يعتبر مشروب (الحلو مر) هو الطابع المميز للمائدة السودانية في شهر رمضان دون غيرها من موائد الدول الإسلامية الاخرى ولكن هذا المشروب فقد مكانته الرفيعة عند اهله بسبب ازمة ادت الى ارتفاع سلعة السكر في الاسواق. ورغم الجهود التي بذلتها الحكومة لاحتواء ازمة السكر قبل حلول الشهرالكريم حافظ السكر على سعره فوق ال50 دولاراً للكيس (يزن ما بين 40 الى50 كيلو غراما) في معظم الاسواق والمحال التجارية باستثناء تلك التي توزع فيها شركة السكر السودانية كمية محدودة من السكر على المواطنين بحوالي 40 دولاراً. و(الحلو مر) مشروب تقليدي متوارث عبر الاجيال في السودان وهو معقد في طريقة تصنيعه ويحتاج لكميات كبيرة من السكر للوصول الى طعمه المطلوب وهو في اساسه خليط من الذرة والبهارات وبعض الاعشاب. ويحتاج اعداد المشروب لعدة ايام وتبدأ النساء في اعداده قبل شهر او شهرين من رمضان حيث توضع الذرة على الخيش وترش بالماء لعدة ايام حتى تنبت ويخرج منها الزرع وتسمى هذه العملية محليا بالزريعة ويقص الزرع بعد ذلك ويرمى. وتؤخذ الذرة النابتة وتجفف وتطحن وتطبخ في النار ويوضع معهاالبهارات وبعد ذلك تشكل على شكل اقراص في صاج على نار قوية وتسمى هذه المرحلة (بالعواسة) وتجفف تلك الاقراص وتحفظ وعندما يبدا الشهر الفضيل تنقع تلك الاقراص في ماء وتصفى ويسمى محلولها (الحلومر) ويحلى بالسكر ويشرب بارداً وهو مشروب رائع الطعم ويمتاز بخاصية الارواء واخماد العطش. وعلى الرغم من ان كثيرا من تقاليد شهر رمضان القديمة والراسخة في تراث الشعب السوداني اختفت نتيجة للمتغيرات العصرية المتلاحقة فإن المائدة الرمضانية لاتزال تحافظ على سماتها العامة عند معظم السودانيين وخاصة الطبقات البسيطة فتجد في المائدة الاكلات السودانية التقليدية مثل (الروب والنعيمية والويكة والتقلية والبليلة والعصيدة). اما بالنسبة للمشروبات فبعد الحلو مر يأتي مشروب التبلدي والعرديب والكركدي والقضيم. ومن ابرز الطقوس والعادات الرمضانية التي بدأت في الانحسار خاصة في المدن الافطار الجماعي في الشوارع والساحات (المسحراتي) بطبلة وصوته الجميل الذي يضفي بهجة خاصة على الاسحار الرمضانية في السودان.