تسبب مقال كتبه الكاتب قينان الغامدي في أن يقدم أعتذاره لكل من الأميرة سارة بنت خالد بن مساعد حرم الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز والأميرة لولوه الأحمد السديري حرم الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز وذلك بعد أن أستعرض فيه علاقته الشخصية بالأمير فيصل بن سلمان وأستخف دمه " كما يقول " ، أعتذار قينان ختمه بهجوم على معارف الأميرتين بقوله ( يعانين من سُقمٍ في الفهم، أو خُبثٍ في الطَّويَّة لأقول لهن: يا صويحبات يوسف!!، معروفات ومكشوفات، فاستحِينَ من الله ثم من أنفسِكُنَّ؛ هذا الفعل عيبٌ وحرام ) وإلى القراء الأعزاء مقال الإعتذار والمقال المسبب له . اعتذار للأميرتين «سارة، ولولوه»: يا صويحبات يوسف، هذا عيب وحرام في مثل هذا اليوم – الخميس الماضي – كتبت هنا مقالاً أستخفُّ دمي فيه، وأستعرض علاقاتي الشخصية بالأمير فيصل بن سلمان، الذي أصبح أميراً للمدينة المنورة، بينما – نحن الصحفيين – مازلنا نتعامل معه على أساس أنه زميلُنا «رئيس مجلس إدارة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق»، إلى أن يؤدِّيَ القَسَمَ ويباشر في إمارة المدينةالمنورة. المقال تضمَّن عدة مداعبات للأمير «مزح يعني»، ومن ضمن ذاك «المزح الثقيل مع الأسف» أنني قلت: إن الأمير عبدالعزيز بن سلمان « شقيقه الأكبر»، «يمكن يفعلها!»، أقصد «زواج المسيار»، والموضوع كله «هذر في هذر»، فهو ليس جادًّا عندي ولاعند كثير ممن قرأوه، لكن زوجتي كانت أول من اعترض على المقال قبل نشره، فهي أحياناً تقرأ بعض مقالاتي قبل نشرها، خاصة حين أكتبها في المنزل، قلت لها: لماذا تعارضين نشره؟، قالت: لاتمزحْ مع أيِّ رجلٍ بهذه الطريقة أمام زوجته؛ فهي تغار عليه وتصدق فيه، لاسيما إذا كانت تحبُّه. قلت: يا صالحة، هداكِ الله، الأميرتان «سارة بنت خالد بن مساعد» أم «سلطانة، سلمان، وخالد بن عبدالعزيز بن سلمان» و»لولوه الأحمد السديري أم فهد وأحمد بن فيصل بن سلمان»، أميرتان لقباً وفعلاً، فهما سيدتان فاضلتان متعلمتان تعليماً رفيع المستوى، ولا يمكن أن يشكَّا لحظة واحدة في أن هذا «مزاح وهذر». قالت: كلامك صحيح مائة في المائة، لكنهما مع كل هذا التعليم والوعي؛ فهما امرأتان وتعيشان في وسط نسائي، وهو وسط مستفز، وستتعرض الأميرتان لأسئلة وشائعات ممن يصطَدْنَ في مثل هذه الأمور لتعكير صفو النَّاس، وممن يُحبِبْنَ أن يمزحْنَ معهما مثلك مع الأميرين، ولكن بطريقة «مزح ورزح»، أنا أمرأة وقد تعرضت بسببك لمواقف من هذا النوع، وبعضُها أفقدني عقلي، وأنت تعرفُها، فالغَيرة عمياء. ومع هذا كله، فقد تجاوزت اعتراض «أم عبدالله»، ونشرت المقال، ومع الأسف الشديد حدث ماتوقعتْه زوجتي، فقد انهالت على الأميرتين الكريمتين رسائل الجوال، والاتصالات، من الصديقات، والمعارف، والصائدات في النيات والأسرار، ومع أن المقال واضح وضوح الشمس أن هدفه تصحيح معلومات خاطئة متداولة في الإنترنت مع قليل من «الهذر والمزح»، إلا أنَّ كثيراً من النساء إما أنَّهنَّ لا يفهمْنَ فعلاً، وإما أنهن خبيثاتٌ فعلاً، حيث كن يوجِّهْن أسئلة للأميرتين، من نوع «هل صحيح الأمير متزوج مسيار؟!!» وهل «أنت يا أميرة كنت تعلمين؟