قال مسؤولون أفغان امس إن القوة الاجنبية التي يقودها حلف شمال الاطلسي في افغانستان قتلت عن طريق الخطأ ثلاثة مدنيين في ضربة جوية قبل أقل من اسبوع من الموعد المقرر لانسحاب معظم القوات الاجنبية من البلاد في نهاية مهمة استمرت 13 عاما. وظل قتل المدنيين عن طريق الخطأ في ضربات جوية مصدر غضب طيلة مهمة القوة ويؤدي بين الحين والآخر الى توتر العلاقات بين القوة التي يقودها الحلف والحكومة الافغانية. وقال مسؤولون اقليميون إن هذا الحادث وقع أول أمس الجمعة باقليم لوجار الى الجنوب مباشرة من العاصمة كابول وراح ضحيته بدو رحل كانوا يخوضون نزاعا على الارض. وقال مسؤولون إن سلطات المنطقة كانت تتفاوض بشأن وقف لاطلاق النار الا ان قوة المعاونة الأمنية الدولية (ايساف) ظنت ان هؤلاء البدو متمردون يعدون العدة لشن هجوم. وقال عبد الحكيم اسحقزاي قائد الشرطة في لوجار "شنت ايساف ضربة جوية قتلت ثلاثة اشخاص واصابت اثنين". وقال إن من الشائع بين سكان البادية -الذين يتنقلون في أنحاء البلاد ومعهم قطعان من الماشية- حمل اسلحة كما تشيع بينهم الخلافات على أراضي الرعي. وقال "كان الذين قتلوا داخل منزل". ولم ترد قوة الحلف على الفور على طلبات للتعليق واكتفت بالقول إنها ستصدر بيانا في وقت لاحق.وقالت الاممالمتحدة إن 3188 مدنيا على الاقل قتلوا في افغانستان عام 2014 بارتفاع نسبته 20 في المئة تقريبا عن العام السابق وهو الاعلى منذ بدأت المنظمة الدولية تسجيل اعداد القتلى عام 2009. الى ذلك أعرب نائب قائد قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) عن اعتقاده بأن القوات الدولية حققت أهدافها في أفغانستان وذلك على الرغم من استمرار العنف في البلاد. وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية قال الجنرال الألماني كارستن ياكوبزون: "ما كتب لإيساف في كتاب التكليفات تم تحقيقه". يذكر أن مهمة القوات الدولية في أفغانستان المستمرة منذ 13 عاما سيتم إنهاؤها خلال مراسم احتفالية في العاصمة الأفغانية كابول اليوم الأحد. وأضاف ياكوبزون أن هدف إيساف كان يتمثل في إتاحة الفرصة لتشكيل حكومة أفغانية وبناء قوات مسلحة وطنية وتسليم مسؤولية الأمن إلى هذه القوات:"وهذا التكليف لإيساف تحقق بنسبة 100%". ومن المنتظر أن يصبح ياكوبزون مستقبلا نائب قائد مهمة "الدعم الحازم" التي سيشارك فيها نحو 12 ألف جندي غالبيتهم أمريكيون فيما سيصل عدد الجنود الألمان المشاركين في هذه المهمة إلى 850 جنديا.