بات العقيد الليبي معمر القذافي وابنه سيف الإسلام ورئيس استخباراته عبدالله السنوسي مطلوبين دولياً بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وذلك بعد أن جهز مدعي عام المحكمة الجنائية لويس مورينو-أوكامبو ملفاً ضدهم يحوي أدلة بشأن أوامر بقتل مدنيين ليبيين عُزَّل. ضيّق المجتمع الدولي الخناق على النظام الليبي أمس، إذ في ظل استمرار الضغط العسكري براً وبحراً وجواً، أعلن مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو-أوكامبو أنه طلب إصدار مذكرات توقيف بحق العقيد معمر القذافي وابنه سيف الإسلام ورئيس الاستخبارات الليبية عبدالله السنوسي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وقال أوكامبو خلال مؤتمر صحافي عقده في لاهاي، مقر المحكمة الجنائية الدولية: 'على أساس الأدلة التي تم جمعها، طلب مكتب المدعي العام من الغرفة التمهيدية الأولى إصدار مذكرات توقيف بحق معمر القذافي وسيف الإسلام وعبدالله السنوسي'. وأشار أوكامبو إلى أن 'الأدلة التي تم جمعها تظهر أن معمر القذافي أمر شخصياً بشن هجمات ضد مدنيين ليبيين عُزَّل'. وأضاف: 'ابنه سيف الإسلام هو رئيس الوزراء بحكم الأمر الواقع'، لافتاً إلى أن 'عبدالله السنوسي هو ذراعه اليمنى، وقد أمر شخصياً بشن بعض الهجمات'. وكان مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيقا في جرائم ضد الإنسانية في ليبيا يشمل ثمانية أشخاص من بينهم الزعيم الليبي وثلاثة من ابنائه. وقام مكتب المدعي بثلاثين مهمة في 11 دولة في إطار تحقيقه، وتم درس أكثر من 1200 وثيقة بينها أشرطة فيديو وصور وأُجريت أكثر من 50 مقابلة بعضها مع شهود عيان، إلا أن المحققين لم يستمعوا إلى شهود في ليبيا خشية تعريضهم للخطر بحسب مكتب المدعي العام. «أسباب فنية» وفي تطوّر لافت، كسرت روسيا حيادها السلبي الذي مارسته منذ إقرار الحظر الجوي على ليبيا في مجلس الأمن، إذ أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، أنه ينتظر وصول مبعوثين للزعيم الليبي معمر القذافي الى موسكو اليوم، في حين لن يتمّ اللقاء الذي كان مرتباً مع وفد الثوار غداً. وقال لافروف أثناء لقاء مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة حول ليبيا عبد الإله الخطيب: 'اتفقنا مع ممثلي طرابلس وبنغازي أن نلتقيهم في موسكو. وسيكون مبعوثو طرابلس هنا اليوم (الثلاثاء)'. وأضاف: 'كان يُفترض أن يأتي مبعوثون من بنغازي الأربعاء، لكنهم أبلغونا أنهم أرجأوا زيارتهم لأسباب فنية'. «ساعات معدودة» في غضون ذلك، صرح وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتّيني أمس، بأن ساعات النظام الليبي 'باتت معدودة'، معلناً أن إيطاليا وحلفاءها يعملون على حلّ سياسي يمكّن القذافي من الاستقالة وإقامة حكومة 'مصالحة' يمكن أن يشارك فيها أعضاء من الحكومة الحالية. وأضاف أن الحلّ سيوفر 'مخرجاً سياسياً يزيل القذافي وعائلته من المشهد'، ويمكن من إنشاء حكومة 'مصالحة وطنية'. وأشار إلى أنه يمكن لبعض الأعضاء في حكومة القذافي أن يشاركوا في الحكومة الجديدة 'وقد تم تحديدهم'، ما يدل 'على أنها لن تكون حكومة لبنغازي بل لليبيا بأسرها'. «تحرير سرت» أما على صعيد الوضع الميداني، فصرح المتحدث العسكري باسم الثوار أحمد باني أمس، بأن تحرير مدينة سرت يشكل أولوية لديهم، مشيراً إلى أن مصراتة باتت محررة تماما، وتخضع لسيطرة الثوار. وقال باني في حديث هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن سرت 'موجودة على أولوياتنا لتحريرها كباقي المدن الليبية المحررة، لأن أبناءها أيضا يريدون الحرية، ولن نتركهم، وسنحاول بقدر الإمكان مساعدتهم على التحرير'. وأشار المتحدث العسكري إلى أن القتال مستمر الآن في مدينة تاورغاء الاستراتيجية، التي وصفها بأنها 'شوكة' بالنسبة لثوار مصراتة لكثرة عملاء القذافي فيها، كما كانت تُطلق منها الصواريخ في اتجاه مصراتة.