أوضح إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور سعود الشريم أن من ضيع رمضان فهو لما سواه أضيع، مشيرا إلى أن فيه تبرز مظاهر الطاعة والتدين، ومحاسبة النفس، والبحث عن التغيير من السيئ إلى الأحسن، ومن الفاضل إلى الأفضل، «ومن هنا جاءت حاجة المسلم إلى تصفيد الشياطين في هذا الشهر، لئلا يخلصوا فيه إلى ما كانوا يخلصون في غيره، ولتكون الفرصة مواتية في أن يربي المرء نفسه ويقويها لمغالبة الشيطان، وإحكام المنعة أمام حيله وألاعيبه، (إن كيد الشيطان كان ضعيفا)». وقال الشريم في خطبة الجمعة من المسجد الحرام: «إن شهر رمضان المبارك شهر القرآن، يعكف الصائمون على قراءته وتكراره وتدبره، في صورة قلما تكون في غير هذا الشهر المبارك، ويعيشون معه لحظات لا تتكرر في تكاملها وبديعها في غير هذا الشهر، وقد تفرد هذا القرآن في القصص الحق الذي لا يتطرق إليه ريبة أو شبهة»، موضحا أن «القرآن شاهد علينا، فما نحن فاعلون به، أنكون ممن يقيم حدوده وحروفه، أم نكون ممن يقرأ القرآن والقرآن يلعنه ويزف في قفاه إلى النار؟». وفي المدينةالمنورة وصف إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير رمضان بأنه شهر القبول والصعود، وشهر العتق والجود، وهو أبان الترقي والصعود، حاثا المسلمين على الحزم والجزم وشد لبب العزم، وأن يروا الله خيرا من أنفسهم، مشيرا في خطبة الجمعة على أن «بالجد فاز من فاز، وبالعزم والصبر جاز من جاز، ومن دام كسله خاب أمله، وتحقق فشله». محذرا من انتهاك حرمة الشهر، وتدنيس شرفه، وانتقاص مكانته، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه». وطالب البدير بقضاء أوقات وساعات الشهر في تدارس آيات القرآن الكريم، وتدبر البينات والعظات، واستخراج درره، مشيرا إلى أنه «شهر الإنفاق والبذل والإشفاق، وتذكر الأكباد الجائعة، من أصابتهم البوائق والقوارع، مبينا إلى أفضل الصدقات في رمضان، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل عليه السلام، داعيا المسلمين إلى القيام بشعائر رمضان التعبدية، وواجباته الشرعية، وسننه المروية، وآدابه المرعية.