لا يختلف أحدٌ على أنّ الإرهاب هو أحد أوجه الشر والطغيان والغلو والتطرف، كما يمثّل وجهاً من وجوه العدوان والبغي الذي يستهدف قتل الأبرياء وزعزعة الأمن والإفساد في الأرض، وقد عانى وطننا كثيراً من الأعمال الإرهابية التي استهدفت الآمنين من المواطنين والمستأمنين في بلادنا، ومحاولة تدمير مقدرات الوطن والعبث بها، وتعدى ذلك إلى المواجهة مع رجال الأمن كنوع من تكريس هوة التطرف لدى عناصر الإرهاب والإجرام. وحرصت الدولة منذ وقت مبكر على بناء جهاز أمني قوي يعنى بشكل رئيس بتوفير الأمن الداخلي وحمايته ومواجهة هذه العناصر الإجرامية المتطرفة، وتمثل هذا الجهاز بوزارة الداخلية وقطاعاتها الأمنية المتعددة، حتى أصبحت منظومة الأمن الداخلي التابع لهذه الوزارة على مستوى عالٍ من الكفاءة والتدريب والقدرات القتالية معززين بالتقنيات والتسليح المتطور لحماية أمن الوطن وحدوده لمواجهة الإرهاب والإرهابيين والمفسدين في الأرض. ولا شك أنّ اتساع رقعة حدود الوطن وطولها مع دول تشهد اضطرابات داخلية، مع ما تعانيه تلك الدول من انعدام للأمن سمح بأن تكون تلك الدول ملاذاً آمناً ووكراً لتلك العناصر الإرهابية والإجرامية، وعناصر تهريب المخدرات التي تستهدف أمن هذا الوطن ومواطنيه. يقود ويوجه هذه المؤسسة الأمنية عقل وفكر وزيرها سمو الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز الذي نهل من معين ومدرسة والده الراحل سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- العلوم والمعارف في القيادة والإدارة، إلى جانب ما يتمتع به جنود ورجال قطاعات وزارة الداخلية من عقيدة قتالية ومن إخلاص وتفان في سبيل الوطن والمواطن مما جعلهم حصناً منيعاً ضد عناصر الإجرام والتطرف، حيث استشهد في سبيل مسؤولية الدفاع عن العقيدة وأمن الوطن والمواطن الكثير من شهداء الواجب الذين أكدوا أنهم الصدور المنيعة في تلك المواجهات، والأوسمة الناصعة واللامعة في صفحات الملاحم الوطنية والتضحية. وزير الداخلية بين جنوده داعماً وموجهاً ومحفزاً للتضحية والعطاء جهد أمني وفكري وذكر «أ.د.يوسف الرميح» أنّ الأرهاب موجود وسيظل موجوداً لوقت طويل ما دمنا لم نفعل دور المدرسة والمسجد والأسرة والنادي لمكافحته، حيث إنّ هذه العوامل يجب أن تتكامل، والإرهابي الذي فجر نفسه أو أطلق النار على رجال الأمن قد ولد وشب وترعرع في مجتمعنا، وهذا يثبت أنّه ما زالت هناك ثغرات أمنية استطاع هؤلاء أن يدخلوا من خلالها، مثل البكتيريا التي تبحث عن أي خلية ضعيفة لاختراقها، وبلادنا اليوم محاطة بعدة دول فيها انهيار شبه كامل للأمن، وتعدّ حاضنة للجماعات الإرهابية، لافتاً إلى أنّ المجتمع اليوم يمتاز بالتواصل الاجتماعي الحديث، الذي اخترق كل الحواجز، واستطاع أرباب الفكر الضال التواصل مع بعضهم، سواءً كانت برسائل نصية أو شفرات تنسيقية، وهذا يثبت أنّه من الضروري جداً أن يسير الجهد الأمني مع الجهد الفكري، حتى نصنع وقاية ومناعة لدى شبابنا ضد هذا الفكر. وقال إنّ رباب الإرهاب والفكر لديهم عنصر المفاجأة، حيث إنّهم يمثلون خلايا عنقودية متناثرة لا يجمعها ولا يوحد بينها إلاّ الفكر الضال، والحقد، والكره على هذه البلاد، ومحاولة العمل على زوال نعمة الأمن التي نعيشها، وكذلك رغد العيش الذي يتمتع به الشعب السعودي، حيث إنّ «كل ذي نعمة محسود «، لافتاً إلى أنّ رجال الأمن يؤدون دورهم بطريقة أكثر من رائعة، ولكن من المستحيل والصعب جداً أن تجعلهم على أهبة القتال على مدار اللحظة؛ لأنّهم يعيشون في مجتمع آمن ومستقر، والحالات الإرهابية نادرة وشاذة، بل وغير متوقعة، كما أنّ حدود المملكة متباعدة ومترامية الأطراف؛ لذلك قد يفاجأون بحادث إرهابي. وأضاف أنّه لا نتوقع من رجال الأمن المزيد؛ لأنّهم على درجة كافية من الكفاءة والتدريب والتسليح، ولكن يجب أن نعترف أن هناك جانباً من عنصر المفاجأة، وهذا يحصل في كل بقاع العالم، كأن يكون هناك أحسن قائد مركبة ملتزم بقواعد السير، ثم يفاجأ بشاب مراهق في الطريق، فهل نصف هذا الرجل العاقل بأنه لا يعرف القيادة؟