أوضح إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير في خطبة الجمعة أن الدنيا حلوة خضرة جميلة نضرة نعيم لولا أنه عديم ومحمود لولا أنه مفقود وغنى لولا أن مصيره الفناء المستقر فيها يزول والمقيم عنها منقول أيامها تسير في خبب وشهورها تتابع في عجب وزمانها انحدر من صبب الدنيا كلها قليل وما بقي منها إلا القليل مخاطر ومعاثر وفتن ثوائر صغائر وكبائر والناس يتقلبون فيها مؤمن وكافر وتقي وفاجر وسالم وعاثر وطوبى لمن حفظ نفسه وأولاده ونساءه من موجبات السخط والذم ووسائل الشر والهدم مشددا على أن من يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم. وأشار إمام وخطيب المسجد النبوي إلى شهر رمضان فوصفه بأنه شهر القبول والصعود وشهر العتق والجود وهو أبان الترقي والصعود حاثا المسلمين على الحزم والجزم وشد لبب عزمهم وأن يروا الله خيرا من أنفسهم فبالجد فاز من فاز وبالعزم جاز من جاز وبالصبر حاز من حاز ومن دام كسله خاب أمله وتحقق فشله قالت عائشة رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في رمضان مالا يجتهد في غيره. وخاطب الشيخ البدير المسلمين قائلا "هذا نسيم القبول هب هذا سيل الخير صب هذا الشيطان تب هذا باب الخير مفتوح لمن أحب هذا زمان الإياب هذا مغتسل بارد وشراب رحمة من الكريم الوهاب فاسرعوا بالمتاب فقد قرب الاغتراب في دار الأجداث والتراب فيا من ألف الذنوب وأجرم ويا من غدا على زلاته متندما فق فدونك المنى والمغنما والله يحب أن يجود ويرحم وينيل التائبين فضله تكرما فطوبى لمن غسل في هذا الشهر درن الذنوب بتوبة ورجع عن خطاياه قبل فوت الأوبه ويا أسير المعاصي ويا سجين المخازي هذا شهر يفك فيه العاني ويعتق فيه الجاني ويتجاوز عن العاصي فلا تكن ممن أبى وخرج رمضان ولم ينل فيه الغفران والمنى يقول النبي صلى الله عليه وسلم إن جبريل عليه السلام أتاني فقال من أدرك رمضان فلم يغفر له فدخل النار فأبعده الله قل آمين قلت آمين. وحذر الشيخ صلاح البدير المسلمين من انتهاك حرمة شهر رمضان المبارك وتدنيس شرفه وانتقاص مكانته فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه حاثاً المسلمين على قضاء أوقات وساعات هذا الشهر الكريم في تدارس آيات القرآن الكريم وتدبر البينات والعظات والاقبال على شهر رمضان واستخراج درره فالسعيد من صرف همته اليه ووقف فكره وعزمه عليه. وقال الشيخ البدير "إن شهر رمضان هو شهر الانفاق والبذل والإشفاق فيجب على المسلمين تذكر الأكباد الجائعة والذين أصابتهم البوائق والقوارع وممن يعانون عدما ويعالجون سقما وإعانتهم وإطعام القانع والمعتر وإغاثة الجائع والمضطر مشيرا إلى أن أفضل صدقة صدقة في رمضان وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل عليه السلام داعيا المسلمين إلى القيام بشعائر رمضان التعبدية وواجباته الشرعية وسننه المروية وآدابه المرعية ولا يزال الناس في خير ما عجلوا الفطر وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات فإن لم تكن رطبات فتميرات فإن لم تكن تميرات حسا حسوات من ماء وكان اذا أفطر قال ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله. واختتم إمام وخطيب المسجد النبوي خطبته بالقول "إن من أكل أو شرب ناسيا فليتم صومه فإنما أطعمه ربه وسقاه ولا كفارة عليه ولا قضاء ومن ذرعه القيأ وهو صائم فليس عليه القضاء ومن استطاع فليقض ويفطر من استمنى لا من احتلم ومن صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ومن فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يسخط وإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم وإن للصائم عند فطره لدعوة لا ترد ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة من رمضان وعمرة في رمضان تعدل حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم".