في بداية فيلم (Still Alice) أو "مازلت أليس" تبدو الأستاذة بجامعة كولومبيا التي تؤدي دورها الممثلة جوليان مور نموذجا لصحة الإنسان وهي تؤدي رياضتها المعتادة جريا عبر ممرات حرم الجامعة إلى أن تدرك أنها تائهة. وتشي اختلاجات خفيفة في عضلات وجهها الشاحب بالذعر الذي اجتاح عقلها. غير أن هذه المعاناة ليست شيئا يذكر إذا ما قورنت بما ينتظر أليس نفسها وجمهور المشاهدين. ففي سن الخمسين يشخص الأطباء حالة الاستاذة اللامعة الجميلة صاحبة الشعر الأحمر ويقررون أنها مصابة بمرض الزهايمر. ويتابع الجمهور ذبولها المروع عن قرب. حاز أداء مور (54 عاما) على إشادة النقاد وربما يجلب لها أول جائزة أوسكار في مسيرتها الفنية. ففي الأسبوع الماضي رشحت لجائزة أفضل ممثلة في مجال الدراما بجوائز غولدن غلوب عن دورها في فيلم "مازلت أليس" وفي الأفلام الكوميدية والموسيقية عن دورها في فيلم "خرائط إلى النجوم" (Maps to the Stars) وهي من المرات النادرة التي ترشح فيها ممثلة لجوائز في فئتين. وقالت مور التي رشحت أربع مرات لجوائز الأوسكار "في الواقع غمرني شعور بالإثارة لفرصة أداء هذا الدور وهذا الفيلم لأنني لم أر من قبل قط تصويرا ذاتيا للزهايمر." وأضافت "بصفة عامة عندما ترى هذه القصص فهي من وجهة نظر من يرعى المريض أو فرد من أفراد الأسرة. ولذلك فرض القيام بهذه الرحلة من الداخل نفسه في واقع الأمر." وفي الفيلم يقوم المشاهد برحلة داخلها ويعرف عنها أكثر مما يعرف زوجها الذي يلعب دوره الممثل أليك بولدوين وأكثر مما تعرفه ابنتها ليديا المنفلتة التي تعود للبيت للاعتناء بأمها وتؤدي كريستن ستيوارت دورها. ومن المعروف عن مور أنها لا تترك شاردة ولا واردة في دراسة الشخصيات التي تؤديها وهذه من الخصال التي حققت لها الفوز بجائزة إيمي لأدائها شخصية سارة بيلن التي كانت مرشحة لمنصب نائب الرئيس مع السيناتور جون مكين عندما كان يخوض الانتخابات الرئاسية عن الحزب الجمهوري. وأثناء الاعداد لفيلم أليس قالت للمخرجين ريتشارد جليتزر ووش وستمورلاند إنها لن تؤدي أي شيء لم تشاهده بنفسها أثناء عملها مع المرضى المصابين بالزهايمر. ولجأ المخرجان إلى مور صديقتهما القديمة على الفور عقب قراءة رواية "مازلت أليس" للمؤلفة ليزا جينوفا. وقال وستمورلاند "كنا نعرف أنها ستتمكن من اتقان النقلات الصعبة وتصور الذكاء الشديد والمشاعر المجردة المصاحبة للنهاية."