، كما يثبت هذا أيضاً أنّ حرب ومواجهة الإرهاب يجب أن تكون فكرية بقدر ما تكون أمنية. وأشار إلى إننا أمام هذا الواقع نقدر كذلك الجهود الكبيرة والمتكاملة التي تبذلها جميع الأجهزة الأمنية، والتنسيق فيما بينها تحت قيادة فارسها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، ولكن هذه الجهود مع روعتها وتكاملها وتناسقها تحتاج إلى جهود داعمة من المواطنين أنفسهم، مستشهداً بما قاله صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- أنّ المواطن هو رجل الأمن الأول. الوفاء لرجل الأمن ولفت «د.عبدالعزيز حمود المشيقح « -عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم- إلى أنّ تقدم الأمم يقاس من خلال معاييرها الأمنية، ومن أهم تلك المعاير القائمين على هذه الجوانب، من خلال فئة مدربة تدريب متميز، دأبهم وهدفهم حماية الوطن ومواطنيه ومقدراته، وتتجلى هذه الصفات بصفة مباشرة في رجال الأمن في كل دولة، وكل تلك الصفات يستشعرها رجل الأمن السعودي المنطلق من عقيدته الدينية، مبيّناً أنّه يتوجب على كل مواطن غيور على دينه ووطنه أن يستشعر قيمة هذا الرجل، ومسؤولياته المنوطة به للدفاع عنه والذود عن عرضه، وقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «لأن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون على الله من أن يراق دم امرئ مسلم»، وفي رواية: «لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم». وأضاف أنّه يجب أن يغرس المواطن كل القيم السامية لدى كافة أفراد أسرته بتقدير مسؤولية رجل الأمن ومهمته العظيمة، والتضحيات التي يبذلها، سواء على حدود الوطن أو داخله، ويجب أن يستشعر فداحة ما يتعرض له رجال الأمن كافة، خصوصاً حرس الحدود، الذين يسهرون ليل نهار لمراقبة ومتابعة كل إرهابي، وتاجر مخدرات، ومن يريد العبث بأمن هذا الوطن، مؤكّداً أنّ رجال الأمن -خاصةً المرابطين- على الحدود هم أكثر الناس عرضة للغدر والبغي من عصابات الإجرام التي تضمر الشر لهذا الوطن ورجاله. رجال الأمن اكتسبوا خبرة ميدانية في مواجهة الإرهابيين وأشار إلى أنّ كل دول العالم تعمل كل التدابير الأمنية على حدودها ومع ذلك تتم الاختراقات، من هذا المنطلق يجب أن نستشعر شجاعة وبسالة رجال الحدود الذين يجب أن نخصص لهم جل الدعاء بالتوفيق والنصرة والتراحم على من فقد منهم، مشدداً على ضرورة أن يستشعر المجتمع عظم ما يحدث لرجال الأمن، وأن يقدر المسؤولية المنوطة بوزارة الداخلية بقيادة وزيرها القائد المحنك صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ورجاله المخلصين، خصوصاً فيما يتعلق بتطوير حماية المنافذ والحدود بأحدث التقنيات الأمنية المستخدمة في أرقى دول العالم؛ لحفظ وسلامة حدود الوطن مهما تمادى أصحاب الغي والضلال، ورغم اتساع وامتداد هذه الحدود خاصة المجاورة لمناطق الصراع الملتهبة. حياة مستقرة وأوضح «عبدالله العياف» أنّ الأمن واستتبابه والعمل من أجل تحقيقه هدف رئيس لدى الجهات المختصة والمعنية، مبيّناً أنّه إذا نظرنا إلى معظم الدول العربية المحيطة بنا وكذلك الدول الأبعد فإننا نجد عدم الاستقرار، وذلك نتيجة عدم توفر الأمن وعدم وجود الإرادة والقدرة في فرضه وبسطه، بينما نحن نعيش حياة مستقرة، حيث إننا قد أمنّا على أرواحنا وممتلكاتنا، وقد شهد بذلك القريب والبعيد والصديق والعدو، رغم أننا نعيش وسط دول الصراع، وما ترتب على ذلك من وجود منظمات وجهات تستهدف أمن هذا الوطن، وذلك كله بفضل الله ثم بفضل توجيهات قيادتنا الرشيدة ووعي رجال الأمن. وأضاف أنّ وزارة الداخلية المعنية باستتباب الأمن الداخلي وعلى الثغور تواجه أي اعتداء يستهدف الوطن، وقد حرصت ممثلة بكافة قطاعاتها على تدريب رجال الأمن، وبذل الغالي والنفيس من أجل إعدادهم وتجهيزهم بأحدث التقنيات ووسائل الحماية الأمنية، لافتاً إلى أنّ سمو وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف قد عمل بكل جد وإخلاص على بناء جهاز أمني قادر على مواجهة كل من تسول له نفسه العبث بأمن هذا الوطن واستقراره، ومن هنا نجد أنّ رجال الأمن على الحدود وداخل الوطن كانوا الدروع والصدور التي تحملت الضربة الأولى من عناصر البغي والتطرف والإرهاب. كفاءة رجال الأمن أظهرت قوة وبسالة في مواجهة الإرهاب