ذكرت صحيفة (صنداي تليجراف) الأحد أن "حزب الله" اللبناني - الذي يُعد من أشد مؤيدي نظام بشار الأسد - يخوض الآن نقاشًا مريرًا حول ما إذا كان الوقت حان لتغيير المسار. وقالت: إن "حزب الله" احتاج إلى مساعدة سوريا لكي يصبح القوة الكبرى في السياسة اللبنانية، واعتمد دائمًا على دعم نظامها، وقام شيعة لبنان في المقابل وفي وقت الحاجة بإظهار ولائهم لنظام الأسد ومده بالدعم اللوجستي والمعنوي، وحتى إرسال مقاتلين للمشاركة في الحرب ضد المسلحين في سوريا. وأضافت الصحيفة أنها حصلت على معلومات "تفيد بأن نقاشات سرية تدور داخل صفوف "حزب الله" حول ما إذا كان الوقت حان للتوقف عن دعم نظام الأسد، جراء تنامي الشكوك بشأن قدرته على الاستمرار وبدء الحرب الأهلية في سوريا بالانتقال إلى لبنان". وأشارت إلى أن بعض أعضاء "حزب الله" بما في ذلك رجال الدين، يخشون من أن يقود دعمهم لنظام الأسد إلى جرهم لمواجهة خطيرة مع العرب السنة في لبنان وسوريا، ويرون أن وقف دعمهم له بات يشكل مسألة عاجلة الآن لصياغة علاقة جديدة مع من يتولى السلطة في سوريا المقبلة. ونسبت الصحيفة إلى مصدر لبناني، وصفته بأنه يقيم صلات مع الدوائر العليا في "حزب الله" قوله: "هناك وجهات نظر مختلفة، حيث يرى البعض بأنه ينبغي علينا الضغط من أجل التوصل إلى تسوية في سوريا والتوقف عن دعم الأسد، وهناك إدراك داخل إيران و"حزب الله" بأنهما سيدخلان في مواجهة مع السنة أو يعملان كجسر لردم الهوة بينهما". وأضاف المصدر: "المسألة الأكثر صعوبة هي سوريا، وهناك علاقة مباشرة بين مستقبل "حزب الله" والشيعة ومستقبل سوريا، وإذا استوجب الأمر التضحية ب(الرئيس الأسد) فلنضحِّ به وليس بسوريا". وقالت (صنداي تلغراف): إن المؤشر الأكثر وضوحًا على هذا التحرك كان إلغاء مؤتمر "حزب الله" الذي يُعقد عادة كل ثلاث سنوات لأسباب أمنية، حسب التفسير الرسمي، لكنَّ سياسيًّا شيعيًّا من عائلة سياسية هامة، لم تكشف عن هويته، قال: إن "حزب الله" "غير قادر على عقد مؤتمره جراء خشيته من الفشل في الاتفاق على سوريا". وأضافت أنه تردد أن الخلافات أقوى بين أعضاء "حزب الله" المدنيين، الذين هم أكثر ميلاً لصالح قطع الروابط مع دمشق، وبين جناحهم العسكري القوي الذي تم تدريبه وتلقينه على يد إيران ولا يزال مواليًا بقوة للنظام السوري.