أكد معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عضو هيئة كبار العلماء الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي أن المملكة العربية السعودية لها خصوصياتها التي تختلف عن بقية دول العالم، وذلك بما حباها الله من وجود بلاد الحرمين الشريفين مؤكدا أن جميع دول العالم تقدر هذه الخصوصية التي جعلتها بعيدة عن الكثير من المشاكل التي يعاني منها كثير من دول العالم. وقال التركي خلال لقائه المفتوح مع طلاب وطالبات جامعة حائل امس إن النظام الإسلامي مستمد من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن القوانين والتشريعات في المملكة لا تخرج عن هذين المصدرين. وعن أسباب انتشار الفتن والطائفية والأحزاب في الدول المجاورة، وبين التركي ان هذا يتلخص بالبعد عن الشأن الإسلامي في التشريعات وقيام بعض قوانينها على قوانين مستمدة من مصادر بعيدة عن الشريعة الإسلامية، وهذا أمر سبب التطرف بين أبناء تلك الدول وخلق النزاعات التي ترك أثرها الجهل في الدين، والأخذ بثقافة أجنبية تعارض الشريعة الإسلامية مشيرا إلى أن الخلاف وارد في جميع فئات المجتمع سواء دول أو مجتمعات، إلا أنه لا يجب أن يصل في بعضها إلى التفرقة وفق الطائفية والحزبية التي تؤدي إلى الخروج عن طاعة ولي الأمر. وذكر التركي في لقائه ان التمسك بالدين لا يعني الوسطية ما لم يكن مقرونا بفكر إسلامي مبني على وعي ناضج، وعن دور الجامعات في التحذير من التطرف والإرهاب، أكد التركي أن الجامعة أهم بيئة تحصن الشباب من التطرف وتنقل الصورة المتكاملة عن الدين، فيما يتطلب من الجامعات تأهيل الشاب وتخريجه مواطنا صالحا يعمل على ربط تخصصه في مصلحة تطور وطنه مع الحفاظ على التقاليد الدينية التي تسير وفق تعليمات الشريعة الإسلامية. وأكد التركي أن الحوار والتحاور مع الآخرين مطلب ملح، مع الحفاظ وعدم التراجع عن القيم الإسلامية التي لا تتعارض مع التطور في شتى المجالات، معيدا للذاكرة أن العالم الإسلامي بدوله التي سارت وفق تعليماته، كانت مصدرا للعلم في ظل تقدمها وعدم خروجها عن تعليمات دينها، وشدّد التركي على أهمية التحقق مما يرد في وسائل التواصل وتتبع مصادرها وعدم البناء على الرأي الشخصي أو عدم معرفة ما هو العائد الذي يفيد أبناء هذا الوطن ويترتب عليه تطورهم وفقا لتعاليم دينهم، وأنكر التركي على بعض تلك الوسائل الإعلامية والقنوات الفضائية التي تُدار من قِبل جهات أو أفراد معروف توجههم ومقاصدهم، مشددا على عدم استقبال كثير مما يبثونه إلا بعد الرجوع للمفتي أو هيئة كبار العلماء في هذه البلاد. وفي ختام اللقاء أكد التركي أن الدين الإسلامي هو المستهدف الأول من ذلك التطرف الإقليمي أو العالمي أو ما يسمونه ب "الإسلام البديل"، مشددا على عدم التعاطف مع من يروج لذلك التطرف، بل يجب الوقوف ضده والتعاطف مع من يعود منه تائبا، وأكد التركي ردا على سؤال عن أهم الطرق الصحيحة للعلم الشرعي أن التواصل مع أهل العلم ودراسة العلم في كلياته المتخصصة في جامعة المملكة والبحث عن الكتب والدراسات الموثوقة أهم طرق تعلم العلم الشرعي. وتأتي هذه الزيارة ضمن برنامج القيم العليا للإسلام ونبذه التطرف والإرهاب، والذي تشرف عليه الأمانة العامة لهيئة كِبار العلماء؛ حيث تعد هذه الزيارة هي الخامسة خلال الشهر الحالي لأحد أعضاء هيئة كِبار العلماء لمنطقة من مناطق المملكة، سبقتها زيارة المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كِبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، إلى المدينة المنوّرة، وزيارة الشيخ عبدالله المطلق إلى المنطقة الشرقية، وزيارة الشيخ الدكتور عبدالكريم الخضير، إلى محافظة ينبع، وزيارة الشيخ الدكتور على بن عباس حكمي، إلى منطقة نجران. الى ذلك استقبل معالي مدير جامعة حائل الدكتور خليل بن ابراهيم البراهيم، معالي الدكتور عبدالله التركي في مكتبه بالجامعة وكان في استقباله وكلاء وعمداء الجامعة، حيث تأتي الزيارة ضمن برنامج زيارة الشيخ التركي لمنطقة حائل. كما ألقى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي امس محاضرة لمنسوبي كتيبة مكافحة الشغب 111 بالحرس الوطني بحائل ضمن برنامج القيم العليا للإسلام ونبذه التطرف والإرهاب الذي تتبناه الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بحضور مساعد رئيس الكتيبة العميد خالد بن مبارك القحطاني تحدث فيها عن دور المواطن ورجل الأمن في حفظ الأمن، كما تحدث عن الإرهاب والتطرف وآثاره على أمن الوطن والمجتمع، حاثاً الجميع على عدم الاستماع والالتفات إلى ما يزرع الفرقة بين المواطنين والتكاتف والحفاظ على الوطن وأهمية السمع والطاعة لولاة الأمر. وقال: إن نهج الحكومة الرشيدة مبني على الكتاب والسنّة، منوّهاً بما يقدمه خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد للوطن والمواطنين، مشيدا بدور العلماء في هذا الوطن وحرصهم على ما فيه خير الجميع، بعد ذلك أجاب معاليه على أسئلة الحضور. بعد ذلك قدّم العميد المبارك شكره لمعالي الدكتور التركي على هذه المحاضرة القيّمة والتي سيستفيد منها بإذن الله منسوبو الكتيبة.