كشف المستشار الاقتصادي والخبير المصرفي فضل البوعينين عن حدوث عمليات اختراق منظمة ومتطورة حاليا لبعض حسابات عملاء البنوك في السعودية. وقال البوعينين إن البنوك لم تستطع إيقاف هذه الاختراقات ولم تحذر منها، مبينا أنه غير متفاجئ من عدم استطاعة بعض البنوك تتبع عمليات الاختراق، واصفا البنوك بأنها أضعف من أن تعالج مشكلات برنامج وورد. وأضاف أنه لن يتفاجأ أيضاً من نفي لجنة التوعية التابعة للبنوك لعمليات الاختراق، مشيرا إلى أن النفي أسهل طرق الهروب من المواجهة. وقال إن المخترقين تمكنوا من إعادة توجيه رسائل الأرقام السرية المؤقتة إلى جوالات أخرى وبالتالي إدارة الحساب، مشيرا إلى وجود حسابات وسيطة في عدة بنوك استغلت لتلقي الأموال المختلسة وإعادة تحويلها للخارج. وبين أن عملية الاختراق تعتمد على "الاختراق المزدوج" لحساب العميل ولهاتفه، من خلال برنامج حماية وهمي، قائلا: "عند دخول العميل صفحة البنك الرسمية على الإنترنت يتفاجأ بطلب البنك (طلب مخترق) تنزيل برنامج حماية، البرنامج يحمل شعار البنك ونفس أيقوناته وأسلوبه في طلب المعلومات الأساسية ما يعطي الشعور بالأمان للعميل، يدخل العميل المعلومات المطلوبة ومن ضمنها رقم الجوال، فيقوم البرنامج بالاختراق وتحويل رسائل الجوال إلى جوال آخر. يقوم المخترق بإضافة أرقام مستفيدين ومن ثم تفعيلها هاتفياً، بأرقام سرية مؤقتة يتلقاها الجوال البديل دون علم العميل، ويتم تحويل مبالغ من الحساب المخترق إلى حسابات أخرى في بنوك محلية ومن ثم يعاد تحويلها للخارج أو سحبها من الصراف". وطالب البوعينين بتدخل مؤسسة النقد السعودي "ساما" لقياس الخطر أولا ومعالجته وحماية العملاء. مشددا على أنه لو كان له من الأمر شيء لحمل البنوك جميع الخسائر لتقاعسها في أنظمة الحماية.