، أم أنك فوجئت مثلنا؟!»، و»هل أولادك يعرفون أخاهم؟!» و»هل زوجته المسيار في الرياض ولاّ وين؟! ومتى يروح لها؟!»، و»ليش يتزوج عليك؟!»، و»الله يعينك بالصبر!!»، و»لازم تصارحينه وتفضحينه!!»، و»ليه يسوِّي كذا هو بيلقى أحسن منك!!» و.... و ....، ومن هذا النوع الذي جزم صاحباته أن الأمير متزوج «مسياراً»، وهنَّ فقط يسألن عن الملابسات والنتائج، أما المحترفات في «دس السمِّ العائليِّ داخل النصيحة الهامسة المتظاهرة بالود الخالص»؛ فإنهن لم يسألْنَ عن الملابسات والنتائج، بل من باب النصح القائم على خبرةٍ ذهبْنَ أبعدَ من ذلك، من نوع «خليك ساكتة وراقبي جواله!! ودققي في ملابسه إذا رجع البيت، وشوفي متى وإلى أين يسافر، وخلي حد يراقبه!! أنا – ياوخيتي- ما أبيك تهدمين بيتك، والله العظيم!! بس أبيك تمسكينه بجريمته، وتخلينه يطلقها، ويادارنا ما دخلك شر، وبينك وبينه، بس علميني أساعدك!!، عيالك لا يدرون هالحين بقصة أخوهم، إذا كبروا بيعرفون!! وترى فلانة تقول.... وفلانة تقول.... لكن ماعليك منهم، تراهن يغرن منك!!» و.... و....، وهات يا أوهام ويا أكاذيب ويا رغبات مكبوتة متطلعة إلى خراب البيوت، بل إن الأميرتين كلما نفيتا الموضوع من أصله، وأوضحتا أنه «هذر ومزح»، كلما اشتدت الغارات عليهما، بهدف تأليبهما على الأميرين وتشكيكهما فيهما، من باب «لا دخان من غير نار، ويا خبر اليوم بفلوس بكره بلاش!!»، ومن هذا «الوحل النسائي» الذي يدلُّ على وباءٍ في الفهم والفعل والأخلاق والسلوك. عندما علمت بما حدث لم أزد على أن قلت: حسبنا الله ونعم الوكيل. ثم قررت أن أكتب هذا المقال اعتذاراً للأميرتين الكريمتين «أم سلطانة، وأم فهد»، وإيضاحاً لمن يعانين من سُقمٍ في الفهم، أو خُبثٍ في الطَّويَّة لأقول لهن: يا صويحبات يوسف!!، معروفات ومكشوفات، فاستحِينَ من الله ثم من أنفسِكُنَّ؛ هذا الفعل عيبٌ وحرام. وهنا المقال الذي أوقع قينان في المشكلة (( «فيصل بن سلمان» وزواج «المسيار» )) عندما تزوج الأمير فيصل بن سلمان، أمير المدينةالمنورة «الجديد» – قبل نحو عشرين أو ثلاثين سنة !!! – تكرَّم فدعاني، لكني لم أحضر احتجاجاً على بخل الأمير أولاً؛ فالدعوة وصلت بدون تذكرة طيران ولا حجز فندق، وأنا في جدة تلك الأيام، والزواج في الرياض، وثانياً لأن «كرت» الدعوة لم يتضمَّن اسم الأميرة «العروس»، وكأنه «عورة»، أو كأنها لا نصيب لها في الفرح، مع أنها النصف الآخر للمناسبة، ولسبب ثالث لا أتذكره الآن بعد أن مرَّ على المناسبة نحو ست سنوات تقريباً، وكتبت يومها مقالاً في صحيفة «الوطن» التي كنت أكتب فيها يومياً تحت عنوان «تهنئة للزميل فيصل بن سلمان: على قلقٍ كأنَّ الريحَ تحتِي». الذي أعرفه أنَّ ثمرة هذا الزواج السعيد طفلان «أميران صغيران» هما:فهد وأحمد لكن سيرة الأمير الذاتية التي نشرناها في «الشرق» يوم الثلاثاء الماضي بمناسبة تعيينه نصَّت على أن عنده ابناً ثالثاً اسمه «خالد»، ولأنني لا أعرف أنه تزوج مرة ثانية «علناً» قلت في نفسي: عملها الأمير فيصل دون أن تدري الأميرة «أم فهد»، لابد أنه تزوج «مسياراً» أو «مسفاراً»؛ نظراً لكثرة أسفاره التي أشرتُ إليها في مقالي القديم بقولي «على قلقٍ كأنَّ الريحَ تحتي» لأنبِّه عروسه – آنذاك – إلى ضرورة أن تتحلى بالصبر، ولهذا قلتُ في نفسي «عملها الأمير» ووقعت الفأس في الرأس! اتصل الأمير فيصل بن سلمان ظهر الثلاثاء الماضي من خارج المملكة مفزوعاً غاضباً، وقال: من أين أتيتم لي ب «خالد» هذا؟!!، حرام عليكم، هل هذه هي الدقة والموضوعية و..... و ...... !! وهو على حقٍّ في غضبته، وقد كان يتحدث معي بالصفتين، بصفته الإعلامية التي مازال فيها حتى الآن «رئيساً لمجلس الشركة السعودية للأبحاث والنشر»، وبصفته أميراً للمدينة المنورة منذ يوم الثلاثاء الماضي، مع أنه لم يؤدِّ القَسَم حتى الآن، فخشيت من غَضبتِه، واستمهلتُه لأبحث عن مصدر معلوماتِنا، ورجوته ألَّا يبلغ سموَّ الأمير سلمان «والده ووالدي»؛ فغضبة الوالد صعبة، وقد تضطرني أن أسافر إلى الرياض. عدت لمصدر المعلومة فوجدته موقعاً على «الإنترنت» يقدم سيراً ذاتية للأمراء، فعدت للأمير فرحاً، وقلت له: لا تغضب، هذا هو الموقع وهذا رابطه، فضحك وقال: أعرفه، وهذا غير معتمَد، ولو دققت فيه لوجدت أن أخي «الأمير عبدالعزيز» عنده ابن ثالث، بينما هو – كما تعلم – لديه ابنان وبنت فقط، قلت: أمَّا «الأمير عبدالعزيز» فيعملها! ربما لديه زوجة أخرى وأنت لا تعلم! وضحكنا، وانتهت المشكلة. الآن أتساءل بجديَّة: مِن أين نستقي المعلومات الدقيقة عن الأمراء والأميرات، والوزراء والوزيرات، وأعضاء وعضوات الشورى وغيرهم؟، طالما أن مواقع «النت» غير دقيقة، وغير موثوق فيها، حتى موسوعة «ويكبيديا» غير دقيقة، فماذا تفعل وسائل الإعلام ؟ إن المأمول أن تقوم دارة الملك عبدالعزيز بتولِّي أمر الأسرة المالكة، فتضع السير الذاتية الدقيقة للأمراء والأميرات كلها. آباءً وأمهاتٍ، وأبناءً وبناتٍ، وأحفاداً وحفيداتٍ، وتجعلها في موقع منظَّم يسهل الرجوع إليه، خاصة أبناء وبنات الملك عبدالعزيز وأولادهم وأحفادهم، ثم بقية أبناء الأسرة الكريمة، وأن يفعل ديوان مجلس الوزراء مثل ذلك للوزراء ومَن في مرتبة وزير، ومثل ذلك يفعله مجلس الشورى، وهكذا الوزارات... إلخ. إذ إنه لا سبيل لقتل المعلومة الخطأ إلا بإحياء الصحيحة وتسهيل الوصول إليها، وبدون هذا، ستظل وسائل الإعلام مع السرعة تنشر أو تعلن معلومات خاطئة، وأمراؤنا ووزراؤنا ومسؤولونا كلهم يغضبون – ومعهم حق – لكنهم لا يعالجون الأمر حين يزول غضبهم، ونحن سنظل ننشر ونعلن، ومعنا حق، ولن نغضب ولن نخاف، سنستمر على هذا المنوال في نشر المعلومات الخطأ إلى أن يدرك كبار المسؤولين أنهم هم السبب؛ لأن إتاحة المعلومات عند كثيرين منهم مازال عصياً، ويبدو أن المشكلة ليست في المعلومات وإمكانية إتاحتها منظَّمةً لمن شاء، المشكلة الأولى العصيَّة هي في فهم أهمية هذا الأمر في زمن ثورة الفضاء والاتصالات والشائعات والأكاذيب، والأخطار التي أهمها «الجهل»، سواءً كان بسيطاً أو مركباً، فكلاهما خطأ بنسب متفاوتة.