذي كان يقدر ابن سعيد كثيراً وأتذكر بعد مجيئي للعاصمة الرياض استقبلني شيخ الرياضيين ومعه الأمير الراحل عبد الله بن ناصر والأمير مقرن بن سعود وتكفل ابن سعيد بمصاريف الإعاشة والسكن. والحقيقة لا أنسى توجيهات أبو مساعد ودعمه لي في حياتي الرياضية لأنه مثل الأب بالنسبة لي وأنا لم انقطع عنه وكنت أتواصل معه حتى في المستشفى بحكم طبيعة عملي في المستشفى العسكري, وأضاف أن الرمز الراحل كان صاحب مآثر ومواقف إنسانية معه ومع غيره من اللاعبين السابقين الذين وقف معهم في أصعب المواقف. وأكد النجم السابق أن فقيد الرياضة يكفيه فخراً أنه خدم رياضة وطنه 70 عاماً كانت حافلة بالألقاب والمنجزات والأوسمة التي تجسد قيمة عطائه وتضحياته البارزة،مشدداً على أبو مساعد سيظل علامة بارزة في تاريخ الحركة الرياضية بالمملكة.. مقدماً أحر تعازيه ومواساته لأسرة الرمز الراحل داعيا الله له بالمغفرة والجنان.