أجمع جمهرة من زوار معرض جدة الدولي للكتاب والمعلومات الرابع والذي ترعاه جامعة الملك عبدالعزيز وتنظمه شركة معارض الحارثي، على الارتفاع الملحوظ في اسعار الكتب وتواضع تنظيمه حيث لم تسبقه حملة دعائية تجوب المدارس والجامعات وعدم وجود اعلانات في الشوارع والميادين اضافة الى تقلص فترته (من 11 - 18 ديسمبر) كما أخذ على الجهات المعنية تهميشها للفعاليات الثقافية من محاضرات وأمسيات التي كان من المتوقع مصاحبتها للمعرض. من جانب آخر برر أصحاب دور النشر المشاركة ارتفاع الاسعار الى غلاء المواقع والاجنحة المؤجرة والمعرض اضافة الى تكلفة النقل والاقامة. « ثقافة اليوم » التقت مع بعض رواده من المثقفين والقراء وكان في مقدمتهم الشاعر علي الحازمي وهو منهمك في حفل توقيع ديوانه الجديد «الغزالة تشرب صورتها» فقال: حفل المعرض بحضور عدد كبير من دور النشر العربية المعروفة وكانت هناك بعض من العناوين الجديدة والمهمة وبهذا نستطيع التواصل مع الآخر كما ان توقيت المعرض تزامن مع معرضي الشارقة والدوحة للكتاب، وأعتقد ان ارتفاع اسعار الكتب سيقلص من القوة الشرائية. القاص والكاتب عبدالرحمن الدرعان حضر من أقاصي الشمال للبحث عن جديد الثقافة والسرد متعجباً من الحضور القليل الذي لا يتناسب مع مدينة كبيرة كجدة ذات العمق الثقافي كما ان اسعار الكتب ما زالت مرتفعة اضاف الدرعان الى ان هامش الحرية يبدو متسعاً نوعاً ما متمنيا أن تكون المعارض المقبلة اكثر انفتاحاً وقد كنت اتمنى ان تصاحب المعرض أمسيات شعرية ومحاضرات ثقافية تدعم المعرض من ناحية الحضور كما ان المقاصف التي تقدم المشروبات والاطعمة الخفيفة غير موجودة وهذا جانب سلبي ايضاً. الكاتبة ابتهال مبارك ترى أن هامش الرقابة غير موجود فلم أر كتبا وروايات لعبد الرحمن منيف وتركي الحمد وسيد قطب والحلاج ولا ادري ما مرد هذا المنع الى جانب عدم وجود اعلانات في الشوارع والميادين والمدارس ناهيك عن قصر فترة المعرض ففي السابق كان المعرض يقام على مدى اسبوعين والآن عمر المعرض لا يتعدى اسبوعاً واحداً وكأن المعرض يقام في الخفاء ولا أدري لماذا يوصف المعرض بأنه دولي ولم تشارك به إلا دار نشر واحدة من اوروبا وأمريكا كما ان عدم تواجد الفعاليات الثقافية التي تصاحب المعرض الدولي أفقدها بريقه. إلا أن السفير فوزي شبكشي مندوب المملكة الدائم بالأمم المتحدة يرى من وجهة نظره ان المعرض متقدم ومتميز من كافة نواحية ويقول انه وجد الكثير من مصادر المعلومات والعناوين الجديدة التي تستحق القراءة والتي تفتح النوافذ على العالم حتى نتعرف على ثقافات الآخرين وانا تعرفت على اقامته من خلال التلفاز كما ان اسعاره تبدو مقبولة نوعاً ما إلا عدم تواجد الفعاليات الثقافية سيقلل من الحضور فتقل الرغبة في الشراء. الناقد عائض القرني ذكر للرياض ان المشكلات التي يواجهها المعرض تتكرر كل عام من أبرزها غلاء سعر الكتاب بشكل كبير وهذا الغلاء سيعرقل حركة الشراء. أما الفعاليات الثقافية التي كنا متعطشين لها فلا أثر لها سوى محاضرة عن الصحافة الرياضية فقط فكأن المعرض أقيم كيفما اتفق وكنت أتمنى أن تولي وزارة الثقافة والإعلام تشكيل لجنة من ذوي الخبرات الثقافية للإشراف على اقامة الفعاليات الثقافية والأدبية وهذا عامل مساعد في نجاح أي معرض وأنا لا أنكر حضور العناوين المميزة التي قدمت دور الكتب من الشام ومصر وأعتقد تزامن المعرض مع معرضي الشارقة والدوحة قلل من حضور بعض العناوين كما أن غياب دور النشر المغاربية يفتح تساؤلاً عن أسباب هذا الغياب. المؤرخ والنسابه إبراهيم الأمير ابدى اعجابه بالتنظيم وتنسيق المعرض لأنه اكتسب خبرة من دوراته السابقة إلا أن الأسعار فهي في ارتفاع ملحوظ وقد تتجاوز أسعار الكتب في المكتبات والأسواق وكنت أتمنى لو أن الجهة الراعية للمعرض. ووزارة الثقافة والإعلام أن تتدخلا في كسر حاجز الأسعار المرتفعة حتى تزداد حركة البيع. ومن جازان يأتي الشاعر ابراهيم صعابي الى معرض جدة للبحث عن جديد المطابع العربية والعالمية إلا أن الصعابي فوجئ بكثير من الإشكاليات والتي في مقدمتها غلاء الكتب بشكل ملحوظ وسوء التنظيم والتنسيق وإلى جانب تهميش الفعاليات الثقافية من قبل المسؤولين عن المعرض كذلك لا أرى التواصل مع المعرض من قبل أهالي جدة وبها أكبر جامعة وآلاف المدارس وعشرات المعاهد وهذا بحد ذاته يشكل أمراً خطيراً ومقلقاً. « ثقافة اليوم » التقت ايضاً ببعض أصحاب دور النشر العربية المشاركة نور الدين بدران المسؤول على دار الحصاد من سوريا ذكر أن معرض جدة للكتاب كانت تنقصه الإعلانات التي من شأنها ان تنعكس على المبيعات لدينا وبالتالي حد هذا النقص من إقبال الناس على الكتاب نوعا ما الى جانب الرقابة والتي أوقفت لنا بعض العناوين وبرر بدران أن ارتفاع أسعار الكتب هو في المقابل يأتي لارتفاع المواقع والأجنحة والشحن والاقامة كل هذه الأسعار الباهظة تؤدي الى ارتفاع سعر الكتاب. غسان ناصير مديرعام دارنينوى تذمر من عقبة الرقابة وقال إن هنا كتباً قد فسحت العام الماضي ومنعت هذا العام وما هو معيار الموافقة على الفسح؟ وبالتالي لم يفسح لي بعض العناوين.