حذرت روسيا الغرب يوم الثلاثاء من القيام بعمل منفرد في سوريا بعد يوم من تهديد الرئيس الأمريكي باراك اوباما "بعواقب وخيمة" إذا استخدم الرئيس السوري بشار الأسد أسلحة كيماوية أو بيولوجية أو حتى حركها بشكل ينطوي على تهديد. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف متحدثا بعد لقاء دبلوماسي صيني كبير إن موسكو وبكين متفقتان على الحاجة إلى "الالتزام بصرامة بمعايير القانون الدولي والمبادئ الواردة في ميثاق الأممالمتحدة وعدم السماح بانتهاكها." وتذكر التصريحات بالانقسامات التي تعرقل الجهود الرامية لانهاء الصراع المستمر منذ 17 شهرا في سوريا. وتقول الأممالمتحدة ان اكثر من 18 ألف شخص قتلوا في الصراع الذي يؤثر على الدول المجاورة لسوريا. وفي لبنان قتل ما لا يقل عن خمسة اشخاص في اعمال عنف طائفية لها صلة بالصراع السوري وتجري تركيا المناوئة للأسد تحقيقا حول احتمال وجود صلات لسوريا بتفجير سيارة ملغومة على اراضيها اسفر عن مقتل تسعة اشخاص يوم الاثنين. وتعارض روسيا والصين أي تدخل عسكري في سوريا طوال 17 شهرا من إراقة الدماء واستخدمتا حق النقض (الفيتو) ضد ثلاثة قرارات لمجلس الامن التابع للامم المتحدة أيدتها دول غربية وعربية لزيادة الضغط على دمشق لوقف أعمال العنف. قالت الحكومة السورية يوم الثلاثاء إن التدخل العسكري الخارجي في سوريا "مستحيل" لأنه سيؤدي الى مواجهة تتجاوز حدود البلاد. وكان نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل الذي تحدث في مؤتمر صحفي في موسكو يرد فيما يبدو على تهديد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن القوات الأمريكية قد تتحرك اذا استخدمت سوريا اسلحة كيماوية ضد قوات المعارضة. وقال جميل إن الغرب يبحث عن ذريعة للتدخل العسكري وشبه التركيز على الأسلحة الكيماوية السورية بالسياسة التي انتهجها الغرب تجاه العراق الذي غزته قوات تقودها الولاياتالمتحدة بحجة انه يخفي اسلحة دمار شامل. وأضاف "يبحث الغرب عن ذريعة للتدخل المباشر. اذا لم تفلح هذه الذريعة فسيبحث عن ذريعة اخرى. لكنه لا يفهم حقيقة جديدة تأكدت في الموقف الدولي بعد الفيتو الروسي الصيني والتي استمرت حتى هذه اللحظة." وكان يشير إلى استخدام الصين وروسيا حق الاعتراض (الفيتو) ضد تحرك في مجلس الامن كان سيزيد من الضغوط الدولية على الرئيس بشار الأسد الذي يقاتل لاخماد انتفاضة مستمرة منذ 17 شهرا ضد حكمه. وقال جميل "التدخل العسكري المباشر في سوريا مستحيل لان من يفكر فيه ايا كان... انما يدخل في مواجهة اوسع نطاقا من حدود سوريا. وقال ان تهديد أوباما موجه للاستهلاك الاعلامي وفي واحدة من أحدث مناطق المعارك دخلت قوات سورية مدعومة بالدبابات ضاحية المعضمية في دمشق يوم الثلاثاء في اليوم الثاني من الهجوم الذي يستهدف استعادة السيطرة على المنطقة. وقال ناشطون ان قوات الأسد قتلت ما لا يقل عن 70 شخصا في المعضمية منذ يوم الاثنين. وأضافوا ان منهم نحو 24 رجلا تم اعدامهم و16 شخصا قتلوا في هجوم نفذته طائرات هليكوبتر على جنازة الضحايا الذين سقطوا في اعمال العنف يوم الاثنين