استقبل مدير جامعة حائل الدكتور خليل بن إبراهيم البراهيم، الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي عضو هيئة كبار العلماء وأمين عام رابطة العالم الإسلامي، في مكتبه بالجامعة صباح اليوم، وكان في استقباله وكلاء وعمداء الجامعة، وذلك ضمن برنامج زيارة الشيخ التركي لمنطقة حائل. وانتقل الجميع إلى مركز المؤتمرات في المدينة الجامعية، حيث الندوة التي قدمها الشيخ التركي لطلاب الجامعة والطالبات عبر الدائرة التلفزيونية، والتي بدأت بآيات من الذكر الحكيم، ثم ارتجل مدير الجامعة كلمة شكر فيها الشيخ التركي على تشريفه للجامعة، وأشاد بمبادرات هيئة كبار العلماء التي سيعود نفعها على العباد والبلاد، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة تكاتف الجميع في بلادنا للوقف ضد موجات التطرف.
وعرّف مدير الندوة الدكتور عبد العزيز الغسلان عميد كلية الشريعة والقانون في جامعة حائل، بالضيف وذكر سيرته المهنية والدعوية، قبل أن يترك المجال للدكتور التركي، الذي قال: "المملكة العربية السعودية لها خصوصياتها التي تختلف عن بقية دول العالم، وذلك بما حباها الله من وجود الحرمين الشريفين، مؤكداً أن جميع دول العالم تقدر هذه الخصوصية التي جعلتها بعيدة عن الكثير من المشاكل التي يعاني منها كثير من دول العالم".
وأضاف التركي: "النظام الإسلامي مستمد من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن القوانين والتشريعات في المملكة لا تخرج عن هذين المصدرين".
وعن أسباب انتشار الفتن والطائفية والأحزاب في الدول المجاورة، قال الشيخ التركي: "هذا الأمر يتلخص بالبعد عن الشأن الإسلامي في التشريعات وقيام بعض قوانينها على قوانين مستمدة من مصادر بعيدة عن الشريعة الإسلامية، وهذا أمر سبب التطرف بين أبناء تلك الدول وخلق النزاعات التي ترك أثرها الجهل في الدين، والأخذ بثقافة أجنبية تعارض الشريعة الإسلامية".
وأضاف: "الخلاف وارد في جميع فئات المجتمع سواء دول أو مجتمعات، إلا أنه لا يجب أن يصل في بعضها إلى التفرقة وفق الطائفية والحزبية التي تؤدي إلى الخروج عن طاعة ولي الأمر".
وأردف: "التمسك في الدين لا يعني الوسطية ما لم يكن مقرونا بفكر إسلامي مبني على وعي ناضج".
وبخصوص دور الجامعات في التحذير من التطرف والإرهاب، أكد التركي أن الجامعة أهم بيئة تحصن الشباب من التطرف وتنقل الصورة المتكاملة عن الدين، فيما يتطلب من الجامعات تأهيل الشاب وتخريجه مواطناً صالحاً يعمل على ربط تخصصه في مصلحة تطور وطنه مع الحفاظ على التقاليد الدينية التي تسير وفق تعليمات الشريعة الإسلامية.
وقال: "الحوار والتحاور مع الآخرين مطلب ملح، مع الحفاظ وعدم التراجع عن القيم الإسلامية التي لا تتعارض مع التطور في شتى المجالات، والعالم الإسلامي بدوله التي سارت وفق تعليماته، كان مصدراً للعلم في ظل تقدمها وعدم خروجها عن تعليمات دينها".
وشدّد التركي على أهمية التحقق مما يرد في وسائل التواصل وتتبع مصادرها وعدم البناء على الرأي الشخصي أو عدم معرفة ما هو العائد الذي يفيد أبناء هذا الوطن ويترتب عليه تطورهم وفقا لتعاليم دينهم.
وأنكر على بعض تلك الوسائل الإعلامية والقنوات الفضائية التي تدار من قِبل جهات أو أفراد معروف توجههم ومقاصدهم، مشددا على عدم استقبال كثيرا مما يبثونه إلا بعد الرجوع للمفتي أو هيئة كبار العلماء في هذه البلاد.
وفي ختام محاضرته؛ قال التركي: "الدين الإسلامي هو المستهدف الأول من ذلك التطرف الإقليمي أو العالمي أو ما يسمونه ب "الإسلام البديل".
وشدد على ضرورة عدم التعاطف مع من يروج لذلك التطرف، بل يجب الوقوف ضده والتعاطف مع من يعود منه تائبا.
وقال ردا على سؤال عن أهم الطرق الصحيحة للعلم الشرعي: "التواصل مع أهل العلم ودراسة العلم في كلياته المتخصصة في جامعة المملكة والبحث عن الكتب والدراسات الموثوقة أهم طرق تعلم العلم الشرعي".
تأتي هذه الزيارة ضمن برنامج القيم العليا للإسلام ونبذه التطرف والإرهاب، والذي تشرف عليه الأمانة العامة لهيئة كِبار العلماء.
وتعد هذه الزيارة هي الخامسة خلال الشهر الحالي لأحد أعضاء هيئة كِبار العلماء لمنطقة من مناطق المملكة، حيث سبقتها زيارة المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كِبار العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، إلى المدينة المنوّرة، وزيارة الشيخ عبد الله المطلق إلى المنطقة الشرقية، وزيارة الشيخ الدكتور عبد الكريم الخضير، إلى محافظة ينبع، وزيارة الشيخ الدكتور على بن عباس حكمي، إلى منطقة نجران.