في تاريخ نادي الهلال العريق، ومسيرته الذهبية رموز كبار وشخصيات إدارية بارزة، وأسماء لامعة خدمت البيت الهلالي بكل عطاء وتفانٍ وتضحية ومن أشهر هذه الشخصيات الرياضية الإدارية التي خدمت زعيم الأندية في حقبة ماضية صاحب السمو الملكي الأمير الراحل هذلول بن عبدالعزيز رحمه الله .. تلك الشخصية الهادئة والرزينة كانت لها بصمات خالدة وإسهامات واضحة، وأدوار تاريخية على مسيرة النادي الخمسيني ستظل محفورة بالذاكرة الهلالية. « بدأت علاقته- يرحمه الله - بالرياضة عبر عشقه الكبير نادي الهلال عضواً شرفياً فعالاً في النصف الثاني من عقد الثمانينات الهجرية من القرن الماضي ودعم بيته الأزرق ماديا ومعنويا ووقف معه في أزماته ومشاكله قلبا وقالبا حيث كان دخوله للعضوية الشرفية بدعم وتأثير مباشر من رائد الحركة الرياضية الأول بالمنطقة الوسطى و مؤسس النادي الشيخ عبدالرحمن بن سعيد (رحمه الله) الذي بنى صرح الهلال بعصاميته وكفاحه طوبة طوبة وحبات العرق كانت تنسكب من على جبينه في حقبة السبعينيات الهجرية فقد شكلت علاقة أبو مساعد المتينة مع الأمير الراحل نقطة تحول في ارتباط الأمير هذلول بن عبدالعزيز بنادي الهلال ودخوله بوابة العضوية الشرفية الزرقاء لأول مرة وأصبح عضواً شرفيا فعالاً ،ففي عقد الثمانينات الهجرية وتحديدا في عهد رئاسة ابن سعيد كانت بصمات الأمير هذلول واضحة في دعم مسيرة هلالي الثمانينات الهجرية الذي دخل عالم البطولات في فترة قياسية خاصة بعد فوز الهلال في بطولة الملك عام 1381ه وعمره التأسيسي لم يتجاوز أربعة أعوام !! فكانت هذه الانطلاقة القوية بقيادة الرمز العصامي عبدالرحمن بن سعيد بداية عهد (الزعيم) مع عالم البطولات ضاربا رقما قياسيا في عدد المنجزات الذهبية في المسيرة الهلالية والتي صاغها رجالات أفذاذ ورموز كبار ومنهم الداعم الأكبر الأمير هذلول بن عبدالعزيز-رحمه الله - الذي وقف مع المؤسس قلباً وقالباً فكان بدعمه القوي بمثابة وقود صناعة الذهب للكيان الأزرق . « استمر الأمير الراحل عضواً شرفيا يدعم كيانه معنويا وماديا إلى عام 1394ه حيث تم ترشيحه لرئاسة مجلس إدارة الهلال لأول مرة وقد ضمنت إدارته الواعية عضوية كل من الأمير عبدالعزيز بن ناصر بن عبدالعزيز والأستاذ يوسف الكوكيت سكرتيرا ومحمد المقرن أمينا للصندوق والأعضاء عثمان المنبع وزياد شعث وخلف الخلف وقد ساهمت هذه الإدارة الناجحة في صياغة العمل الإداري بصورة احترافية وكانت وراء عودة (هلال التسعينات الهجرية) إلى عام البطولات والمنجزات الذهبية بعد غياب دام 13 سنة، وتحديداً منذ فوز الهلال بلقبي الموسم 1384 كأس الملك ولي العهد وتوقف اضطراريا طيلة السنوات الماضية بمرارتها وأوجاعها عندما نجح العقل المستنير الأمير هذلول بن عبد العزيز من قيادة الزعيم للفوز ببطولة الدوري الممتاز لموسم 96/1397 ه واضعاً حداً فاصلاً لمسلسل الإخفاقات الهلالية المتلاحقة وإرهاصاتها النفسية والفنية التي لازمت الفريق الأزرق منذ فوزه بلقبي 1384 . « استمر الأمير هذلول رئيساً حتى أواخر 1398ه وقدم استقالته ورشح الأمير الراحل عبد الله بن ناصر (رحمه الله) حتى عام1402ه ليعود الأمير هذلول لعشقه الكبير رئيساً لفترة أخرى ورشح معه الأمير عبدالله بن سعد -رحمه الله -نائباً له والمؤسس الشيخ عبدالرحمن بن سعيد عضو للنشاط الرياضي بجانب عضوية حسام الزهير-رحمه الله - وأحمد صالح التويجري وزياد شعث ونزار أبوالجدايل وتقديراً لإسهاماته التاريخية ومكانته الرفيعه في قلوب الهلاليين اختير رئيسا لهيئة أعضاء الشرف بنادي الهلال. « شكل الأمير الراحل رقما صعبا في تاريخ الهلال ببصماته الخالدة ودعمه القوي وتضحياته الجسيمة ناشرا قيم التنافس الشريف بقيمه الإدارية ووعيه التنظيمي في العمل الرياضي عزز بفكره المستنير من وهج الفريق الذي واصل استمرار حصده للألقاب الذهبية والمنجزات الكبيرة بعد أن أوقف مسلسل الحرمان والجفاف الذي أصاب الزعيم 13 عاما. « يؤكد عدد من نجوم الأمس الرياضي ومنهم قائده الشهير مبارك العبدالكريم ومهاجمه الأسمر ناجي عبدالمطلوب والنجم الهادئ عبد الله العمار أن الأمير هذلول بن عبدالعزيز كان نموذج رائع للفكر الإداري الراقي فضلاً عن تواضعه الجم ومواقفه الإنسانية وتفاعله النبيل مع أبنائه اللاعبين خاصة ممن تكالبت عليهم الظروف المعيشية والصحية وكان ( الرمز الهلالي) حاضراً بمبادرته الإنسانية ومواقفه المشهودة مع الكثير حتى مع بعض لاعبي الأندية الأخرى يقف معهم بقلبه ومشاعره ووفائه بعيداً عن (عيون الإعلام) لأن الأمير الراحل كان لايحب الفلاشات الإعلامية فيما يخص أعماله الإنسانية بل كان من محبي الرياضة والرياضيين وداعم قوي للمسيرة الهلالية تحديدا وكان ينادي بالمنافسة الشريفة واحترام الخصوم لأن الرياضة في نظره كانت قبل تكون ميدان فوز وخسارة هي رسالة تربوية وقيم أخلاقية وممارسة عفوية فكرية تنمي قيم المحبة، وتعزز روح التعاون والتعارف ، وتعمق أطر التنافس المثالي وهو المبدأ الذي سارت على منهجه القويم الإدارات الهلالية التي تعافيت على رئاسة النادي الخمسيني. « يبقى الأمير الراحل هذلول بن عبدالعزيز-غفر الله له - واحد من أشهر الشخصيات الرياضية الإدارية في تاريخ النادي الأزرق التي خدمت المسيرة الهلالية سنوات وسنوات وساهمت في صناعة الهلال الحديث بأفكاره المستنيرة وعطائه الكبير وتضحياته الجسيمة التي كانت ومازالت حاضرة في ذاكرة الرياضة الزرقاء.