معرض الكتاب قبل يومين افتتح معرض الرياض الدولي للكتاب، وقد كتبت هذه المقالة قبل الافتتاح، فلن يكون حديثي عنه، لا أني لا أود الحديث أو التعليق على أمر لم أقف عليه بنفسي، ولا أحب استباق الأحداث، ولكن حديثي سيتناول موضوعاً له علاقة أكيدة بالمعرض، بل هو أساسه، ألا وهو الكتاب، ولعلي أورد بعض النقاط موجزة، وإن كان كل عنصر منها يحتاج إلى وقفة كاملة، وإلى مقالات متعددة. * الزخم الهائل من الزوار للمعرض ظاهرة صحية وسليمة، بل هي الصورة المثلى التي يجب أن تكون مرآة لمجتمعنا المتعلم الذي انخفضت فيه نسبة الأمية خلال عقود يسيرة إلى درجات تفوق بلداناً سبقتنا بتأسيس الجامعات بمئة عام. * السمة الملحوظة هي ارتفاع سعر الكتاب في معرض الرياض مقارنة بالمعارض الأخرى، على الرغم من أنه لا توجد - ولله الحمد - لدينا ضرائب وجمارك، وإيجار المعرض أقل من مثيلاته في البلدان الأخرى، ولكنه الاستغلال، ومع ذلك فكمية المبيعات في المعرض هي الأعلى، ولذا فإن حرص دور النشر على المشاركة صار ملحوظاً. * سعر الكتاب وتباينه بين معرض الرياض والمعارض الأخرى موجود وملحوظ، ولكن الأدهى منه تباين السعر داخل المعرض لكتاب واحد، وطبعة واحدة، ودار نشر واحدة، مع اختلاف الموزع فقط! * على الرغم من منافسة كتب الإثارة، وما يقدم لها من دعاية، وما يخلق لها من إشكالات مفتعلة من قبل مؤلفيها للفت الأنظار، إلا أن الكتاب الديني لا يزال يحوز قصب السبق في الاهتمام والشراء ونفاد الطبعات. * هناك مفارقة عجيبة بشأن معرض الكتاب لدينا، والمعارض الخارجية، من حيث التنظيم والإعداد، فالمعرض الذي يقام في المملكة تشرف عليه وزارة الثقافة والإعلام، والمعارض الخارجية تنظم مشاركتها عن طريق وزارة التعليم العالي، وحبذا لو تم إسناد تنظيم المشاركة في المعارض الخارجية لوزارة الثقافة والإعلام بحكم الاختصاص أولاً، ثم لجدارتها ونجاحها في إدارة المعارض السابقة في الداخل، وخبرتها وتواصلها مع المثقفين، وكونها أولاً أخيراً الجهة المعنية بإصدار فسوحات الكتب. * مع احترامنا وتقديرنا لضيف الشرف في المعرض، وهي دولة إسلامية لها مكانتها، إلا أنني أتمنى أن تكون الاستضافة لدولة لها مكانتها الثقافية والاقتصادية عالمياً، وتأثيرها على المجتمع الدولي، حتى يحظى زوار المعرض ومتابعوه بفوائد، ولا أتصور أن ضيف الشرف لهذا العام سيحقق الفائدة بقدر مشاركة دول عربية أو أجنبية لها من الخبرة والمكانة الشيء الكبير! * يلحظ تكرار البيع من تحت الطاولة من قبل دور نشر معنية ببيع كتب لم يتم فسحها، ويتم تقديم شكاوى من قبل الزائرين، والإبلاغ عن حالات، وإدارة المعرض مشكورة حددت نقاطاً رئيسة لاستبعاد الكتب المخالفة، ومنها الكتب غير المجازة، أو الكتب غير الواردة في دليل المعرض، ولكن دور النشر المخالفة تواصل مخالفاتها طالما أنه لا يوجد جزاءات أو حرمان من المشاركة مستقبلاً! * أتمنى تبني وزارة الثقافة والإعلام لمشروع تيسير القراءة، أسوة ببعض الدول الشقيقة التي نظمت منذ عدة سنوات برنامجاً جيداً أسمته «مكتبة الأسرة»، ودعت دور النشر لإصدار طبعات شعبية مخفضة لمجموعة من كتبها، حتى تكون بمتناول جميع القراء، والتشجيع عليها بتخفيض الأسعار. * وأخيراً.. من الظواهر السلبية اللافتة للنظر، هي ظاهرة «الترزرز» لبعض الفنانين، وأشباه المثقفين، وافتعال المشاكسات مع بعض الجهات، وخلق الخلافات، حباً في الظهور الإعلامي، كما حصل في مرات سابقة. أ. سلمان بن محمد العُمري [email protected]