قابلت ليبرالي حر في معرض الكتاب بالعاصمة... فماذا جرى بيننا ؟ بينما كنت أتجول في معرض الكتاب بالرياض ... رأيت شاباً أبيض البشرة يبدو أنه في الثلاثين من عمره عند أحد دور النشر اللبنانية... والتي تطبع روايات تدعو إلى الرذيلة , فقلت في نفسي ,وماذا عسى يريد هذا الشاب اليافع من مثل هذه المواخير؟ وأنا والله حزين كل الحزن عليه ولكن أسأل الله أن يشرح صدره للخير ويحبب إليه الإيمان ويبغض إليه الكفر والفسوق والعصيان... ثم انصرفت , ولكني أحسست بأن على عاتقي أمانة لم أقم بحقها تجاه ربي , وقلت ولماذا لا أذهب إليه وأدردش وياه ونتجاذب أطراف الحديث وسوف أجد قطعاً طريقاً للتحدث إليه عن تلك الروايات وخطرها العقدي والأخلاقي ... ثم تراجعت ... ثم عدت إليه و أصررت على المضي قدما في التعرف عليه والنقاش معه .... وقد أحببت أن أسرد كل ماجرى بيننا على شكل دردشة بين اثنين, وقد رمزت له بإسم ليبرالي حر إذ هو من كان يقول ذلك عن نفسه ... ثم بدأ بيننا النقاش التالي: إبراهيم الدبيان: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ليبرالي حر: هلا وعليكم السلام. إبراهيم الدبيان: ماشاء الله المعرض في موقعه هذه السنة كان مناسباً جداً والجو ماشاء الله طيب. ليبرالي حر:إيه مايحتاج. إبراهيم الدبيان:ماشاء الله ... وش اسم هالرواية التي معك , يبدو أنك من محبين الروايات؟ ليبرالي حر:هذه رواية عفواً قد لا تناسبك!!! إبراهيم الدبيان: وش دعوة؟ ليبرالي حراحمر وجهه) هذه رواية للأديب الكبير نجيب محفوظ, واسمها (الطريق) إبراهيم الدبيان: لا حول ولا قوة إلا بالله... معروفة هذه الرواية ليبرالي حر:في الحقيقة أني لم أقرأها بعد... ولكن أوصاني أحد الزملاء بالحرص على روايات الأستاذ نجيب إبراهيم الدبيان:وهل اشتريت له رواية أخرى؟ ليبرالي حر:نعم هناك رواية أخرى بإسم أولاد حارتنا لازلت أبحث عنها, هي وروايتين أخريين,أحدهما بإسم الثلاثية والأخرى بإسم الحرافيش! إبراهيم الدبيان: الحرافيش على وزن الكراديب, أليس كذلك؟ ليبرالي حر: مبتسماً... نعم ويبدو أنك مثقف مستنير ماشاء الله عليك. إبراهيم الدبيان: ولماذا أطلقت علي وصف مستنير؟ ليبرالي حر:لانك فيما يبدو عليك أنك مطلع على تراث الأديب نجيب محفوظ, ومهتم كذلك برواية الأستاذ تركي الحمد... وذلك بسبب ذكرك رواية الكراديب التي ألفها,فهل أنا مصيب في حدسي؟ إبراهيم الدبيان:في الحقيقة... لا أظن ذلك... إذ أنني لا أتفق وروايات هذه الحثالة التي ذكرت ليبرالي حر:اااااااااه... انت أجل من الجماعة إياهم إبراهيم الدبيان: عفواً وماذا تقصد بالجماعة إياهم؟ ليبرالي حر: أقصد ... أنك ممن يحكمون على الأشياء بظواهرها ولا تتبحر في الأشياء وجوهرها ومكنوناتها وتحاول أن تتعرف على مدلولاتها الأدبية والفكرية إبراهيم الدبيان: مممممممممم...أجل انت من شلة الأنس إياهم ليبرالي حر: وش تهوجس انت؟ إبراهيم الدبيان:لالا أبد ... أقصد شلة الدشير إياهم, ااااااا شلة حسب الله ! ليبرالي حر: أي دشير يا رجال؟ ومن هو حسب الله ... الظاهر انت فاهم غلط إبراهيم الدبيان: شوف يابن الحلال...حتى تفهم حقيقة الشلل هذي وكنهها , يجب أن أجلس معك جلسة مطولة شوي ليبرالي حر: موافق... بس بشرط , لا تحاول تلزمني برأيك وتجبرني على فكر معين,نتناقش ونشوف من المصيب ومن المخطئ, اوكي؟ إبراهيم الدبيان:اوكي... (قلتها لأجل لا يغير رأيه ويقول انت متطرف متحجرمتشدد)...الخ ليبرالي حر: تفضل إبراهيم الدبيان: شوف... الروايات التي سميتها قبل شوي تعرف وش محتواها, او توجهات كتابها؟ ليبرالي حر:بالتأكيد استاذي...نجيب محفوظ هو من حاز على جائزة نوبل العالمية في الأدب , وهذه تكفيك إبراهيم الدبيان: طيب,مع يقيني أن جوائز نوبل كلها على بعض لا تؤتى إلا للسفهاء ... ولكن دعني أبدأ برواية أولاد حارتنا... ليبرالي حر: وش فيها رواية أولاد حارتنا يعني؟ إبراهيم الدبيان: طبعاً لا أظنك تجهل أن رواية أولاد حارتنا ... هي الرواية التي بسببها حصل نجيب محفوظ على جائزة نوبل العالمية للأدب؟ ليبرالي حر: بالطبع أعرف ذلك إبراهيم الدبيان: ممتاز... وهل تعرف شيئاً عن محتوى تلك الرواية؟ هل تعلم أن نجيب محفوظ في هذه الرواية رمز إلى الله جل جلاله بشخص سماه ( الجبلاوي ) وأعطاه في الرواية دور رجل متسلط على أهل الحارة ! بل وله أعوانه الذين يسيطر بهم على سكان الحارة ، وهؤلاء الأعوان هم الأنبياء ! والذين رمز لكل واحد منهم بإسم وشخص ! ليبرالي حر : انت لم تفهم ما يرنو إليه نجيب محفوظ ... الم أقل لك من قبل إبراهيم الدبيان : ( مقاطعاَ ) لا تقل لي ولا أقل لك ... دعني أكمل لك حقيقة الروايتين الأخريين ، رواية ( الطريق ) التي كنت ستشتريها ورأيتها في يدك في بداية لقاءي بك رمز فيها نجيب محفوظ إلى الله جل جلاله برجل سماه ( سيد الرحيمي ) متطاولاَ على الذات الإلهية ! ليبرالي حر : ( متعجباَ ) معقوله ! إبراهيم الدبيان : بكل تأكيد ... بل وأضيف لك أن روايته التي بعنوان ( الثلاثية ) صرح فيها بأنه عبر عن أرائه الشخصية من خلال أحد أبطال القصة وهو ( كمال عبد الجواد ) حيث أورد على لسانه كثيراَ من قناعاته ووصفه بقوله ( كان كأنما يود أن ينعي إلى الناس عقيدته ) ثم قال على لسانه( على أنني لست كافراَ ... لازلت أؤمن بالله ، أما الدين ... إن الدين ذهب .. كما ذهب رأس الحسين ) ! ليبرالي حر : وماذا عن رواية الحرافيش !؟ إبراهيم الدبيان : أما رواية الحرافيش ( على وزن الكراديب ) فقد ساق فيها على لسان (عاشور الناجي) كل ما أراد من آرآء منحرفة ليبرالي حر: دعني أفهمك شئ واحد ... وهو أن هؤلاء المثقفون والأدباء الكبار دائماً ما يستخدمون مثل هذه العبارات على ألسنة شخصيات وهمية وليس على ألسنتهم , وكما تعلم القاعدة الشرعية أن ناقل الكفر ليس بكافر ,أتمنى أن تكون فهمت؟ إبراهيم الدبيان:طيب, وش رايك يا حلو لو أنك أردت أن تؤلف رواية من الروايات ...ثم قمت بحشوها بالزندقة والكفر والإلحاد, بربك هل تحب أن تلقى الله بهذا العمل؟ ليبرالي حر:اااااااا إبراهيم الدبيان: بالله هل تسمح لبنتك أو ولدك أو زوجتك بأن تقرأ عن الدعارة والمجون والخنا؟ وأنت تقولي شخصيات وهمية يعبر فيها الأدباء عن آرائهم؟ ليبرالي حر: ولكن أنت بالطريقة هذي تريد أن تحجب عن عيوننا تراث كبيييير للأدباء والمثقفين التنويريين والعقلانيين من أمثال طه حسين أو أدونيس أو نصر أبوزيد أو حسن حنفي أو ...الخ؟ إبراهيم الدبيان: أي تراث وأي براث الله يصلح قلبك... دعني أعطيك بعض الأمثلة على من ذكرت من الأدباء ليبرالي حر: هات ماعندك... ونسأل الله أن يعدي هالليلة على خير إبراهيم الدبيان: طه حسين مثلاً هو من قال...الدين خرج من الأرض ولم ينزل من السماء, وهو من قال القرآن قابل للنقد باعتباره كتابأ أدبياً, وهو من قال السيرة النبوية فيها أساطير...وهو من قال ... تعقب أخبار الزناة والفساق والفجرة... أدب رفيع!!! بل لتعلم أيضاً, الأستاذ جابر رزق في كتابه(طه حسين.. الجريمة والإدانة) ذكر أن طه حسين قد تنصر... أي دخل في النصرانية بالفعل في فرنسا...مستنداً في ذلك إلى مذكرات زوجة طه حسين النصرانية(سوزان) هاه يكفي ولا أكمل حقيقة بقية رواد الجيل كما كانوا يسمون؟ ليبرالي حر: يااخي اسمحلي... انت مثل الذباب لا يقع إلا على ؟؟؟ إبراهيم الدبيان: أي ذباب وأي هباب ... على قولة إخواننا ا المصريين يا باشا... هذا التراث اللي تنشده! ليبرالي حر: وماذا عن البقية من الأدباء كأمثال أدونيس ونصر أبو زيد وحسن حنفي؟ إبراهيم الدبيان: يكفيك من أدونيس ديوانه الذي صدر في 1961 يقول فيه(لا الله اختار...ولا الشيطان... كلاهما جدار,كلاهما يغلق في عيني,هل أبدل الجدار بالجدار) ويقول في كتابه (زمن الشعر) ص156 (من أعقد مشاكلنا مشكلة (الله) بل ويقول في ديوانه (أغاني مهيار) ص49 (اعبر اعبر...فوق الله والشيطان) ليبرالي حر: يا أخي طولت عليك... عن إذنك إبراهيم الدبيان: والله ما ادري من اللي يبي الفكة؟ يا رجال توالناس..تو حليت الجلسة وانا اخوك ليبرالي حر: رأسي تعب بالحيل إبراهيم الدبيان: سلامة رأسك يابعد حيي,,, بس شويتين حتى نخرج بنتيجة ليبرالي حر: كمل ...ونصر أبو زيد وحسن حنفي ...وش عندهم, أنا دايم أسمع المثقفين السعوديين يثنون على تراثهم وأدبهم ويوصون المريدين والأتباع الأخذ من مناهلهم إبراهيم الدبيان : نصر أبو زيد... هو الذي اعتبر القرآن نصاً بشرياً لا قدسية له, وصرح بأن العقيدة مؤسسة على الأساطير ! بل وقال في كتابه (نقد الخطاب الديني) ( مازال الخطاب الديني يتمسك بوجود القرآن في اللوح المحفوظ,اعتماداً على فهم حرفي للنص,وما زال يتمسك بصورة الأله الملك بعرشه وكرسيه وصولجانه ومملكته وجنوده الملائكة...الخ) ليبرالي حر: والله أول مرة اسمع هالكلام إبراهيم الدبيان: بقي حسن حنفي... ويكفيك أن تعلم أنه ينكر وجود الجنة والنار وينكر إبليس , ويقول في كتابه (من العقيدة إلى الثورة) (إن الله هو الإنسان الكامل!!! ) فهل هناك أكفر من هذا الكفر يا أستاذي؟ ليبرالي حر : صدقني أنت بهذه الطريقة سوف ترد كل الأعمال الأدبية إبراهيم الدبيان: وليكن... ولنردها ... فالقلم أمانة ... ومن يخن هذه الأمانة وينشر الكفر والفحش والمجون تحت أي ذريعة فلا رده الله ليبرالي حر: إلا بالمناسبة... ذكرت سابقاً ديوان الكراديب للأديب تركي الحمد... فهل اطلعت عليه؟ إبراهيم الدبيان: لتركي الحمد ... عدد من الدواوين والتي لا تقل خطورة عن سلفه , وهو يسير في نفس الإتجاه الذي سار عليه أولئك الرواد اللذين ذكرتهم لك... ليبرالي حر: يا شيخ اتق ربك , تركي الحمد أهدى إليه خادم الحرمين الشريفين قلمه الخاص في عام 1427 كما ذكر هو ذلك في قناة العربية وذلك دعماً له وتكريماً ونشجيعاً... وش رأيك؟ إبراهيم الدبيان : العبرة بما كتب هو وما نطق به في رواياته...أليس كذلك؟ ليبرالي حر: بالطبع نعم... هات ماعندك ولماذا شبهته بجيل الرواد كما سميتهم إبراهيم الدبيان : حسناً.. الحمد يعرفه كل الناس وهو في ظني قد استعجل الخطى ظناً منه أن هذا الوقت هو الوقت المناسب لإيصال قكره ورؤاه التي يحملها... ولعله اعتقد أننا في إحدى الدول اللادينية فنشر مانشر مما دونته يداه في دواوينه كالشميسي والعدامة والكراديب وغيرها ليبرالي حر: وماذا قال حتى تساويه باولئك القوم؟ إبراهيم الدبيان :ألا يكفيك مقولته المشهورة(الله والشيطان وجهان لعملة واحدة)؟ ألم تقرأ ماذا كتب في الشميسي في ص68 عندما قال (كانا في الصف الرابع الإبتدائي وكانت مادتي القرآن والتجويد أصعب وأبغض المواد عند التلاميذ) ألم تقرأ ماكتب في روايته العدامة ص250 قال (وابتسم هشام بالرغم منه...فشعبية الله مرتفعة هذه الأيام, لو كان ماركس في هذا الموضع لذكر الله كثيراً) وقال في نفس الرواية ص176 (رحماك ياالله... ولكن أين الله في هذا المكان؟لقد ألغاه العقيد وجعل من نفسه رباً للمكان) وقال في[ الشميسي – ص 39 ] : فيما حانت التفاته من عبدالرحمن نحو الكيس الذي يحمله هشام ويشد عليه فقال وهو يضحك : ( ما تلك بيمينك يا هشام ؟ ) وابتسم هشام وهو يقول ( لاشيء ... مجرد كولا تروي عطشي ولي فيها مآرب أخرى ) وضحك الاثنان!!! ليبرالي حر: ولكن صدقني هو قالها على لسان هشام العابر... وهذه طريقة الروائيين يا أستاذي إبراهيم الدبيان : اسمع ياااا ؟؟؟ ليبرالي حر : أنا ليبرالي حر إبراهيم الدبيان: بل انت عبد لله جل جلاله ... هداك الله... على كل حال ...دعني أرجع بك إلى الوراء قليلاً حتى تعلم طريقة تركي الحمد وبقية القوم وأنهم يسيرون على نفس خطى أسيادهم الأولين... نجيب محفوظ عندما كان يواجه بجرائمه الفكرية الكفرية ,كان يردد عبارة ( لا يوجد فهم نهائي للعمل الأدبي) نعم استاذ ليبرالي عبد لله جل جلاله... طريقتهم مكشوفة للغاية, يبثون عقائدهم الفاسدة ويوردونها على ألسنة أبطال رواياتهم اللذين يتخفون ورائها... أتعلم لماذا؟ ليبرالي حر: لماذا؟ إبراهيم الدبيان: ليلقوا سهامهم واحداً تلو الآخر مستهدفين عقيدة الامة واخلاقها وقيمها المثلى ... فيظنوا أن الأمة لم تفهم اللعبة ... خابوا وخسروا قاتلهم الله أنى يؤفكون,,, وعلى هذا المنوال تركي الحمد وغيره ليبرالي حر: ما أمتع الحديث معك استاذ...اااااا؟؟؟؟؟؟؟؟ إبراهيم الدبيان : إبراهيم الدبيان.... فرصة سعيدة ليبرالي عبد لله جل جلاله, غير اسمك وفقك الله ليبرالي حر: وانا اسعد استاذ إبراهيم انتهى الحوار وقد أعلن عدوله عن شراء تلك الدواوين المأفونة ... والحمد لله رب العالمين إبراهيم الدبيان